دولي

ملابسات الوفاة لم تتضح والاتهام موجه إلى الاحتلال

الذكرى الـ 11 عن وفاة عرفات:

 

  • الطيراوي: حددنا الشخص المسؤول عن اغتيال ياسر عرفات


مرت، أمس، الذكرى الـ11 لرحيل الزعيم الفلسطيني والرئيس السابق للسلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، الذي ارتبط اسمه بأهم محطات نضال الشعب الفلسطيني، وقد بدأ مساره بترأس منظمة التحرير الفلسطينية والذي أشتهر بحامل غصن الزيتون في يد والبندقية في يد، ورافع من أجل القضية الفلسطينية في كل المنابر، الاقليمية والدولية.
وظلّ عرفات يردّد وهو محاصر من قبل الاحتلال انّه لن يكون، أسيرا أو طريدا أو قتيلا ولكنّه سيكون شهيدا و"كلّنا مشروع شهادة" كما قال حيث كان يعتبر نفسه مثل كلّ الفلسطينيين المستعدين للشهادة من أجل قضيتهم. وفيما يتعلّق بملابسات وفاته التي لم تتكشّف لغاية اليوم، أكد رئيس لجنة التحقيق في اغتيال عرفات، توفيق الطيراوي، في تصريح للقناة الأولى أن التحقيقات أفضت إلى أن إسرائيل وراء الجريمة وأن كل الأدلة تثبت ذلك.

بالذكرى 11.. عرفات الغائب عن "جيل انتفاضة القدس"

في الذكرى الحادية عشرة لوفاة الزعيم الفلسطيني، يكتب التاريخ أن عرفات بدأ حياته في خنادق المقاومة للاحتلال "الإسرائيلي"، قبل أن يغيّر خطه الفكري بعد أن آمن بفكرة المفاوضات والتوصل إلى الحق الفلسطيني عبر الحوار من خلال عملية التسوية.
ويستذكر الجيل الفلسطيني اليوم، بدايات انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر/أيلول 2001، والتي بدا عرفات مساندا لها، رغم تصريحاته المتكررة بإدانة العمليات التي تستهدف المدنيين من الفلسطينيين والإسرائيليين. كما يستحضر ثوار انتفاضة القدس اليوم، بروز اسم الرئيس الراحل بقوة عام 1967 حينما قاد بعض العمليات الفدائية ضد "إسرائيل" عقب عدوان 1967 انطلاقاً من الأراضي الأردنية.
ولا زال صدى خطاب الزعيم الفلسطيني التاريخي الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1974 ماثلا أمام الفلسطينيين، والذي أكد فيه أن القضية الفلسطينية تدخل ضمن القضايا العادلة للشعوب التي تعاني من الاستعمار والاضطهاد. ولا ينسى الفلسطينيون في خضم انتفاضة "القدس" رفض عرفات في 8 يناير/كانون الثاني 2001 المقترحات الأميركية التي قدمها الرئيس بيل كلينتون للفلسطينيين والإسرائيليين، والتي تضمنت التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتحويل القدس إلى مدينة مفتوحة فيها عاصمتان واحدة لليهود والأخرى للفلسطينيين.
وبعد هذه المباحثات، بدأت الدوائر الأمريكية وأوساط من الحكومة الإسرائيلية وبعض السياسيين "الإسرائيليين" بالقول أن ياسر عرفات لم يعد يعتد به، بمعنى عدم جدوى التفاوض معه. في هذه الأثناء نفذ فلسطينيون عدة عمليات فدائية أسفرت عن مقتل كثير من "الإسرائيليين"، وعلى الرغم من شجب عرفات واستنكاره الواضح لهذه الأعمال بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون، الذي كان على عداء مرير مع ياسر عرفات، ولا يثق به ويرفض مقابلته؛ بتحميله مسؤولية ما يحدث، في هذه الأجواء قامت "إسرائيل" بمنعه من مغادرة رام الله، وفي 29 مارس من نفس السنة حاصرته القوات الإسرائيلية داخل مقره في المقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة، وتعرض عرفات من قبل الإدارة الأمريكية و"إسرائيل" لحملة لإقصائه عن السلطة أو إبعاده عن مركز القرار فيها، بدعوى تحميله مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية من تدهور.

