الوطن

"المرابطون" يستهدف أكثر من عشر جنسيات بمالي

الإرهاب يوجّه أنظاره صوب شمال إفريقيا

 

  • الجزائر تعلن عن تحرير رهائنها.. والرئاسة تشكل خلية أزمة !



انتهت عملية احتجاز الرهائن أمس ببماكو بالعثور على ثمان جثث وفق وسائل إعلامية بعد عملية العاصمة المالية "باماكو"، والتي شهدت منذ الساعات الأولى لصباح أمس الجمعة عملية احتجاز لـ 170 رهينة، في فندق راديسون ساس والذي يعد من الفنادق المهمة التي يقصدها المسؤولون، عسكريون أجانب، عناصر من القوات الفرنسية التابعة للأمم المتحدة، إلى جانب قوات دولية أخرى. وقال مصدر أمني أن مسلحين "يكبرون" يتحدثون باللغة الإنجليزية هاجموا فندق المدينة٬ وذلك بعد أسبوع واحد فقط عن هجمات باريس التي خلفت 129 قتيلا، وشهدت العملية احتجاز رهائن ثم قتلهم، وبعملية أمس التي كانت أقل خسارة من عملية الجمعة ما قبل الماضية، بدا أن التهديدات الإرهابية للعالم سوف تكون مكثفة هذه المرّة وتستعدى حلولا عاجلة من القوى الدولية التي استفاقت على تهديدات الأعور زعيم ما يعرف بـ"المرابطون" بعد تهديدات زعيم تنظيم "داعش" وبين البغدادي والأعور وجد العالم نفسه أسير تهديدات إرهابية تبدو منظمة ومدروسة سابقا.

تنظيم "المرابطون" يتبنى احتجاز الرهائن بمالي

وتبنى تنظيم ما يعرف بـ"المرابطون" الذي أعلن عنه في شمال مالي يوم 23 أوت 2013 وهو تنظيم جمع بين جماعة التوحيد والجهاد وجماعة الملثمون التي على رأسها بلمختار، عملية احتجاز الرهائن في فندق راديسون في عاصمة مالي، وقال أن العملية تمت بالتنسيق مع "إمارة الصحراء" في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأعلن التنظيم في بيان مسجل حسب الجزيرة، أن شرط إطلاق سراح الرهائن هو تحرير ما وصفهم بـ "المجاهدين" من سجون باماكو، و"وقف العدوان على الأهالي" في شمال مالي، ووعد التنظيم بإصدار بيان آخر تفصيلي بعد انتهاء العملية، مشددا في حديث موجه إلى السلطات المالية والفرنسية أنه "إن أبيتم، فالنتيجة قد جربتموها من قبل"، في إشارة إلى قتل الرهائن.

تحرير 7 رهائن جزائريين بباماكو من بينهم دبلوماسيون
أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة لوكالة الأنباء الجزائرية أنه تم تحرير وفد رسمي جزائري كان مقيما بفندق "راديسون" الذي شهد أطوار العملية الإرهابية إثر احتجاز رهائن من قبل مجموعة مختطفين، موضحا أن إطارات الدولة الستة أعضاء الوفد "سالمون معافون"، وأوضح الوزير أن تحرير هذا الوفد المكون أساسا من دبلوماسيين جاء بفضل تدخل القوات المشتركة لبعثة الأمم المتحدة إلى مالي " مينوسما " والقوات المسلحة المالية، مضيفا أنه تم كذلك خلال التدخل إخراج رعية جزائرية سابعة إطار بشركة فرنسية، وأشار لعمامرة أنه فور الإعلان عن احتجاز الرهائن أقام "اتصالات مستمرة" مع نظيره المالي عبد اللاي ديوب ومع رئيس المينوسما التونسي مونجي حمدي للاطلاع على حالة الوفد الجزائري والتأكيد مجددا على "دعم الجزائر وتضامنها التام مع مالي".
وقد توالت تصريحات الدول عن وجود رعاياها داخل الفندق حيث أعلنت كل من موريتانيا والجزائر وفرنسا والهند والولايات المتحدة والأتراك إضافة إلى نيجريا ودول أخرى عن وجود مواطنيها داخل الفندق.
 وكان إطلاق نار كثيف قد سمع صبيحة أمس في فندق "راديسون" الواقع في قلب العاصمة المالية بماكو، حيث قامت قوات الأمن بإغلاق المنطقة المحيطة بالفندق حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس، وحسب نفس الوكالة فإن إطلاق النار بواسطة الأسلحة الآلية بين مسلحين وقوات الأمن سمع خارج الفندق، الذي يحتوي 190 غرفة، حيث تدور الاشتباكات في الطابق السابع منه، كما أوردت وكالة الصين الجديدة (شينخوا) الصينية أن عددا من السياح الصينيين محاصرون داخل فندق مالي، وأضافت الوكالة "نزيل صيني اسم عائلته تشين قال لشينخوا عبر التطبيق الهاتفي (وي تشات) إنه من بين عدد من النزلاء الصينيين محاصر في الفندق"، واستنادا إلى شهود عيان، إنّه يرجح أن مجموعة من الرجال المسلّحين، وصلوا صباحا على متن سيارة دبلوماسية يرجح أنهم قاموا بسرقتها لتجنّب التفتيش الأمني إلى فندق "راديسون" بباماكو.

الرئاسة تعلن عن تشكيل خلية أزمة!

إلى ذلك أمر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي " يتابع لحظة بلحظة" تطورات الأوضاع إثر عملية احتجاز رهائن بتنصيب خلية أزمة "استعجالية" على مستوى وزارة الشؤون الخارجية، وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية أنه "فور الإعلان عن الاعتداء الإرهابي واحتجاز الرهائن بفندق راديسون بباماكو أمر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يتابع لحظة بلحظة تطورات الأوضاع بتنصيب خلية أزمة استعجالية على مستوى وزارة الشؤون الخارجية قصد استقاء المعلومات حول هذا الاعتداء وتأثيراته"، وأوضح المصدر ذاته أن "إطارات سامية في الدولة أعضاء وفد رسمي متواجد بباماكو كانوا يقيمون بهذا الفندق لحظة الاعتداء الإرهابي"، وأضاف بيان وزارة الشؤون الخارجية أنه "تم تحرير جميع أعضاء هذا الوفد وهم سالمون معافون، كما تم تحرير إطار جزائري يعمل بشركة أجنبية"، وأكد نفس المصدر أن "خلية الأزمة تتابع عن كثب تطور الأوضاع بالتنسيق مع هيئات أخرى للدولة كما تعمل وباتصال دائم مع سفارة الجزائر بباماكو على إطلاع السلطات العليا للدولة حول تطورات الأوضاع جراء هذا الاعتداء الإرهابي".


خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن