دولي

هنية: دماء الشهداء وقود جديد للانتفاضة

"انتفاضة القدس".. في شهرها الثاني

 

  • الصحة: ارتفاع شهداء "انتفاضة القدس" إلى 78 منذ بداية أكتوبر

كأحجار "الدومينو" بدت "انتفاضة القدس" التي انطلقت من أزقة المدينة المحتلة، تتناغم في كامل الضفة المحتلة وأرض 48 وحتى حدود غزة المحاصرة. لن ينفع الاحتلال الآن "تميمة الحظ" ولا جهود السياسيين لكبح جماح انتفاضة شعبية انطلقت أمام عدوان يومي مارسه برتابة مجنونة في شوارع القدس وعلى حواجز الضفة الغربية.
 مع مفاجآتها المتلاحقة بدا أن "انتفاضة القدس" بلغت من أيامها الأولى "سنّ الرشد" في زمن مواقع "التواصل الاجتماعي" وتقنية الإعلام الجديد، فشرعت في تعديل المسار الشعبي دون أن تنال قراراً من القيادة السياسية.
 
زخم متصاعد

الاحتلال هو نفسه من منح "انتفاضة القدس" كل المبررات للانطلاق حين واصل عدوانه بجنون في أزقة القدس وعلى أبواب المسجد الأقصى ومصلاه قبل أن تطال شراراتها كامل الضفة وأراضي 48 وحدود غزة المحاصرة. هذا المذاق من الحراك الشعبي يذكرنا بانتفاضات أصيلة بدأت من عشرينيات القرن الماضي، مروراً بأطول إضراب في التاريخ سنة 36، ووصولا لانتفاضة الحجارة 87 والأقصى 2000 واليوم 2015.
 يقول المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "الانتفاضة وهي تدخل شهرها الثاني تحافظ على حراكها الشعبي، وتتعمق وتتسع وفق آليات مختلفة، يشارك فيها الشعب الفلسطيني وفصائله ومجتمعه المدني". ويضيف: "أهم ما ميزها حتى الآن ويمضي بإيجابية هو حالة الاحتضان والقبول الشعبي لأنها تعبر عن كامل طموح الشعب الفلسطيني.. الحراك ليس له عنوان واضح لكنه سيقوى، وتصبح له أطر سياسية وقيادة ميدانية". وأشار إلى أن عدوان الاحتلال وردود فعله المتواصلة مضت بالشبان الغاضبين نحو تطوير أدوات المقاومة الشعبية؛ فلم يعد الحجر والسكين الوسيلة الوحيدة، بل استخدموا عمليات الدهس، وستكون لهم أدوات أخرى لن يتوقعها الاحتلال.

عسكرة الانتفاضة

ولفت إلى أن تطور الأدوات لم يكن فقط باستخدام الأداة المادية؛ بل دخلت على الخط العشائر، مشيرا إلى ردود فعل العشائر في الخليل الذين وقفوا أمام عدوان الاحتلال بموقف قوي. وتابع: "سنكون مستقبلاً مع أدوات جديدة من قبيل أساليب فردية وعصيان مدني وإغلاق شوارع وتعطيل العمل، الشعب هذه المرة أكثر تصميماً، وأقل خوفاً، وإبداعاته غير معروفة للاحتلال".
ويقول المحلل عوض أن عسكرة الانتفاضة لن يتم إلا إذا مارس الاحتلال عدواناً جنونياً، عندها ستتجه الانتفاضة نحو استخدام أدوات عسكرية لكبح جماح الاحتلال.
ويرى أن المسألة لن تتركز مستقبلاً في مدن بعينها أو في نقاط التماس بل ستمتد لكل المناطق، مشيراً إلى أن ما يجري على حاجز "الجلمة" بجنين مؤخراً يتناغم مع الخليل والقدس جنوباً. ويضيف: "بدأنا من القدس والخليل قرى بيت فوريك ثم غزة وعرب 48، وعدنا مرة أخرى إلى الخليل وقلقيلية، الجمهور ليس له قاعدة فيزيائية ولا يتحرك بقانون رياضي، ولا يمكن توقع ردود فعله أين يكون". ويؤكد عوض أن السلطة الفلسطينية بعكس السابق لم تُدِن الانتفاضة، وأن الموقف السياسي سار نحو وحدة الفصائل الفلسطينية ميدانياً. ويضيف: "سقطت رؤية إسرائيل، المحيط العربي لم يبادر لإدانة الانتفاضة، واليوم بعد 34 يومًا من انطلاقتها الروح النضالية لها تتجدد".
 ويرى أن الفصائل لا تريد حالياً إعلان قيادة وطنية تسحب شكل التمثيل والشرعية للسلطة أمام العالم في ظل أداء "إسرائيلي" مرتبك وغاضب من إدارة المجتمع الدولي ظهره لها. الموقف الدولي والإقليمي يمضي الآن -حسب تحليل د. عوض- لتعزيز صراع "سني- شيعي"، وليس صراعًا "فلسطينيا- إسرائيليا"، وبذلك يرتبون الأحلاف والأولويات، لذلك "إسرائيل" تواجه مصيرها غاضبة.