الطيراوي: حددنا الشخص المسؤول عن اغتيال ياسر عرفات

قال توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إنه تم تحديد الشخص والجهة المسؤولة عن الاغتيال وإنه بانتظار كشف سر صغير وستعلن النتائج قريباً. جاء ذلك في تصريح لإحدى الفضائيات الفلسطينية، مساء الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لوفاة عرفات، التي لم تكشف أسرارها حتى اللحظة ولم يتم تحديد المسؤول عمن يقف وراء تسممه. ويدرك الجميع أن وفاة عرفات ليست بسبب المرض بل إنه اغتيل عبر تسميمه بمادة البولونيوم المشعة.
فبعدما أصدر المركز الجامعي للطب الشرعي في مدينة لوزان السويسرية تقرير الأطباء الشرعيين حول فحص رفات عرفات، والذي جاء في 108 صفحات، بالإضافة إلى تقرير آخر أعده مركز الطب الجنائي الروسي بطلب من فلسطين، والذي أكد العثور على مادة البولونيوم المشع في رفاته. كما أوضح التقرير، أن مستويات البولونيوم التي وجدت في رفات عرفات تفوق المستويات الطبيعية بـ18 مرة، وأن السُم المستخدم يعد من أنجع أنواع السموم التي تستخدمها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في عمليات الاغتيال.
وكان الزعيم الفلسطيني قد أصيب بمرض غامض يوم الـ12 أكتوبر عام 2004 أثناء حصار مقره في رام الله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على خلفية أحداث الانتفاضة الفلسطينية. وظهرت على عرفات أعراض غثيان يصحبه قيء وآلام بطن، وبدأت حالته تتدهور ولم ينجح في إيقافها أطباء مصريون وتونسيون، مما استدعى نقله يوم الـ29 من أكتوبر إلى مستشفى بيرسي العسكري في باريس. كما أخفق الأطباء الفرنسيون هم أيضاً في تشخيص حالته، فدخل في غيبوبة ما لبث أن توفي بعدها يوم الـ11 من نوفمبر من العام نفسه عن 75 عاماً.
وأثار الاشتباه لدى الجانب الفلسطيني بأن عرفات قد يكون توفي مسموماً لعدم خضوع جثمانه للتشريح أو لم يحدد سبب الوفاة أو الكشف عن سجله الطبي. وبعد صدور تقارير إعلامية استقصائية تحدثت عن احتواء أغراض عرفات الشخصية على بقع من السوائل البيولوجية المتمثلة في مادة البولونيوم 210 المشعة قررت زوجة عرفات سهى عرفات رفع دعوة ضد مجهول بتهمة اغتيال عرفات. وأخرج في الـ26 من نوفمبر 2012 جثمان عرفات من قبره لمعرفة أسباب وفاته، حيث قدمت مجموعة من الخبراء إلى الضفة الغربية، المكان الذي يوجد فيه ضريح عرفات، وشاركت ثلاث وفود دولية روسية وسويسرية وفرنسية في عملية أخذ العينات دون تحريك الرفات من مكانه. وقد هدد رئيس اللجنة الفلسطينية للتحقيق في وفاة ياسر عرفات اللواء توفيق الطيراوي بأن القيادة الفلسطينية ستتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية في حال حصول دليل على اغتيال عرفات.
وبعدما تسلمت سهى زوجة عرفات نسخة من التقرير أعلنت أن زوجها مات مقتولاً، وأن هناك جريمة ارتكبت، مضيفة أن الخطوة التالية بالنسبة للمحققين الفرنسيين هي متابعة التحقيق للكشف عن القاتل

من نفس القسم دولي