الوطن

مناصرة يرحب والبناء الوطني ترفع القرار لمجلس شورى الحركة!

سعداني في مسعى إقناع الإسلاميين



بعد تعثر المرحلة الأولى في استقطاب الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية لتدعيم مبادرته السياسية الرامية لـ" بناء تكتل وطني وجبهة موحدة تحمي استقرار الجزائر وأمنها"، تحرك أمس وفد عن حزب جبهة التحرير الوطني بقيادة أمينه العام عمار سعداني، وفي مسعى لاستقطاب بعض الأحزاب المنضوية تحت مظلة هيئة التشاور والحوار الوطني، وبعض تيارات الأحزاب السياسية الإسلامية، حيث نزل وفد الحزب العتيد ضيفا على كل من جبهة التغيير، وحركة البناء الوطني، بمقرات التشكيلتين السياسيتين بالعاصمة، وكان اللقاء حسب ما تناولها هؤلاء في الندوة الصحيفة التي أعقبت المشاورات، توضيح أهداف هذه الخطوة والنتائج المرجوة.
حاول عمار سعداني أمس خلال لقاءه بكل من وفد جبهة التغيير بقيادة رئيسها عبد المجيد مناصرة، وحركة البناء الوطني برئيسها الشيخ مصطفى بلمهدي، أنّ يقدم شروحات حول مبادرته وخاصة حول التحفظات التي أبدتها هذه الأحزاب حول المبادرة في وقت سابق والتي حاول أن يدافع على أنها مبادرة حزب وليس مبادرة سلطة لينسحب بعدها وتتحول إلى مبادرة ملك لجميع من سيقبل بالمشاركة فيها وأكد أمين عام الأفلان أنّ هذه المبادرة وهذا الحراك الاستقطابي الذي يقوم به الآن ليس مرتبط بأجندة انتخابية بدليل أنّ أغلب الأحزاب المشاركين فيها لا يملكون منتخبين للمشاركة في عملية التجديد النصفي لمجلس الأمة، التي ستجرى بعد أيام قليلة.
وحرص سعداني في هذا اللقاء إضفاء الجوانب القيمية والتركيز على الثوابت الوطنية في المبادرة وأنها جاءت لتحدد الطريق الذي يمكن أن ينتقل بالبلاد إلى الجمهورية الثانية وفق قاعدة إجماع وطني، وتحول ديمقراطي حقيقي في البلاد، وأن أطراف هذه المبادرة سيتحلون بشكل طبيعي إلى متنافسين في المواعيد الانتخابية الكبرى دون أي حرج.
وحرص سعداني أيضا خلال اللقاء تمرير رسائل تقارب بينه وبين الحزبين مركزا على كون نقاط الخلاف بينهم محدودة جدا، ورغم أن إجابة حركة البناء الوطني على المبادرة كانت بالتأكيد على أنها ستكون الكلمة فيها لمؤسسات الحزب حيث ستنقل ما سمعته من تفاصيل حول المبادرة إلى مجلس شورى الحركة ليقرر فيها، وأن الحركة لازالت عضوا في هيئة التشاور والمتابعة المحسوبة على تكتل المعارضة، كما أنها تؤمن بضرورة أن تتحد جهود كل القوى الوطنية لمواجهة التهديدات التي تقف أمام البلد ومخاطر ومؤشرات الأزمة المتوقعة، والتي تحتاج إلى بناء جدار وطني حقيقي، بعيدا عن تصنيفات القديمة كمصطلحات المعارضة والموالاة، وعبرت حركة البناء في اللقاء بأنها ترغب وستعمل من خلال هذا الاتجاه الذي يميزها بالوسطية أن تساهم في أن تكون الوسيط الجامع للقوى الوطنية.
وحول أسئلة الصحافة تجنب عمار سعداني الردّ على كل ما يتعلق بزعيمة حزب العمال لويزة حنون التي تحدثت عنه في ندوتها الصحفية صبيحة أمس بالقول بأنه لن يرد عليها بعد الآن.
وفي سؤال آخر حول توجهه نحو المعارضة وإن كان قد تخلي عن المبادرة التي كان يقول عنها في البداية أن دعم الرئيس فيها" خط أحمر"، أجاب سعداني أن المبادرة موجهة للجميع، " أحزاب في السلطة أو في المعارضة" وأنها موجهة للجزائر ولحماية الدولة.