تطور واتساع

من جانبه، يرى المحلل السياسي د. أسعد العويوي في تصريحات لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن اشتعال الانتفاضة الشعبية جاء بعد تراكمات فبدأت مظاهرات ثم سكين وحجر، ومع دخول الشهر الثاني هناك طاقة كامنة مستقبلاً. ويضيف: "تطور الانتفاضة مستقبلا له علاقة بالفعل ورد الفعل، وطابعها الحالي شعبي وجماهيري سيتواصل مستقبلاً". ويؤكد العويوي ضرورة ألا تكتفي السلطة الفلسطينية بإدانة عدوان الاحتلال وطلب الحماية الدولية؛ بل ترتقي وتضع إستراتيجية فلسطينية لنيل حقوقها.
 وتابع: "لا يمكن إجهاض الانتفاضة بأي عملية سياسية؛ فالمجتمع العربي منشغل بحروب وصراعات أشدها الآن في اليمن، وعلى قيادة السلطة وضع خطة لإرغام العرب على الوقوف عند مسئولياتهم". ومن المتوقع أن تتسع بقعة الزيت لكل فلسطين؛ فعزل القدس وإغلاق أبواب الأقصى لم يدفع المصلين للصلاة في أكناف المسجد، بل فجّر حالة من الغضب بدءًا من ضواحي الخليل ووصولاً إلى حاجز "الجلمة" في جنين.

هنية: دماء الشهداء وقود جديد للانتفاضة

إلى ذلك اعتبر إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن دماء الشهداء غالية وهي وقود جديد للانتفاضة. جاء ذلك خلال تعزية هنية باستشهاد المسنة ثروت الشعراوي (73 عاما) في الخليل الجمعة. وقال مكتب هنية في بيان له السبت أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" هاتف أحلام الشعراوي زوجة القيادي في الحركة والنائب المعتقل لدى الاحتلال محمد جمال النتشة مقدمًا لها التعازي باستشهاد والدتها الشهيدة ثروت الشعرواي يوم الجمعة، في الخليل.
وأكد لها أن "هذه الدماء غالية ستكون نور الطريق لتحرير فلسطين، وأن دماءها وقود جديد لانتفاضة الأقصى". ونقل عن طريقها التعازي لزوجها ولعائلته. ومن جانبها وجهت النتشة التحية إلي هنية وأكدت أنهم على الطريق نحو القدس. "وأن والدتها كانت تدعو ليل نهار أن يرزقها الله الشهادة، وصدقت الله فصدقها". كما قالت.
كما أجرى هنية اتصالاً هاتفياً مع الأسير المحرر محمد علان، مهنئاً إياه بالإفراج عنه من سجون الاحتلال "وانتصار إرادته على بطش السجان". حسب البيان.

الصحة: ارتفاع شهداء "انتفاضة القدس" إلى 78 منذ بداية أكتوبر

وأشارت بدورها تقارير إلى أن حصيلة الشهداء ارتفعت منذ بداية الأحداث في الثالث من تشرين أول (أكتوبر) الماضي، وحتى مساء الجمعة إلى 78 شهيدًا، من بينهم 17 طفلاً وثلاث سيدات. وأضافت وزارة الصحة في بيان صحفي، أن 25.6% من مجموع الشهداء هم من الأطفال والنساء.
وأشارت إلى أنه باستشهاد المسنة ثروت إبراهيم الشعراوي (75 عامًا) من الخليل والشاب سلامة موسى أبو جامع (23 عامًا) من قطاع غزة، فإن عدد الشهداء ارتفع في الضفة الغربية لـ59 شهيدًا وفي قطاع غزة إلى 18 شهيدًا، فيما استشهد شاب من النقب.

من نفس القسم دولي