الوطن

المعارضة... لن نستقيل

جهات تدعو النواب إلى الاستقالة بعد اشتباكات البرلمان

 
 

خلّف النّقاش الحادّ حول مشروع قانون المالية لسنة 2016م والتدافع الشرس حوله، والطريقة التي مُرّر بها ردودَ أفعال قويةٍ وساخطة، ومنها مطالبة نواب المعارضة بالانسحاب من البرلمان كموقفٍ قويٍّ على تطليق هذا البرلمان المطعون في شرعيته، وكردّة فعلٍ عنيفةٍ على المهازل التي تقع فيه، وهو الأمر الذي اعتبرته المعارضة أمرا مستحيلا، مؤكدة صمودها. ردت حركة مجتمع السلم عن الأصوات المطالبة باستقالة المعارضة من الحياة السياسية بعد العراك الذي دار داخلا قبة البرلمان, حيث رفض رئيس الحركة عبد الرزاق مقري الاستقالة من العمل السياسي مهما كانت صعوبته، مضيفا أن حركته ستواصل كشف العملاء في داخل الوطن حتى يكبر الوعي فيصبح التيار الراغب في التغيير كبيرا وواسعا.
وقال مقري على صفحته الرسمية "اطلعت على خطة لجهات متربصة بالجزائر وأهلها وقيمها عنوانها التيئيس، تهدف هذه الخطة إلى أن تخرج القوى الوطنية التي تريد تغيير الأوضاع من اللعبة السياسية تماما، فتخرج من المجالس المنتخبة، وتحل أحزابها، فإذا فعلوا ذلك كانوا أمام خيارين: إما الاتجاه إلى مزيد من التطرف فيُستعملون من أركان الدولة العميقة والقوى الخارجية لتعفين الأوضاع فيُقضى عليهم كلية وتلغى الحريات والديموقراطية بشرعية مكافحة الفوضى وربما محاربة الإرهاب، أو أنهم يرجعون إلى بيوتهم وأحوالهم الشخصية ويتركون الشأن العام إلى الأبد فتصبح السياسة في أيادي الفاسدين والعملاء ولا تصبح هناك حاجة للتزوير إذ سينجح في كل الأحوال وبطريقة ديموقراطية فاسدون يبيعون الوطن، وتجد هذه الخطة أنصارا من صنع أصحابها ولكن كذلك من بعض الصادقين الذين لم ينتبهوا لهذا المكر، وكذلك من بعض السذج ومن الحاسدين والحاقدين".
من جهة أخرى، رفض مقري مطالب البعض للمعارضة بالاستقالة قائلا " نحن لن نستقيل من العمل السياسي مهما كانت صعوبته، ولن نختار العنف مهما كان حجم الغضب الذي في صدورنا، لن نجعل الجزائريين يقتل بعضهم بعضا أبدا، سنصبر وسنستمر في فضح فساد نظام الحكم وفي تبيين فشله وعجزه، وفي كشف العملاء في داخله حتى تكبر كرة الثلج وحتى يكبر الوعي فيصبح التيار الراغب في التغيير كبيرا واسعا وشاملا".
من جهته، قال القيادي في حركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش أن المطالبة باستقالة النواب من البرلمان هو رأيٌّ اجتهادي وتقديري محترم، ويُقبل في إطار حرية الرأي والتعبير، ولكنّه لا يملك الصوابية المطلقة، قائلا " ولابد من احترام الرأي الآخر الذي يدعو إلى المرابطة فيه ومواصلة تمثيل الشعب والقيام بالواجب ولو كتبرئةٍ للذّمة وإقامةٍ للحجة وأداءٍ للواجب وإعذارٍ إلى الله والشعب والتاريخ، ولو بدون نتائج ملموسة".
وختم حمدادوش قوله بأن أن قرار المشاركة في الانتخابات التشريعية والترشّح فيها والبقاء في البرلمان بالرّغم من التزوير الفاضح كان بقرارٍ جماعي ومؤسساتي من الأحزاب، بعد المدارسة والمناقشة والاجتهاد المقاصدي في إيجابيات وسلبيات ذلك، قائلا " فالنّواب لا يمثّلون أنفسهم، فهم نتيجةُ إرادةٍ شعبيةٍ وقرارٍ سياسي وحزبي، وللاستقالة تداعياتها الشعبية والحزبية والسياسية والشخصية، ولابد من مراعاتها بعيدا عن المواقف العاطفية أو الارتجالية.
أمال. ط

 

من نفس القسم الوطن