دولي

مغالطات "نتنياهو"

القلم الفلسطيني



يرفض "نتنياهو"، ويصر ويكابر؛ ويعيش وسط مغالطات كثيرة؛ من انه بإمكانه إنهاء واحتواء موجة العمليات الحالية المتواصلة في انتفاضة القدس في شهرها الثالث؛ من دهس، وطعن، وإطلاق نار؛ في مخالفة صريحة لطبيعة الأمور والحوادث؛ وتحدي سافر لمنطق الأشياء، ولكل المعادلات والقوانين الطبيعية؛ مصرا على نهجه وأسلوبه الخاسر.
غطرسة "نتنياهو" وتحديه لخالق الكون؛ الذي أمر بمنع وعدم ممارسة الظلم، وتحديه للجانب الإنساني الأخلاقي؛ بقتله أطفال بعمر الزهور، وممارسة الظلم ضد الشعب الفلسطيني واحتلاله كرها وغصبا؛ كل ذلك وأكثر منه انقلب وبالا على "نتنياهو" بصور كثيرة جدا.
أولى تلك الصور؛ انخفاض شعبيته في أوساط جمهوره، وشعور جمهوره وجمهور غيره من الأحزاب بعدم الأمان في دولة الاحتلال، برغم كثرة الحراسات واعقدها في العالم للمستوطنين وحمايتهم، وعدهم أنفاس الفلسطينيين عدا والتجسس عليهم ليل نهار، والتي انقلبت على الاحتلال وبالا أيضا بإطلاق النار على بعضهم بعضا، وهوسهم الأمني الذي يجعلهم يرتبكون ولا يقدرون على حماية حتى أنفسهم؛ فصار من يحمي ويحرس هو الذي بحاجة لحماية وحراسة!
ثاني تلك الصور؛ هو مسئوليته عن تواصل عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار بفعل إصراره على ظلم وتعذيب وإذلال الفلسطينيين بشكل متواصل وسلب حريتهم، وهو ما يجبرهم على القيام بما لا يخطر على بال "نتنياهو" وعصابته.
ثالث تلك الصور؛ هو إعادة اللحمة وتراص الصفوف بين الشعب الفلسطيني؛ حيث كانت دائما المقاومة توحد، وهو ما عبر عنه خطاب خالد مشعل في خطابه الأخير قبل يومين؛ من أهمية قيادة سفينة الحرية إلى بر الأمان بتوحيد كل الطلاقات والجهود الفلسطينية، ونبذ الخلافات؛ حتى دحر الاحتلال وكنسه لمزابل التاريخ.
رابع تلك الصور؛ هو إصرار "نتنياهو" على مواصلة غيه وعمى بصيرته بهدم منازل الشهداء ومنفذي عمليات الطعن، وهذا الأسلوب جربته كل قوى الظلام عبر التاريخ ولم يعطي نتيجة سوى إصرار المظلومين على نيل حقهم وحريتهم، (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
خامس تلك الصور؛ هو ما اقر به الكاتب والمفكر الصهيوني "جدعون ليفي"؛ بان حالة الاستعلاء وشعور "الإسرائيلي" بأنه فوق البشر وان دم الفلسطيني حلال له، وهو ما يتمثل في سياسة "نتنياهو" هو ما يعجل في هزيمة دولة الاحتلال.
ولنتعرف أكثر على غطرسة جنود "نتنياهو" وقتلهم لأجل القتل؛ لنفكر مليا فيما قاله" كوبي نيف" وهو كاتب صحفي صهيوني في صحيفة "هارتس " العبرية حيث يقول: "خذوا مثلا الفتاتين بنات العم البالغتين 14 و16 سنة، اللتين حاولتا تنفيذ عملية بواسطة مقص تم إخراجه من حقيبة المدرسة في مدخل سوق "محنيه يهودا" في القدس. ما الذي نعرفه عن هاتين الفتاتين؟ إنهن “مخربات” يستحقّن الموت. وانتهى الأمر".
ويتابع: "إحداهن هي هديل عواد (14 سنة) التي ماتت، ونورهان عواد (16 سنة) التي أصيبت، وهن من مخيم قلنديا. هل كنتم هناك ذات مرة؟ شقيق الفتاة التي ماتت، محمد عواد، “مات قبل عامين بعد سبعة أشهر من إصابته في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي". هل هذا كافٍ بالنسبة لكم؟ هل يهمكم أن تعرفوا أنه تم إطلاق النار على ظهره؟ هل تعنيكم أصلا كل هذه التفاصيل؟ - مخاطبا الجمهور "الإسرائيلي- يمكن رؤية صور الفتاتين عند إصابتهن في كل مكان حيث يبدو بوضوح أنه لم تكن حاجة لإطلاق النار عليهن. وبالطبع لا حاجة للقتل. فلم تشكل أي واحدة من الفتاتين خطرا على حياة أحد".
"إضافة إلى ذلك، إحدى الفتاتين تم إسقاطها على الأرض بواسطة كرسي قبل إطلاق النار عليها على يد أحد المارة، وقام شرطي بإطلاق النار عليها وهي ملقاة على الأرض. هذا ليس “تحييد” بل هو قتل بدون قوسين، وكأن هذا يعني أحد ما. لقد استحقتا الموت، أليس كذلك؟".
خالد معالي

من نفس القسم دولي