الوطن

"العمال في الجزائر تحولوا لحالات اجتماعية مثيرة للشفقة"

نقابيون يؤكدون في اليوم العالمي لحقوق الإنسان


•    النقابيون ضحية للمتابعات القضائية والفصل التعسفي
•    مسعود عمرواي: الجزائر مازال أمامها الكثير في مجال الحريات النقابية
•    محمد بوريبان: الحكومة لا تتعامل مع العامل كإنسان له حق في العيش الكريم!

تعاني الحريات النقابية في الجزائر مثلها مثل حقوق الإنسان إشكاليات في التطبيق، ففي الوقت الذي تعترف فيه القوانين بهذه الحريات باعتبارها أداة للدفاع عن مصالح العامل المادية والمعنوية تعمد الإدارة الجزائرية للتضييق على النقابيين، من خلال المتابعات القضائية وكذا الحكم بعدم شرعية الإضرابات التي تخوضها عدد من النقابات في مختلف القطاعات، هذا قبل الحديث عن حقوق العامل المهضومة بدءا براتب شهري لا يكفيه لأسبوع، وصولا لظروف شغل متدهورة وفي ظروف صعبة وخطيرة بالنسبة لبعض عمال القطاعات.

•    النقابيون ضحية للمتابعات القضائية والفصل التعسفي
 شهدت الجزائر السنوات القليلة الماضية العديد من المتبعات القضائية والفصل التعسفي في حق النقابيين، كما حكمت محاكم الجزائر في عديد من المرات بعدم شرعية الإضرابات التي خاضتها عدد من النقابات في بعض القطاعات دفاعا عن حقوق العامل المهضومة، زد إلى ذلك فإن العامل في الجزائر يعاني وضعية مزرية بدءا براتب هزيل لا يحفظ له كرامته وكرامة عائلته وصولا لظروف مهنية صعبة وخطيرة في بعض الأحيان بالنسبة لعمال بعض القطاعات، كل هذا جعل من الحريات النقابية وحقوق العمال التي تندرج ضمن حقوق الإنسان مجرد جبر على ورق في الجزائر، حيث توجد النصوص القانونية ليبقى التطبيق بعيدا عما يطمح له الجزائريون.

•    مسعود عمرواي: الجزائر مازال أمامها الكثير في مجال الحريات النقابية
وفي هذا الصدد قال المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين مسعود عمرواي أن الجزائر ربما قد تكون خطت خطوة إيجابية بتعديلها للقانون 14-90 المتعلق بالممارسة النقابية وفتحها المجال أمام التعدد النقابي، إلا أن الأهم من ذلك هو التمثيل على مستوى هياكل الدولة وفي هذا السياق قال عمرواي في تصريحات لـ"الرائد" أن التعدد النقابي موجود لكن التنسيق والعمل الفعلي غائب خاصة مع السلطات العليا بدليل أن النقابات المستقلة محرومة من المشاركة في اجتماع الثلاثية كل سنة رغم أن هذا الاجتماع يخص العامل بالدرجة الأولى والنقابات تعد صوت هذا العامل، من جهة أخرى قال عمراوي أنه قارنّا الجزائر بالدول المتقدمة فأننا نجدها في ذيل الترتيب فيما يخص الحريات النقابية لكن أن قارناها بالبلدان العربية فأننا نجدها في موقع متقدم وريادي لأن هناك من الدول العربية من تمنع التعدد النقابي حتى، مضيفا أن نقاشاتهم باعتبارهم عضو في اتحاديات النقابات العربية كشفت عن ريادة الجزائر في المجال النقابي على المستوى العربي. لكن رغم ذلك يقول مسعود لا زال العمل أمامنا طويلا خاصة إذا نظرنا للمتابعات القضائية في حق النقابيين وكذا الفصل التعسفي والحكم في عدد من المرات بعدم شرعية الإضرابات، رغم أنها حق من حقوق العامل الدستورية. كما تطرق عمراوي لوضعية العمال في الجزائر حيث قال أن الآلاف من العمال لا يملكون أدنى حق من حقوقهم في حين لا تكفي رواتهم لإعالة عائلاتهم لمدة أسبوع، ناهيك عن مشكل السكن أين يقطع بعض الأساتذة على سبيل المثال عشرات الكلومترات في الجنوب للالتحاق بوظائفهم ويعيش بعضهم في بيوت قصديرية وهشة وهناك حتى من ينام في الحمامات ليلا ليلتحق بمنصبه صباحا بسبب بعد المسافة.

•    محمد بوريبان: العمال في الجزائر تحولوا لحالات اجتماعية مثيرة للشفقة!
من جهته انتقد رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التضامن الوطني والأسرة محمد بوريبان حالة التضييق المتواصلة على الحريات النقابية، والدعم الذي تقدمه السلطات العمومية للتنظيم نقابي واحد على حساب باقي النقابات، وقال بوريبان لـ "الرائد" أن حقوق العامل في الجزائر مهضومة مشيرا لعمال قطاع التضامن كمثال موضحا أن عمال هذه الوزارة يعدون حالة اجتماعية تثير الشفقة بخاصة عمال الأسلاك المشتركة، والمتعاقدين، واصفا مرتباتهم بـ"العار"، خاصة أن بعضهم أمضى 20 سنة عمل وحلمه هو الإدماج فقط، مضيفا أن الحكومة لا تتعامل مع العامل كإنسان له حق في العيش الكريم.
كما قال أن بعض المسؤولين في الجزائر يحاولون بكل الطرق تكسير العمل النقابي حتى وأن تطلب الأمر خلق نقابة غير شرعية موازية والتعامل معها على أساس أنها ممثلة للعمال كما حدث في قطاع التضامن الوطني، مضيفا أن الوصاية تتعامل بفوقية مع العمال بعدم فتح أبواب الحوار مع ممثليهم وكأنهم عبيد وليسوا عمالا لهم حقوق شرعها لهم القانون.

س. زموش

من نفس القسم الوطن