الوطن

لعمامرة: "رهان المغرب على الأسوأ"

في وقت لام فيه بن كيران رئيس الجمهورية على قرار غلق الحدود البرية مع المغرب



أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة أن تصريحات المسؤولين الساميين المغربيين ضد الجزائر "استعراض مؤسف" و"رهان مغربي على الأسوأ"، في رده على سؤال لصحفي يومية "لوبينيون" الفرنسية حول الخطاب الأخير لمحمد الخامس قال لعمامرة أن "خطاب المسؤولين الساميين المغربيين ليس سوى رهان على الأسوأ"، مضيفا أن التصريحات ضد الجزائر تعد "استعراضا مؤسفا".
وتزامنت تصريحات رئيس الديبلوماسية الجزائري مع عودة الحديث عن قضية فتح الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب، من خلال ما أسماها رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بن كيران خلال جلسة للبرلمان، بـ" المطالب "، حيث دعا المتحدث السلطات الجزائرية للعمل على إعادة النظر في مسألة غلق الحدود البرية، وزاوج المسؤول المغربي، في حديث له عن الجزائر بين "التودد والليونة" و"اللوم" و" المطالبة " حول هذا الشق، وكالعادة لم يفوت الفرصة للتغريد خارج السرب بالقول أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يرفض فتح الحدود بسبب ما أسماها بـ" المخاوف من أن يكون عدد الجزائريين الراغبين في زيارة المغرب أكبر من المغاربة الذين سيزورون الجزائر "، وهو ما أثار استغراب الناشطين الفايسبوكيين الجزائريين، الذين رأوا في إلحاح المغرب وخطابات مسؤوليه وتطاولهم على الجزائر راجع لقرار السلطات العليا في البلاد بمواصلة غلق الحدود البرية بين المغرب والجزائر خاصة وأن الجزائر تتضرر من النشاطات التي يقوم بها بارونات المخدرات والتهريب المغاربة صوب بلدان إفريقيا عبر الجزائر.
وتأتي هذه التصريحات بعد سلسلة المواقف التي صدرت عن العاهل المغربي في مسيرة احتلال المخزن للأراضي الصحراوية وقمعه للشعب الصحراوي، والتي تهجم فيها على الجزائر، وفي الوقت الذي يحرص فيه نظام المخزن على تبيين هذا الخطاب العدائي تجاه الجزائر أشار وزير الخارجية رمطان لعمامرة في حديث مطول لجريدة "لوبينيون" أمس الأربعاء عن قضايا مرتبطة بهذه السياسة العدائية لنظام المخزن تجاه الجزائر والتي ترتبط بالدرجة الأولى حول رفض المخزن لتمسك الجزائر بدعم القضية الصحراوية وحق الصحراويين في تقرير المصير كما تدعو الهيئات الأممية والدولية، وقال لعمامرة حول ملف الصحراء الغربية بأنه يأمل في أن تؤخذ وساطة الأمم المتحدة بـ "جدية" وأن يتم مباشرة مفاوضات "جادة" بين المغرب وجبهة البوليساريو الممثل الوحيد للشعب الصحراوي.
وذكر في هذا الصدد أن "رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة جدد مؤخرا موقف الجزائر لكريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي وفق ما تقتضيه المواقف المبدئية المطابقة للقانون والشرعية الدولية في مجال تصفية الاستعمار"، وتعد الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا محتلة من قبل المغرب منذ 1975، وتم إجراء العديد من جولات المفاوضات بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليزاريو) تحت إشراف الأمم المتحدة في إطار مسار تصفية الاستعمار الذي يبقى معلقا بسبب التعنت المغربي.
وفي هذا الصدد، أوضح المحلل السياسي، عبد الرحمان بن شريط، في تصريح لـ "الرائد"، أن مطالبة المغرب الجزائر بفتح الحدود ليست بالأمر الجديد، بل هو قديم تم تداوله مرارا وتكرارا من قبل المسؤولين المغربيين، مؤكد أن خطاب نظام المخزن "مزدوج"، ولا يسير في سياق واحد، لأنه من جهة يعبر عن رغبته بفتح الحدود، ومن جهة أخرى تتسم خطابات وتصريحات مسؤولي أحزاب مغربية ووقائع كالاعتداء على السفارة الجزائرية في الرباط وإنزال العام الوطني منها، أو خرجة مندوب المغرب في الأمم المتحدة الأخيرة، بـ "العدائية" تجاه الجارة الشرقية، حيث وصف الخطاب بـ "المضطرب"، وهو ما يستوجب مراجعته، من أجل اتخاذ موقف واضح وتجنب تعقيد الأمور بين البلدين.
وفي رده حول استجابة الجزائر للطلب المغربي المتعلق بفتح الحدود، استبعد محدثنا ذلك خاصة في الظرف الحالي، لأنه في الأساس المخزن هو من بادر بغلقها، خاصة وأن الجزائر ـ يضيف ـ لا تريد بناء علاقاتها مع الجارة على ردود فعل ارتجالية، بل أنها تطمح لعلاقات قوية تحترم كل القوانين واللوائح الدولية، في إشارة منه للقضية الصحراوية، التي أكد أن العلاقات الهشة ستبقى متوترة مادام أن هذه الأخيرة لم تسوّ، وتابع " لابد، أن يكون للمغرب نوايا حسنة وأدلة قاطعة ورغبة أكيدة حيال تسوية الأمور مع جارتها قبل مطالبة الجزائر بترك الخلافات جانبا وفتح الحدود معها"، ليربط مطلب المخزن بالأزمة الاقتصادية التي تعيشها المغرب والتي كانت نتاج قرارات وتصرفات ارتجالية، فُضحت أمام العام ككل، حسب محدثنا.
إكرام. س/ أميرة. أ

من نفس القسم الوطن