الوطن

حقوق الإنسان حصان طروادة للمساومة والابتزاز

التجاوزات والتأخر في الإصلاحات والتهديدات الإرهابية ذريعة الغرب على الجزائر



عاد مجددا الحديث عن موضوع حقوق الإنسان في العالم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي المصادف لـ 10 ديسمبر من كل سنة، إلى الواجهة، في وقت لا يزال العالم ينتهك تلك الحقوق في دول "الثورات العربي"، بينما يتباهى بالموضوع في عقر داره، وعلى خلاف الدول العربية مازالت حقوق الإنسان في الجزائر، تسير "ببطء" نحو الأعلى، حيث يؤكد التقرير السنوي لحقوق الإنسان الماضي في الجزائر على أنه بالرغم من المؤشرات "الإيجابية" التي تم تسجيلها على شتى المستويات إلا أنها تظل "غير كافية" وتستدعي بذل المزيد من الجهود.
لكن التقرير العربي الحقوقي الذي صدر أوت الماضي، لا يزال يفيد بأن الجزائر وضعيتها "مقلقة" وتعاني من انتهاكات شائعة وخطيرة، حيث تعرّض التقرير إلى الإطار القانوني والدستوري، الحقوق الأساسية والحريات العامة في البلاد.
وزعم النص العربي أن موجة الإصلاحات الاجتماعية التي أطلقتها الحكومة الجزائرية في أعقاب الثورات التي حصلت بالمنطقة، ما أدى إلى التباطؤ في إصدار الدستور الجديد الموعود، ومازالت التشريعات الخاصة بالحريات مقيدة لحرية الرأي والتعبير، والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات.
وتضع كل التقارير الدولية الجزائر في خانة سوداء في حقوق الإنسان بسبب استمرار هاجس الإرهاب، وظهوره بعمليات نوعية مثل التي حصلت في "عين أمناس" عام 2013 والتي راح ضحيتها 40 شخصا معظمهم أجانب، وكذلك ظهور تنظيمات إرهابية جديدة، مثل "جند الخلافة" المنشقة عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وإعلان ولائها لتنظيم داعش، وتحول دولة “مالي” لمصدر تهديد لاحتوائها على تنظيمات متشددة والتدخل الدولي فيها، زاد في تعقيد وضعية حقوق الإنسان بالجزائر.
وفي الدول العربية يرصد التقرير التدهور المريع لأوضاع حقوق الإنسان خلال العامين الماضيين، لا سيما مع بروز العلاقة التبادلية المركبة بين الاحتلالات الأجنبية والنزاعات الأهلية المسلحة وتفاقم أنماط الإرهاب وتداخله مع الصراعات السياسية، وهو ما يتجاوز تهديد حقوق الإنسان جزئياً أو كلياً إلى تهديد بقاء الدولة العربية ذاتها.
وإلى جانب جملة الوقائع والنماذج التي يسوقها التقرير للتدليل على الانتهاكات الشائعة الخطيرة وأنماطها وما يرافقها من ظاهرات سلبية، يرصد التقرير العديد من بواعث القلق المتزايدة التي من شأنها أن تؤدي لاستمرار تفاقم الأوضاع ومضاعفة تعقيدها.
ويتهم التقرير كل من نظم الحكم العربية، والتنظيمات المسلحة والإرهابية، والقوى الأجنبية المنخرطة في صراعات المنطقة الداخلية والإقليمية بالمسئولية عن إهدار حقوق الإنسان في المنطقة.
وتسعى الجزائر من خلال مكانتها الجغرافية الاستراتيجية إلى الحفاظ على حقوق الإنسان بشتى الوسائل حتى إنها تستعد لتثبيت كاميرات مراقبة في مراكز الحجز من أجل مراقبة كل صغيرة وكبيرة داخل تلك المراكز التي عادة ما تستعملها تلك التقارير لمغالطة الرأي العام بخصوص حقوق الإنسان بالجزائر وكان آخرها التقرير الذي أصدرته مؤخراً كتابة الدولة الأمريكية عن وضعية حقوق الإنسان في العالم لسنة 2014، حيث اعتبرته، امتداداً لتوجه بيروقراطي، يميل لاستنساخ آلي، لصور نمطية، ومراجع بالية، وتقييمات مغرضة، واستنتاجات مفرطة في التبسيط”، لكن الجزائر اعتبرته أحكاما خاطئة، ومغالاة، تجرد التقرير المذكور نهائياً من أية مصداقية.
وبين "المتهجم" والمشيد تبقى قضية حقوق اإانسان في العالم نسبية نظير ما تقوم به تلك الدول وعلى رأسها إسرائيل في انتهاك تلك الحقوق بينما تتغنى بها داخل أوطانها.
أميرة. أ/ خولة. ب

من نفس القسم الوطن