الوطن

ممثلو بلدان جوار ليبيا يؤكدون من الجزائر على أهمية التعجيل بالحل السياسي

في وقت حذرت فيه تونس من توسيع دائرة المتدخلين في الأزمة الليبية



أكد ممثلو بلدان جوار ليبيا إجماعهم على التسوية السياسية والسلمية للأزمة الليبية عبر تشكيل حكومة وفاق وطني، مهمتها تسيير المرحلة الانتقالية لمواجهة التحديات السياسية والأمنية بالبلاد ووقف مسلسل التناحر الدامي بين الفرقاء في هذا البلد، كما أكد هؤلاء على أهمية التوصل إلى توافق بين الليبيين وتوحيد كلمتهم، وأكد هؤلاء في البيان الختامي الذي توج أشغال الاجتماع على ضرورة تغليب لغة الحوار وجمع كلمتهم لصالح ليبيا وشعبها لتعود إلى وضعها في الدائرة الدولية وضمن موقعها في إطارها الإقليمي.
واعتبره المشاركون في الاجتماع السابع لبلدان جوار ليبيا بالجزائر العاصمة "سبيلا لإبعاد خطر الإرهاب" عن ربوع ليبيا ذاتها ووضع حد لتهديدات هذه الآفة على دول الجوار التي أكدت تأثرها بشكل مباشر من تداعياته، وقد تمكن ممثل الأمين العام الأممي الجديد لليبيا، مارتن كوبلر، من الاستماع مباشرة لوزراء خارجية دول جوار ليبيا الذين أكدوا له دعم بلدانهم لجهوده ولدور المنظمة الدولية في التسوية للأزمة الليبية.
وتضمنت كلمة كاتب الدولة التونسي المكلف بالشؤون العربية والإفريقية، التوهامي عبدولي، استياء وتحذيرا في نفس الوقت، حيث حرص على التذكير أمام المشاركين في اللقاء بـ"تأثير انعدام الأمن بليبيا على الوضع في تونس"، واعتبر ممثل تونس التي عاشت في الفترة الأخيرة سلسلة هجمات إرهابية على مواقع مختلفة أن الاعتداءات الإرهابية على متحف باردو بالعاصمة تونس وفندق أمبريال في سوسة وتفجير حافلة الأمن الرئاسي كانت "نتائج مباشرة للفوضى وغياب الاستقرار بليبيا وغياب قدرة الدولة الليبية في السيطرة على الحدود".
وحول موقف تونس من المسألة الليبية قال عبدولي أن بلاده "ضد أي تدخل عسكري في ليبيا مهما كان نوعه لسبب أن ما حدث سابقا دفع ضريبته الشعب الليبي والشعب التونسي ودول الجوار وأدى إلى حال عدم الاستقرار"، وشدد عبدلوي على ضرورة "وقف توسيع دائرة المتدخلين في الأزمة الليبية"، مؤكدا أن ثلاثة أطراف لها الحق في مرافقة الحوار الليبي والتي هي "دول الجوار، كون ليبيا تقع أصلا في الجهة الجيوسياسية والاتحاد الإفريقي الذي تعد ليبيا جزءا لا يتجزأ منه وركنا من أركان تأسيسه إضافة إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية".
من جهته تعهد ممثل الأمين العام الأممي الجديد لليبيا مارتن كوبلر، على أن عمل الهيئة الأممية سوف يتماشى مع مبدأ الحيادية والقانون واحترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية لليبيا، كما كشف عن عزمه تقديم خارطة طريق خاصة بالسياسة الليبية بعد إجراء مشاورات مع كافة الأطراف في هذا البلد. أما وزير الخارجية الليبي محمد دايري فقد أكد على الحاجة المستعجلة لليبيين وتطلعاتهم لمزيد من الجهود لإخراج بلدهم من "النفق المظلم". وعدد بالمناسبة الأوضاع الخطيرة التي تعيشها ليبيا جراء عدم الاستقرار السياسي والأمني لاسيما مع انتشار الأسلحة، المخدرات، الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر، مما سيتسبب في عواقب وخيمة على ليبيا والمنطقة ككل، في حال اسمرار الوضع الذي يتغذى من هذه الآفات.
أمال. ط

من نفس القسم الوطن