وعن موقف أمين عام الأرندي بالنيابة أحمد أويحيى من مبادرة الأفلان قال المتحدث " الخلاف بيننا وبينهم أن أويحيى كان يرغب في تكوين مبادرة من أربعة أحزاب في حين يطمح الأفلان لتجميع كل الأحزاب"، مضيفا" مبادرة الأفلان موجهة للجميع في حين مبادرة أويحيى موجهة فقط لمن ساندوا ودعموا الرئيس"، مشيرا إلى أنه ورغم ذلك فإن الأحزاب الأربعة التي تكلم عنها لم تستوعب كل الأحزاب التي ساندت الرئيس.
وتوضح الخطوة التي قام بها عمرا سعداني أنه يقود مسعى لإقناع بعض الأحزاب الإسلامية التي غابت عنه في لقاء تدشين مقر المبادرة قبل أيام لأنه يدرك ألا نجاح لمبادرة تجميعية دون أطراف إسلامية متضمنة فيها، وكان واضحا من خلال الوفد الذي نزل به عند الحزبين أمس-جبهة التغيير – وحركة البناء-الإصرار على الاقناع ومحاولة التقريب بينهما.
كما أنه من المتوقع أن تصدر بعض المواقف من أحزاب هيئة التشاور وخاصة من حمس في محاولة التقليل من أهمية هذه اللقاءات وربما التهجم على الحزبين الذين التقيا بأمين عام الأفلان، وقالت مصادرنا أن هذه اللقاءات كانت ترتب منذ فترة.
وعلى خلاف حركة البناء الوطني، رحب رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة بالمبادرة السياسية الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار التي أطلقها حزب جبهة التحرير الوطني  داعيا الى مزيد من "التواصل" مع أحزاب المعارضة، وصرح في ندوة صحفية مشتركة مع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عقب اللقاء الذي جمعهما بمقر جبهة التغيير قائلا :"نرحب بالمبادرة التي عرضها علينا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ونشجع أصحابها على مزيد من التواصل والانفتاح على احزاب المعارضة وشق كل طريق يحرص على بناء عمل وطني"، وأضاف في هذا السياق ان "المبادرة في المعنى لا نختلف فيها, لكن في المضامين لكل طرف وجهة نظر وملاحظات وتم الاتفاق على مزيد من جلسات الحوار من اجل الاتفاق على الأساسيات".
وأبرز المتحدث في سياق متصل أن "حزبه في المعارضة لكنه يدعم ويشجع هذه المبادرة لأنه حريص على الحوار والتوافق ما بين الجزائريين وما ين السلطة والمعارضة لإيجاد قواسم مشتركة، ولإنجاح التحول الديمقراطي" وهو " واجب وطني وقيم عليا".
هذا واعتبر مناصرة أنّ الحوار بالجزائر "لايزال بطيئا أو معطلا" أوضح ان "الحوار في هذه المرحلة يضيق مساحات الاختلاف" محذرا من "التقسيم والتفرقة والانشغال بالقضايا الحزبية الضيقة البعيدة عن القضايا الوطنية لأنها تضر بالجزائر خاصة في هذا المنعطف الصعب".

بدوره جدد عمار سعداني التأكيد على أن مبادرة حزب جبهة التحرير الوطني "ليست مبادرة خاصة بحزبه بل مبادرة لكل السياسيين والوطنيين والنخبة وللجميع دون اقصاء" مشيرا ان المبادرة "انضم اليها لحد الأن 30 حزبا سياسيا و302 جمعية وطنية" دون اعطاء توضيحات أكثر، وفي رده عن سؤال بخصوص التغيير الذي يريده حزب جبهة التحرير الوطني كحزب أغلبية رد قائلا: "حزبنا يسعى الى التغيير الايجابي، وتغيير الذهنيات وتهذيب العمل السياسي وتشجيع الحوار ما بين الأحزاب وما بين1النخبة ".


خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن