دولي

ارتباك القيادة الفلسطينية يُفرمل تحول الهبّة إلى انتفاضة ثالثة

من التظاهرات المؤيدة للهبّة




مع تصاعد حالة الغليان الشعبي الفلسطيني، يتصاعد ارتباك القيادة الفلسطينية أكثر، التي تبدو في مأزق فعلي ليس حيال الاحتلال الصهيوني، الذي يرفض مطالبها في استئناف المفاوضات، بل أيضاً من قبل الشارع، الذي أيقن أن القيادة لا تستطيع حمايته من آلة الموت الإسرائيلية أو ضمان حق الصلاة في المسجد الأقصى، مع تشديدها في الوقت عينه على منعه من "الانجرار وراء العنف".
وشهد، الثلاثاء، إدلاء الرئيس محمود عباس، بأول تصريح له، بعد ستة أيام من الغليان الشعبي، بفعل انتشار نقاط الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه بطول الضفة الغربية وعرضها. واعتبر عباس قبل اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن "الحلّ يجب أن يكون سياسياً وبالطرق السلمية".
وتفيد مصادر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لـ"العربي الجديد"، أن "عباس في مأزق كبير أمام شعبه، أكثر من أي وقت مضى، فقد خذله العرب، وخفّضوا من سقف قراراته التي كان سيلقيها في خطابه أمام الأمم المتحدة". كما تقول مصادر مطلعة أخرى لـ"العربي الجديد"، أن "الرئيس الفلسطيني، لم يطلب في اجتماعه مع المجلس العسكري وقادة أجهزة الأمن الفلسطينية، قمع المتظاهرين، بل عدم الانجرار وراء العنف، وعدم السماح بأي مظهر مسلح مهما كلف الأمر".
وترى أوساط سياسية ومحللون، أن "الهبّة الحالية، أو حالة الغليان المستمرة منذ بداية الشهر الحالي، قد لا تتطوّر إلى انتفاضة شاملة، بسبب انعدام الشروط الموضوعية لها، وهي غياب إرادة القيادة الفلسطينية بقيادة الشارع نحو انتفاضة شاملة، وعدم وجود رغبة إسرائيلية بالتصعيد واستخدام القوة المفرطة، وغياب التحرك الجماهيري الضاغط".
ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي أحمد عوض، في تصريحاتٍ لـ"العربي الجديد"، أن "أزمة القيادة انكشفت أكثر في هذه المرحلة، وعلى السلطة أن تحسم أمرها بتأييد الانتفاضة أو رفضها، لأن سياسة الباب الموارب تُغضب الشعب الفلسطيني، ولن يرضى عنها الاحتلال أيضاً. لذلك يجب إقفال الباب الموارب بأسرع وقت ممكن". ويضيف عوض "لا يوجد قرار بكيفية تعامل السلطة مع الهبّة، وفكرة أن تحافظ السلطة على مسافة بينها وبين الهبّة، لم تعد مجدية أيضاً. وهناك ارتباك لدى القيادة يجب أن ينتهي".

من نفس القسم دولي