دولي

المقدسيون يشكّكون باتفاق "رقابة" الأقصى: خدعة لتشديد قبضة الكيان الصهيوني

الكيان الصهيوني يحاول فرض واقع جديد داخل الأقصى

 


  • نائب وزير خارجية الكيان الصهيوني تهدد برفع علم إسرائيل في الأقصى


هدد نائب وزير الخارجية الصهيوني، تسيفي حوتبلي، في تصريحات متلفزة، إنها تحلم باليوم الذي يرفرف فيه العلم الصهويني على المسجد الأقصى. ودعت حوتبلي" اليهود إلى زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، الأمر الذي تراجعت عنه في وقت لاحق، قائلة، أن ما صرحت به كان مجرد تعبير عن آرائها الشخصية وليس من سياسة الحكومة.
إلى ذلك تجاهل المقدسيون ما أُعلن عن اتفاق بين وزير الخارجية الأميركية جون كيري، ورئيس الوزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بخصوص الأقصى، مؤكّدين أن ما أُعلن عن نصب كاميرات مراقبة داخل المسجد ما هو إلا خدعة كبيرة، لن تنطلي عليهم، لأن هناك منظومة مراقبة متطورة أقامتها قوات الاحتلال على أسوار المسجد، وأحاطتها بمجسّات إلكترونية قادرة على رصد أي تحرّكات داخل الساحات، إضافة إلى المنطاد الجوي الذي لا يغادر سماء القدس المحتلة ومسجدها الأقصى، عدا عن مراكز ومقرّات شرطة الاحتلال وقيادتها المسيطرة فعلياً وبالقوة البوليسية على كل التفاصيل.
ويقول مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، أن ما يقوم به الكيان الصهيوني هو في الواقع تغيير للوضع بمدينة القدس بشكل متسارع، ومحاولة فرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى، وسحب كافة الصلاحيات من دائرة الأوقاف الإسلامية، الراعية والمشرفة على كافة شؤون المسجد، من خلال تشديد قبضة المحتل على الأقصى. وأضاف أن "كاميرات المراقبة التي يقترحونها لن تحل الإشكالية الخطيرة القائمة؛ فهذه الكاميرات، أثناء وجودها، لم تحل دون اقتحامات المستوطنين وشرطة الاحتلال وتعدّيهم على المصلين وتدنيس الأقصى بدهم مصلياته سواء القبلي أو الصخرة المشرفة، وحتى المرواني".
ولم تغير التطورات السياسية الأخيرة من مواقف المقدسيين حيال الكيان الصهيوني وممارساته في الأقصى، وهم غير متفائلين من أي ترتيب مع نتنياهو الذي يصفونه بالكذاب والمجرم.
في البلدة القديمة من القدس المحتلة، لا يخفي المواطنون غضبهم واستياءهم مما وصفوه بالخديعة التي أتى بها كيري للمنطقة، وحديثه عن ترتيبات وتفاهمات بين إسرائيل والأردن بشأن تشديد المراقبة على ما يجري في المسجد الأقصى. وقال المواطن المقدسي حمد أشتية، من سكان عقبة المولوية لـ"العربي الجديد"، أن "كيري أكبر مخادع كذاب، جاء لينقذ نتنياهو من ورطته، ونحن لا نثق به أبداً. من يكون هذا الرجل حتى يعطي المجرم نتنياهو صلاحية منح المسلمين الصلاة في المسجد الأقصى".
ويقول أحد مسؤولي الحراسة في المسجد الأقصى، لـ"العربي الجديد" أن "الأخطر في ما أتى به كيري أمران: الأول، أنه منح الصلاحية لنتنياهو ليقرر بأنه صاحب الأمر في منح المسلمين الحق في الصلاة بمسجدهم، وهذا لم يحدث في تاريخ المدينة حتى في عهد احتلالها من قبل الصليبيين، أما الأمر الثاني، فهو نصب كاميرات المراقبة".
ويستغرب المسؤول في الحراسة وضع كاميرات جديدة، على الرغم من وجود نظام مراقبة متطور أقامته قوات الكيان الصهيوني على الأقصى، متسائلاً "هل سيضعونها في الساحات؟ فهناك كاميرات منصوبة، أم يريدونها في الأروقة، فهناك تواجد يومي في هذه الأروقة؟ بل ربما يريدون وضعها داخل المسجد القبلي أو المصلى المرواني، وهذا لم يحدث في السابق بالمطلق".
في محيط المسجد الأقصى وعلى بواباته، لا يُلحظ أي تغيير على الواقع الذي فُرض على كثير من المقدسيين خصوصاً الفتية والمرابطات، إذ لا يزال المنع من دخول الأقصى يطاول هاتين الفئتين، ولا يزال التنكيل بهما قائماً، فيما لم يشر أي من المسؤولين في الأوقاف، المتوقع أن يعقد لقاء بينهم وبين مسؤولين إسرائيليين، إلى موعد محدد لعقد اللقاء، لترتيب ما اتفق عليه بين كيري والملك الأردني.
وليس معلوماً لدى المرابطات ممن تحدثت معهن "العربي الجديد"، ما إذا كان الاتفاق سيرفع الحظر عنهن. وفي هذا السياق، قالت إحدى المرابطات "نحن لا نعترف بأي من هذه الترتيبات؛ فمنذ متى كان السماح للمسلم مرهونا بترتيب وتفاهم مع الكيان الصهيوني؟" في حين قالت أخرى "نرفض كل ما اتفق عليه"، متسائلة "هل يا ترى اتفقوا على تقسيمه؟".
ما يخشاه المقدسيون أن تقود الترتيبات الأخيرة التي أعلن عنها كيري إلى مزيد من السيطرة وتشديد قبضة الكيان الصهيوني على الأقصى، فيما لم يُخف البعض خشيته من أن تكون هبة القدس أو انتفاضتها بعد هذا الاتفاق باتت في مهب الريح.
غير أن هناك ثقة عند بعض المقدسيين "بانتصار انتفاضة القدس واتساع حجم المشاركة فيها". ويقول أحد المواطنين المقدسيين في سوق الدباغة "هذا الجيل من الشباب لا ينتمي لأي فصيل، أتحدى أي فصيل يتجرأ ويعلن أن أحد الشهداء ينتمي له. جميعهم ينتمون للقدس ولفلسطين".

من نفس القسم دولي