دولي

انتفاضة القدس إرادة شعب

القلم الفلسطيني





بعد تزايد الاعتداءات الصهيونية على القدس من اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى وحالة الفشل في إيجاد أي حل سياسي مع القيادة السياسية الإسرائيلية جعلت المواطن الفلسطيني يفكر في إيجاد حلول جديدة في ظل التهديدات الإسرائيلية لمدينة القدس وزيادة قمع سلطة الاحتلال للسكان المقدسيين بشتى الاشكال من هدم للبيوت واعتقالات ومصادرة أملاك مما جعل هذه الفترة من تاريخ القضية الفلسطينية مرحلة مهمة وضرورية لأحداث تغيرات من خلال التحركات الشعبية النضالية، بدأت ملامح انتفاضة القدس بالظهور نتيجة استمرار حالة التهويد والاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى فكانت الهبة الجماهيرية للتصدي لذلك العدوان الإسرائيلي المخطط له لنهب حقوقنا الوطنية الفلسطينية. انطلقت انتفاضة القدس بقيام الشهيد مهند الحلبي يوم 3/10 بعمليته البطولية ليفجر انتفاضة السكاكين فكانت بداية لسلسلة مواجهات قادها الشباب الفلسطيني فأحدثت مفاجآت للمنظومة الأمنية الإسرائيلية هذه الانتفاضة أظهرت قصر نظر الامن وأجهزته ووهم الدولة، عناصر الانتفاضة هم عدد كبير من الشباب المنتفض المشارك في اعمال الانتفاضة في طابع شعبي ملموس بالتزامن مع التأييد السياسي لهذه الانتفاضة الشعبية ومباركتها من التنظيمات السياسية الفلسطينية مع أن القيادة الفعلية للانتفاضة هم من القيادات الشابة العاملة علي الأرض وضمن فعاليات هذا الحراك الشعبي. أما عند الحديث عن شهداء الانتفاضة فقد ارتقى 62 شهيدا فلسطينيا في جميع مناطق الوطن وعلي الرغم من قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي باستدعاء أعداد كبيرة من جنوده للعمل في منطقة القدس والضفة الغربية لم تقف الانتفاضة وكذلك برزت هشاشة الامن الداخلي في الكيان الإسرائيلي وضعف الجبهة الداخلية لديه حيث زاد الاقبال علي شراء السلاح الا ما يزيد علي سبعة أضعاف كمية الشراء الطبيعية وعلي صعيد متصل دعت بعض المجالس المحلية في المدن سكانها لاصطحاب سلاحهم الشخصي معهم أثناء تنقلهم الا أن ذلك لم يحقق لهم الأمن المنشود، انما زاد إصرار الشباب الفلسطيني علي المقاومة والنضال، كما لا يمكننا نسيان الدور الجوهري الذي لعبه الاعلام في اظهار عدالة ومظلومية القضية الوطنية وانتفاضة القدس فكان لقناة الجزيرة وقناة الأقصى دور رائد في ابراز حقيقة الانتفاضة وكان للإعلام الجديد مكانة كبيرة في هذا الحراك المبارك فعدد كبير من المشاركين في الانتفاضة وشهدائها شاركوا في مواقع التواصل الاجتماعي لفضح الرواية الكاذبة للأجهزة الإعلامية الإسرائيلية فأصبحت مواقع التواصل باب من أبواب المقاومة من خلال اظهار المقاطع التي توثق اعتداءات الجنود الإسرائيليين ضد المدنيين وايضاح حقيقة الأحداث وحث الشباب للمشاركة في فعاليات الانتفاضة. أما على صعيد الدولي فقد قام الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بزيارة للمنطقة التقى خلالها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلا على حدة جاءت هذه الزيارة من باب المخاوف من تطورات انتفاضة القدس التي قد تحدث تحولات وتهديدات لإسرائيل ورغبة في المجتمع الدولي في اجهاض انتفاضة القدس ومن جهة أخرى فهناك تحرك فرنسي لإصدار قرار في مجلس الامن الدولي بإرسال مراقبين دوليين للمسجد الأقصى وهنا جاء الرد من إسرائيل والوليات المتحدة والأردن برفض هذا المقترح الفرنسي وضمن سيناريو الزيارات الدولية المكوكية لإجهاض انتفاضة القدس جاءت زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي للأردن للالتقاء بالملك عبدالله الثاني باعتبار الأردن صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية ولترسيخ تفاهمات بين إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية والتي حضر رئيسها محمود عباس للاجتماع وجاءت زيارة كيري تحمل سيناريوهات وأفكار وإجراءات للعمل علي احتواء الانتفاضة. لعل اهم ما في انتفاضة القدس أن الشباب هم جوهر الانتفاضة فبعد فشل الاحتلال الإسرائيلي في عملية كي الوعي للشباب الفلسطيني لإبعاده عن حقوقه الوطنية بنيل استقلاله وتحرير ارضه من هنا أعلن الشباب الفلسطيني كفره بكل اتفاقيات السلام الوهمي فهذا هو الجيل الذي رأي الفشل المدوي لاتفاقية أوسلو وأخواتها لأنها لم تعطي للفلسطينيين سوي السراب والوهم، انتفاضة القدس باقية وصامدة بصمود أبنائها وبإيمان عميق بعدالة قضيتنا الوطنية فإننا نخطو بخطى ثابتة لنيل حقوقنا المشروعة.
محمد مصطفى شاهين

من نفس القسم دولي