الوطن

ضبابية مستقبل الاقتصاد الوطني دفع الجزائريين لاكتناز أموالهم بالعملة الصعبة

الخبير الاقتصادي كمال رزيق لـ"الرائد":



خلق التقهقر المستمر للدينار أمام العملات الأجنبية تخوفا كبيرا عند عدد من الجزائريين خاصة أولئك الذين يملكون رؤوس أموال مكتنزة ما دفع أغلبهم لتحويل هذه الأموال للعملات الأجنبية خوفا من انهيار جديد للعملة الوطنية.
وفي هذا الصدد يؤكد الخبير الاقتصادي كمال رزيق أن التهاب الأورو في السوق الموازية هذه الأيام راجع لحجم التحويلات المالية الكبيرة التي يقوم بها الجزائريون مقابل شح في العرض، حيث قال رزيق في تصريح لـ"الرائد" أن عددا كبيرا من الجزائريين ورجال الأعمال يحولون ما يملكون من أموال للعملات الأجنبية خوفا من انهيار جديد للعملة الوطنية، أمام استمرار أزمة انهيار أسعار النفط والضبابية التي يعرفها وضع الاقتصاد الوطني أمام تضارب في تصريحات المسؤولين الجزائريين، مضيفا أن ترك المجال للسماسرة في سوق السكوار للتحكم في أسعار الصرف وتحدد البنوك لسعر الصرف بأساليب بعيدة كل البعد عن سوق العرض والطلب للعملات يؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني من خلال تشجيع فئة محددة على احتكار مجال المتاجرة في العملة الأجنبية، لتحقيق أرباح طائلة بالرغم من أنها تلحق خسائر معتبرة بالاقتصاد الوطني الذي تتحكم فيه هذه المافيا المالية، ودعا رزيق في هذا الصدد الحكومة إلى ضرورة فتح مكاتب صيرفة نظامية والقضاء على بورصة السكوار ونظيراتها لمعرفة الحجم الحقيقي للأموال المتداولة في السوق الموازية.
من جهة أخرى قال الخبير الاقتصادي كمال رزيق أن انخفاض قيمة الدينار مقابل العملات الأخرى خاصة التي يتم التعامل بها في عمليات الاستيراد ستؤثر بشكل أساسي على الأسعار والمواد الأولية المستوردة هذه الأخيرة ستعرف التهابا في أسعارها، مضيفا أن انخفاض قيمة الدينار سيساهم بشكل أساسي في ارتفاع نسبة التضخم؛ الأمر الذي سيؤثر على المستوى المعيشي للمواطن الجزائري خاصة ذوي الدخل المحدود، قائلا في الوقت ذاته أن تواصل تهاوي أسعار البترول في الأسواق العالمية وانخفاض قيمة الدينار سيحدث اضطرابا اجتماعيا. موضحا أن انخفاض قيمة الدينار خلال الستة أشهر الأخيرة بـ 30 بالمائة مقابل الدولار ينذر بكارثة اقتصادية كبيرة، خاصة وأن المواطن الجزائري فقد ثقته في عملته الوطنية.
س. ز

من نفس القسم الوطن