الوطن

مستقبل الجالية الجزائرية بفرنسا على المحك

في حال "فوز لوبان" بالانتخابات الجهوية غدا

 

  • برنامج لوبان: قطع التمويل على الجمعيات الإسلامية وأكل التلاميذ المسلمين للحم الخنزير!


توقع الناشط الحقوقي الجزائري في فرنسا، سفيان بن دوينة، مستقبلا أسود للجالية المسلمة والجزائرية بالتحديد في حال فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الجهوية يوم الغد، حيث ستضطر الجالية الجزائرية والمسلمة إلى الخضوع لبرنامج جون ماري لوبان المتطرف، وهو ما سيزيد في تعقيد وضعيتهم أكثر خاصة وأن مجابهة تطرف السلطات الفرنسية بتطرف آخر سيفتح أبواب جهنم على الفئات الضعيفة من الجالية، في الوقت الذي سيؤيد فيه الفرنسيون ذوو الأصول الجزائرية "الجيل الثالث والرابع من الجالية" برنامج لوبان، من أجل تطبيق القوانين بصرامة وقوة، ورفض تحويل الضرائب التي يدفعونها نحو تمويل الجمعيات الإسلامية أو التكفل بالمهاجرين الغير شرعيين.
وأوضح الناشط المقيم بفرنسا، سفيان بن دوينة، في اتصال لـ "الرائد"، أن مستقبل الجالية في فرنسا "أسود"، جراء الخطر الكبير الذي ستواجهه في حال فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الجهوية، خاصة وأن ظاهرة الإسلامافوبيا أخذت أبعادا كبيرة في الوقت الراهن وممكن أن ترتفع نسبتها أكبر، وهو ما يجعل ـ يضيف ـ الجزائريين المقيمين بفرنسا في مواجهة تحدٍ كبير، وأمام منطق القبول بالأمر الواقع الرجوع للوراء بعد أن خطو خطوات هامة في مجال رد الاعتبار لهم ولحرياتهم الشخصية وحرية معتقدهم كلبس الحجاب وغيرها من سلوكات المسلمين التي تنبذ في المجتمعات الفرنسية بالرغم من أن فرنسا شهدت بزوغ شمس حقوق الإنسان والحريات، التي ستظل مكفولة فقط للفرنسيين دون سواهم.
وفي حديثه عن الجالية، أوضح الناشط الحقوقي، أنه من الأجدر التفريق بين نوعين من المهاجرين، على اعتبار أنهم ينقسمون إلى نوعين الأول يتعلق بالقدامى أي القادمين لفرنسا بعد الاستقلال مباشرة وأغلبهم متقاعدين الآن، وكذا النازحين نحو التراب الفرنسي مؤخرا "الطلبة وأصحاب المهن"، حيث أشار إلى أن أولاد المهاجرين يعني الجيل الثالث والرابع لا يعتبرون من الجالية، لأنهم شربوا من مناهل المدرسة الفرنسية وأصبحوا مواطنين فرنسيين بأفكار فرنسية، فالطبقة المستقرة منهم ماديا واجتماعيا تؤيد كل القوانين والأوامر التي تطبقها السلطات بما فيها التي تكون ضد الجالية العربية والمسلمة، لأنه لا يعرفون الجزائر إلا كبلد نشأ فيه الآباء أو أن أصلهم يعود إليها فقط، على حد تعبيره.
كما تكلم المتحدث نفسه، عن سياسة اليمين المتطرف الفرنسي بقيادة ماري لوبان، الذي يفاضل فيها المواطن الفرنسي عن غيره، إلى جانب قطع التمويل على الجمعيات الخيرية الإسلامية أو ذات التمثيل الكبير من طرف الجالية العربية الإسلامية، وكذا وقف كل المساعدات على المهاجرين الغير شرعيين، إلى جانب منع اللحم "الحلال" بالمطاعم الفرنسية أي كل تلاميذ المسلمين سيضطرون لأكل الحلوف و"الجيفة"، وكل هذا ـ يؤكد ـ لأن زعيم الحزب أعلن عداءه للإسلام علنا، وهو ما يطرح الكثير من المخاوف حيال الجالية العربية الإسلامية ولاسيما الجزائرية، خاصة وأن أي فرد مسلم يريد الحصول على الجنسية الفرنسية سيكون أمام تطبيق شروط صارمة.
وفي رده حول تقبل الجالية المسلمة والجزائرية الخضوع لقوانين لوبان في حال فوزها، أوضح محدثنا أن المبدأ العام في فرنسا يشير إلى أن الفائز بالتصويت يحوز على المصداقية، معناه أن الطرف الثاني في المعادلة سيكون مجبرا على تطبيق ما يقدمه برنامج لوبان المتطرف، حسب بن دوينة.
وحول مساهمة الجمعيات الإسلامية في التصدي للبرامج التطرفية على غرار برنامج اليمين المتطرف، أوضح محدثنا أنه بالرغم من وجود جمعيات جزائرية وغيرها إلا أن الوحدة والالتفاف حول مطالبها الموحدة هو ما ينقصها للتفاوض مع الطرف الفرنسي ولما لا فرض شروطها عليه، مشيرا إلى أن غالبية الجالية الجزائرية منهمكة في انشغالاتها الاجتماعية نظرا لظروفها التعبة، خاصة وأن غالبيتها تحمل مستوى ثقافيا وتعليميا ضعيفا.
أميرة. أ

من نفس القسم الوطن