دولي

الانسحاب من المناطق.. مراوغة صهيونية جديدة لإخماد الانتفاضة

ذلك لن يتم إلا مقابل أمر ما بين السلطة الفلسطينية وقيادة الكيان





لم يترك الاحتلال أي حيلة، أو لعبة سياسية أو مكر، إلا واستخدمها، في محاولة منه لإخماد جذوة انتفاضة القدس المستعرة، والتي تدخل شهرها الثالث، إلا أن الفلسطينيين لا تمر عليهم تلك الحيل والألاعيب، وإن أطربت جوقة قادة "التنسيق الأمني". تسهيلات عبر المعابر والحواجز، وانسحاب من بعض المناطق، وغيرها، يحاول الاحتلال من خلالها، إخماد شرارة الانتفاضة الملتهبة منذ 60 يوما.
قسم الترجمة والرصد في "المركز الفلسطيني للإعلام" تابع ما نشره الإعلام العبري حول حقيبة تسهيلات مزعومة مقدمة من قادة الكيان للشعب الفلسطيني. ووفق "معاريف"؛ فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بذل كل جهده، لإقناع "الشعب" أن ما تم نشره حول تقديم تسهيلات للفلسطينيين بعيد من الصحة، ومع ذلك جوهر القصة قدمها هذا الأسبوع عوفر حداد من القناة الثانية وأريئيل كاهنا من صحيفة "مكور ريشون"، وكل منهما معه تفاصيل حول الموضوع لا مجال لإنكاره، على حد قول الصحيفة.

الانسحاب الأكبر

وأوردت الصحيفة البرهان على ادعاء نتنياهو؛ بأن الإدارة المدنية تعمل على خطة متعلقة بنقل مناطق واسعة، حوالي 40 ألف دونم من السيطرة "الإسرائيلية" للسيطرة الفلسطينية، من أجل توسيع مناطق السلطة، أو ما يسمى "الانسحاب الأكبر"، كما ورد على صحيفة "مكور ريشون"، "تم التخطيط له ليكون في مدينة الخليل، حيث سيتم توسيع المناطق الفلسطينية هناك على حساب التجمعات اليهودية".
ووصفت الصحيفة قضية إنشاء الإدارة المدنية ملفًا سريًّا متخصصًا بإعداد مناطق لنقلها للفلسطينيين بدون ذكر ذلك لرئيس الحكومة ووزير الجيش "بالأمر الذي يصعب تصديقه"؛ إذ أن المشكلة الكبرى لنتنياهو ولحكومة إسرائيل كلها في التصرف مع ما أسموها جولة العنف الحالية هي أن "العدو" لا يدرك ماذا نريد نحن؟ هو ينظر لنا من جانب آخر، وغير قادر على أن يشرح لنفسه ما هي سياستنا؟ هل نسعى لمحاربتهم؟ هل نطلب أن نتوصل معهم لتسوية؟

 ضعف واستسلام

ووصفت الصحيفة الوضع الحالي بالقول: "عندما يطعن فلسطيني يهوديًّا بسكين، ويقرأ بعد ذلك في الصحيفة أن إسرائيل تدرس إمكانية نقل مناطق للفلسطينيين من أجل التوصل لتهدئة، فهو يدرك أن الإرهاب قد حقق مراده وأنه مجدٍ، فقبل حوالي ثلاثة أشهر إسرائيل لم تتحدث عن أي منطقة سيتم نقلها، والآن بعد 23 قتيلًا فعلت ذلك، وهذا يُذكرنا تمامًا بفك الارتباط، بلا أي علاقة بالقضية الأيديولوجية لأرض إسرائيل وباقي المبادئ من هذا القبيل".

مقايضة خاسرة

ورأى محلل الشؤون الصهيونية في "المركز الفلسطيني للإعلام" أن صَدق الكيان بهذا الموضوع، فإن ذلك لن يتم إلا مقابل أمر ما بين السلطة الفلسطينية وقيادة الكيان، والاحتمال الأكبر أن يكون هناك اتفاق على إجهاض "انتفاضة القدس"، بحيث يكون الجهد الأكبر للسلطة في هذا المجال. وأضاف المحلل أن الطرح يخص مدينة الخليل بالذات، والتي كانت على رأس المدن الفلسطينية التي خرج منها منفذو عمليات الطعن والدهس، والتي كانت أشد إيلاما للعدو، في إشارة لعمق المشكلة التي يعاني منها الاحتلال بهذه المدينة.
وأكد المحلل أن الكيان فشل بإنهاء الانتفاضة عسكريا، ويحاول الآن أن يجرب الحلول السياسية، ولأجل ذلك كانت زيارة "جون كيري" التي وصفها الإعلام العبري بالفاشلة، ويجب أن يدرك المحتل أن هذه الانتفاضة هي انتفاضة شعبية خارجة عن الإطار السياسي للسلطة، التي تسعى جاهدة لإنهائها.
أمال. ص

من نفس القسم دولي