الوطن

روما تدعم اليوم اتفاق الليبيين وتحضر لبدائل الفشل

في الوقت الذي استمع فيه مجلس الأمن لمطالب كوبلر





يجتمع اليوم بروما وزراء خارجية أعضاء مجلس الأمن إضافة إلى بعض دول جوار ليبيا في خطوة اعتبرت الأهم في تحرر الإرادة الدولية والتخلي عن موقف التريث والانتظار، بعد تزايد المخاوف عن تحول ليبيا إلى بؤرة توتر وقلق وحاضنة لتنظيم داعش بعد فترة من الصراع السياسي والمسلح بين مختلف القوى الليبية التي لم تستطع حسم خلافاته بجهودها الوطنية.
يأتي هذا الاجتماع بعد لقاء مجلس الأمن الجمعة والذي تقدم فيه مارتن كوبلر بتقريره حول التطورات التي عرفتها القضية الليبية كما تحدث عن اتفاق تونس والقرار المتوصل إليه من خلال إمضاء الاتفاق السياسي يوم الأربعاء، وأشار إلى أهمية الرعاية الكاملة لمجلس الأمن للاتفاق وردع القوى الرافضة له أو المعطلة وخاصة تلك التي تكون صادرة من الدول.
وقد تحركت الدبلوماسية الإيطالية بكل وسائلها من أجل الحشد لهذا المؤتمر من خلال تحركات وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني إلى مختلف الأطراف وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى دول إقليمية كالأردن وقطر وتركيا ودول الجوار خاصة الجزائر ومصر كما تحرك الفاتيكان عبر جمعية سانت جيديو عبر الأب أنجلو رومانو الذي تحرك تجاه قبائل التبو والطوارق وجمع ممثلين عنهم نهاية الشهر الماضي في روما وفي الجانب الاقتصادي والمالي تحركت مؤسسة «إيني» للطاقة تجاه عدد من الأطراف الليبية داخل وخارج ليبيا، وأوفدت مبعوثين إلى طرابلس واستقبل مسؤولوها مبعوثين ليبيين في روما. وعلى الصعيد العسكري كثَّف مستشار المبعوث الدولي مارتين كوبلر الجنرال الإيطالي باولو سيرا لقاءاته مع فعاليات ليبية على الأرض شملت البيضاء ومصراتة لبحث ترتيبات أمنية لما بعد الاتفاق دون الحديث عن مستقبل الجيش الليبي، كما لمَّح قائد الجيش الإيطالي الجنرال كلوديو غراسياني إلى أن خطة بسط الاستقرار في ليبيا باتت جاهزة وتتمثل في مراقبة الهدنة والتصدي لتهريب البشر في «المتوسط» وتأمين الحدود الجنوبية لليبيا وضرب معاقل "المتشددين".
وتتمسك روما بخطة مارتن كوبلر، والمرتكزة أساسًا على مرجعيات توافق الصخيرات والرامية إلى الدفع بإرساء حكومة وحدة وطنية، ولكنه وفي حال تعثر ذلك وبفعل موقف أطراف ليبية محددة قد يكون أول محطة أيضًا لخطة بديلة سوف يتم الركون إليها أسرع مما هو متوقع، كما تعتبر أن مؤتمر روما يمثل إطارًا مشابهًا لمؤتمر فيينا عن سورية، تقوم فيه الأطراف الدولية والإقليمية دور الراعي بغطاء الأمم المتحدة ودون الحاجة المباشرة للخصوم المحليين.
ويظل الهاجس الأول للدبلوماسية الإيطالية حاليًا تجنب التورط في أي سيناريو قد يزيد من تعميق الخلافات أو التسبب في تقسيم البلاد أمام وجود مخاطر انقسام المواقف الليبية بعد اتفاق تونس على مستوى التنظيمات الأساسية في ليبيا أي المؤتمر الوطني ومجلس النواب الذي لم يستطع أي منهما تمرير الاتفاق على مستوى تنظيمه وأمام وجود أصوات رافضة له في الجسمين الكبيرين.
خالد. ش

من نفس القسم الوطن