دولي

"تفاهمات" كيري أحد أسباب ازدياد التوتر في المنطقة

القلم الفلسطيني



ظن البعض أن "تفاهمات" كيري ستؤدي إلى تهدئه النفوس وتخفيف التوتر والمواجهات في البلاد المباركة، والهدف من هذه "التفاهمات" هو، فقط، تخفيف التوتر وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الانتفاضة الثالثة، انتفاضة القدس.
 لكن الذي حصل على أرض الواقع، أن هذه "التفاهمات" كانت أحد أسباب التوتر في المنطقة لأنها تحمل المخاطر الكثيرة على الحق العربي الاسلامي في المسجد الأقصى.
 وقد تبيّن أن هذه التفاهمات كانت بين كيري ونتنياهو والتي تم تسويقها على النظام الاردني بطريقة، ربما، تحمل من الترغيب أو التهديد والوعيد على النظام وطلبوا منه تسويقها إلى الشعب الفلسطيني، وبما أن الإخراج كان فاشلاً فقد ساهمت هذه التفاهمات في ازياد التوتر.
كيري تعامل مع قضية المسجد الأقصى المبارك كطرف صاحب مصلحة، وليس كوسيط محايد، ومن هنا بدأت المؤامرة على المسجد الأقصى المبارك.

ومما بات واضحاً لوضوح الشمس في رابعة النهار أن وزير خارجية الولايات المتحدة، ومن خلفه الإدارة الأمريكية، تحمل أجندة دينية بخصوص القدس والمسجد الأقصى المبارك، وأن الإدارات الامريكية المتعاقبة كانت وما زالت تتبنى عقيدة المسيحين الإنجيليين أو ما يسمى بالمسيحيين الجدد الذين يحملون عقيدة دينية تتعلق بعقيدة الخلاص ونبوءات أخر الزمان ومعركة هار مجدون، يقف المسجد الأقصى المبارك في مركز هذه العقيدة المزيفة.
ولذلك تحمل الإدارة الأمريكية نفس عقيدة الاحتلال الاسرائيلي بما يخص المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم، والأهم من ذلك عقيدة تنادي بهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم لليهود كمقدمة لنزول "المخلص" في أخر الزمان. وفي سبيل ذلك وظّفت الإدارة الأمريكية كل إمكاناتها، أهمها النفوذ السياسي والدعم المالي غير المحدود للاحتلال من أجل تهويد القدس وتكريس السيادة الاسرائيلية وشرعنة الاجراءات الإسرائيلية، كما أنها وظّفت في سبيل هذا الهدف نفوذها الاقليمي والعالمي من أجل خدمة قضيتها -قضية هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم لليهود على أنقاضه.
لذا فإن تحركات كيري وطروحاته كانت من منطلق الطرف صاحب المصلحة ولم تكن من منطلق الوسيط المحايد. وهذه نقطه غاية في الأهمية.
وهنا نستطيع أن نفهم لماذا أكّد كيري على المسمى التهويدي للمسجد الأقصى المبارك وهو بالنسبة إليه "جبل الهيكل" والذي قدمه على "الحرم الشريف" ولم يذكر كيري كلمة المسجد الأقصى في خطابه إلا في سياق تقزيم مفهوم المسجد.
كما أن طرحه تركيب كاميرات تراقب المسجد الأقصى المبارك، والتي قال إنها حسب طلب الملك الأردني الملك عبد الله الثاني، ما كانت إلا طلباً اسرائيلياً بحتاً ليضمن اقتحامات اليهود للمسجد الأقصى دون أي إزعاج لهم.
لقد تجاهل كيري مسألة اقتحامات اليهود للمسجد الأقصى المبارك وتجاهل أن سبب التوتر في المنطقة هي الاقتحامات نفسها، وحاول أن "يقولبها" في قالب الزيارات البريئة، ولكن حقيقة الأمر أن إعلانه يحمل من الخبث والمكر الكثير، لأن انتفاضة الشعب الفلسطيني انطلقت لأن الشعب الفلسطيني انتفض ضد الاقتحامات وضد السياحة التهويدية وضد فرض الاحتلال لسيادة مزيفة بقوة السلاح على المسجد الأقصى المحتل.
وهنا لا بد من التأكيد على نقطه غاية في الأهمية أن السياحة التهويدية لا تختلف في خطورتها عن اقتحامات المستوطنين للأقصى كونها تريد أن تغير من هوية المسجد الأقصى المبارك ولأن هذه السياحة تأتي من منطلقات دينية وليست سياحة عادية وهي تجري من بوابة الاحتلال ولأن ذلك يعتبر تكريساً للاحتلال ولسيادة الاحتلال التي لا يعترف بها العالم.
كيري تعامل مع الحق الاسلامي في المسجد الأقصى المبارك باستهتار وتبنى خطاب الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك وتبنى تعريف الاحتلال للوضع القائم وبذلك هو شرعن فرض أمر واقع جديد باستعمال العنف المنظم – عنف الاحتلال -وباستعمال القوة، وبذلك هو انتهك ميثاق الأمم المتحدة في تعاطيه مع هذه القضية.
خالد رمضان زبارقه

من نفس القسم دولي