الوطن

فرنسا تجني ثمار خطاب التخويف بتطرف الناخبين

بعد صعود اليمين المتطرف في الانتخابات الجهوية

 

  • هواجس التضييق والتمييز ضدّ الجالية المسلمة


تخوفت الجالية الجزائرية والمسلمة عموما المقيمة في فرنسا من الدخول في النفق المظلم الذي توعدها به اليمين المتطرف في حال فوزه بالانتخابات الجهوية، وهو ما تلقاه الجزائريون بنوع من الصدمة كما عنونته عدد من الصحف الفرنسية التي علقت على الفوز الذي حققه حزب ماري لوبان في جولته الأولى بنسبة قاربت الـ 30 بالمائة متقدما على "الجمهوريون" و"الحزب الاشتراكي" الحاكم بأنه زلزال وأنه تهديد خطير على البلد، وأضافت جريدة لوموند أن أيديولوجية الحزب والحلول التي يقترحها مخالفة لقيم الجمهورية وللمصلحة الوطنية ولصورة فرنسا في العالم، وتوقع الكثيرون أن يكون جوكر اعتلاء صدارة الانتخابات هو الإسلام الذي سيستغل من الجانبين إيجابا وسلبا.
نقل النائب عن الجالية الجزائرية في فرنسا، بالمجلس الشعبي الوطني، سمير شعابنة، "تخوف الجالية الجزائرية بشكل خاص، والجاليات العربية والمسلمة بشكل عام، من الضغوطات والمضايقات المنتظرة" مع فوز حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف الذي تتزعمه ماري لوبان في ستة مقاطعات على الأقل من أصل 13 مقاطعة انتخابية، وهو الخبر الذي وقع كالصاعقة في وسط الجمهوريين واليسار عوما والجالية المسلمة التي تخشى تنامي مشاعر العداوة العنصرية على خلفية الهجمات الإرهابية التي ضربت باريس، هذه الهجمات يشير نفس المتحدث "ساهمت بشكل كبير في النتائج" مع انتشار أكبر لـ "المتعاطفين مع ماري لوبان، والفكر المناهض للإسلام والمسلمين "، وهو الخبر الذي وقع كالصاعقة في وسط الفرنسيين بشكل عام حيث عنونت صحيفتا لوفيغارو المحافظة ولومانيتيه الشيوعية عنوانا واحدا هو "الصدمة".
يقول، سمير شعابنة، أن "إعلان ساركوزي رفضه أي اندماج مع الاشتراكيين للوقوف في وجه الجبهة الوطنية في الدور الثاني من الانتخابات يزيد من مخاوف الجاليات العربية والمسلمة والجالية الجزائرية بشكل خاص، كون مقاطعة الجنوب الفرنسي التي تربع عليها اليمين المتطرف تعرف تواجد أكبر عدد من الجالية الجزائرية، ومعقل الجاليات العربية".
وأشار النائب عن الجالية الجزائرية في فرنسا، إلى قضية "الحركة الجمعوية المنتظر أن يكون الهدف الأول لليمين، من خلال تقليص الإعانات والمضايقات التي سترتفع أكيدا، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من الأقدام السوداء في تلك المناطق المعروفين بعدائهم للجزائريين"، مؤكدا في نفس الفكرة أن "سنة صعبة، تنتظر الجاليات المسلمة والعربية في فرنسا، قبل الانتخابات الرئاسية والتي ستكون ورقة الإسلام بمثابة الجوكر في يد كل المترشحين، سواء من اليمين المتطرف الذي سيستخدم ورقة عدائه للإسلام، أو اليسار الذي سيكون تعاطفه وتسامحه مع الإسلام والمسلمين ورقة الفوز، كون الجالية المسلمة في فرنسا تعتبر وعاء انتخابيا معتبرا".
من جهته، يرى صالح ججاب رئيس جمعية للجالية الجزائرية بفرنسا أن فوز اليمن المتطرف بأولى جولات الانتخابات الجهوية في فرنسا راجع إلى عوامل عديدة أبرزها التوظيف السياسي المبالغ فيه للأحداث التي تعيشها فرنسا وأوروبا عموما من قضية الإرهاب واللاجئين، كما كان للإعلام دور في هذا التوجه بعد أحداث الجمعة الأسود الذي عاشته باريس والتي ارتبط فيها الإرهاب وصورته بالمسلمين وذوي الأصول العربية والإفريقية بشكل كبير، ما ولدّ حالة من الاحتقان.
ولدى تطرقه للملفات التي يدافع عنها حزب ماري لوبان والتي ترتبط في الأساس حول مشروع تقسيم المجتمع الفرنسي على أساس عرقي بالدرجة الأولى وخطورة هذا المخطط على الجالية العربية والمسلمة هناك وحتى الأوروبية، قال المتحدث أن الفرنسين الآن لا ينظرون على هذه الزاوية الآن وفي مثل هذه الظروف الأمنية المتوترة التي تعيشها فرنسا والدليل هو أن الهيئة الناخبة الفرنسية قبلت هذه المرة منح أصواتها لصالح حزب ماري لوبان.
وأبدى صالح ججاب تخوفا مما وصفه بـ"هيمنة أعضاء الجبهة الوطنية " على المجالس في المناطق الفرنسية وما ستنتج عنه سياسات عنصرية تجاه الجاليات هناك وخاصة المسلمة، وخاصة وأن هناك توجها نحو إقرار عدد من القوانين التي تسعى من خلالها هذه الجبهة إلى التضييق على المسلمين أبرزها تلك التي تستهدف المدارس من خلال فرض إجراءات مثل منع السمك من قائمة المطاعم المدرسية وإرغام المتمدرسين المسلمين على أكل لحوم الخنزير والحيوانات غير المذبوحة.
للذكر أعلن الحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا انسحابا "تكتيكيا" من منطقتين رئيسيتين على الأقل في الدورة الثانية من الانتخابات الجهوية المقررة في 13 ديسمبر الجاري بهدف تشكيل "سد جمهوري" لمنع اليمين المتطرف من الفوز فيها، هما منطقتي "نور-باردو-كاليه-باكاردي" شمال البلاد التي تخوض المعركة فيها ماري لوبان زعيمة الحزب على رأي قائمة الجبهة الوطنية و"بروفانس-آلب-كوت دازور" الواقعة في جنوبها والتي ترأست قائمتها ابنة شقيقتها ماريون ماريشال-لوبن، وقد حصلت كل منهما على حوالي 41% من الأصوات في الدورة الأولى


أميرة. أ / خولة. ب

من نفس القسم الوطن