دولي
نيويورك تايمز: الانتفاضة "تحرج" السلطة بالتنسيق الأمني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 أكتوبر 2015
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن السلطة الفلسطينية في ظل اشتعال انتفاضة القدس "تعتصر من الجهتين، حيث تطالبها إسرائيل بالقمع، فيما ينظر إليها المتظاهرون على أنها الجبهة الأمامية للاحتلال"، كما أنها "عاجزة عن وقف التنسيق الأمني".
وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته مؤخرا أن قلة تواجد قوات الأمن الفلسطينية في المظاهرات المندلعة بالضفة الغربية هذا الشهر تشير إلى نقلةٍ في سلوكهم بعد سنواتٍ من التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، فيما يعرب عناصر من الأمن الفلسطيني عن خوفهم من تحول موجة الغضب الفلسطيني هذه ضدهم.
وتنقل الصحيفة عن أندرو كلارنو، أستاذ مساعد في علم الاجتماع في جامعة شيكاغو، أن الهدوء الذي ساد الضفة الغربية - والذي قد بدأ بالانهيار خلال الأسابيع القليلة الماضية - مرده إلى التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الذي بدأ بعد اتفاقيات أوسلو، حسب الصحيفة. وأضافت أنه وفقًا لهذا التنسيق، فإن الطرفين يتشاركان التخابر حول المسلحين "المشتبه بهم" في الضفة، ومن أبرز مظاهره منع قوات الأمن الفلسطينية المتظاهرين الفلسطينيين من الوصول لنقاط التماس أو المستوطنات "الإسرائيلية".
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن هذا التنسيق يخدم مصالح السلطة والاحتلال من خلال قمع إمكانيات حركة حماس في الضفة، والتي تعد الخطر الأكبر على الاحتلال، والمنافس الأبرز لرئيس السلطة محمود عباس، كما تدعي الصحيفة.
ورغم أن القيادي في حركة فتح رأفت عليان قال لمراسل الصحيفة: "نرفض أن نكون حماة أمن إسرائيل"، إلا أن "نيويورك تايمز" ترى أن "هذا لا يعني أن السلطة قادرة على وقف التنسيق صراحةً". ونقلت على لسان أحد عناصر الأجهزة الأمنية قوله: "لا يمكن لأمننا أن ينجو دون التنسيق، فحتى الأسلحة التي نمتلكها مرهونةٌ بموافقة إسرائيل".
وفي إشارة إلى تغييرات واضحة في أداء السلطة في الشهر الأخير، قالت الصحيفة: "توقفت السلطة في البيرة عن محاولة منع المتظاهرين الفلسطينيين من التوجه للثكنات الإسرائيلية، ويكتفي عناصر أمن السلطة بالبحث عن المحرضين والأسلحة". وقال أحد عناصر الأجهزة الأمنية للصحيفة: "إن هدفنا هو منع المتظاهرين الفلسطينيين من إطلاق النار على جنود الاحتلال".
مع ذلك يبدو وأن السلطة قد قننت من تحركاتها الأمنية، حيث اعتقلت منذ بداية أكتوبر الجاري 12 فردًا فقط من أنصار حماس، وأشار لذلك أحد أنصار حماس الذي قال أن أكتوبر مختلف عن سبتمبر، على ذمة الصحيفة الأمريكية.