دولي

تهويد شارع الواد المقدسي... أولوية جديدة للاحتلال ومستوطنيه

يخشى الفلسطينيون من اضطرارهم للتوجه إلى أبواب أخرى للوصول إلى الأقصى عبر شارع الواد




بحماية وحراسة من قوات الاحتلال، باشر مستوطنون متطرفون أولى خطواتهم للاستيلاء على جزء من شارع الواد، في البلدة القديمة في القدس المحتلة، وهو المكان عينه الذي لقي فيه مستوطنان يهوديان مصرعهما الأسبوع الماضي، على يد الشهيد مهند حلبي.
ويخشى المقدسيون من أن تؤدي تداعيات مقتل المستوطنين إلى قيام الاحتلال باقتطاع الشارع الرئيسي، وتحويله إلى "شارع شهداء آخر" مماثل لشارع الشهداء في مدينة الخليل، الذي حظرت فيه سلطات الاحتلال على سكان المدينة من الفلسطينيين دخوله منذ أكثر من 20 عاماً. وحوّل العشرات من المستوطنين، أمس، موقع الهجوم إلى ما يشبه المزار ليؤمّه المستوطنون. وعلّقوا على جدران المنازل والمحال التجارية أعلاماً إسرائيلية، وأقاموا حلقات رقص وغناء هستيرية وسط هتافات عنصرية ضد العرب.
بالتالي لم يتمكن سوى عدد قليل من التجار الفلسطينيين من فتح محلاتهم، بفعل إجراءات المنع والقيود المفروضة عليهم لدخول البلدة القديمة، واستفزازات المستوطنين لهم وتحرشهم بهم على مرأى جنود الاحتلال، الذين كُلّفوا بمهمة واحدة فقط، وهي تأمين الحماية الكاملة للمستوطنين، الذين تم السماح لهم بدخول البلدة القديمة.
وتقع في شارع الواد عشرات المحال التجارية التي يملكها فلسطينيون، إضافة إلى مسجد تاريخي، كما يتفرّع الشارع إلى مناطق حيوية في البلدة القديمة، كالمسجد الأقصى، بالإضافة إلى شارع يفضي لاقتحام المسجد الأقصى. لكن ما يقلق المقدسيين أكثر هو التركّز الكبير للبؤر الاستيطانية الكبرى في هذا الشارع، والتي قد تتخذها سلطات الاحتلال ذريعة لاقتطاع هذا الشارع، والإعلان عنه "طريقاً آمناً" للمستوطنين. وتشمل البؤر معاهد تلمودية وكُنُس يدرس فيها المئات من تلاميذ المدارس الدينية، ويتم إعداد حاخامات الهيكل وتهيئتهم فيها ليديروا مستقبلاً هيكلهم المزعوم، الذي سيُبنى على أنقاض المسجد الأقصى، وفق المزاعم الإسرائيلية.
ولتعزيز أمن المستوطنين في شارع الواد، افتتحت شرطة الاحتلال في السنوات القليلة الماضية مركزين لها، ونصبت عشرات كاميرات المراقبة المتطورة. ويقول مواطنون مقدسيون مقيمون في البلدة القديمة، في هذا الصدد، أن "تدابير الاحتلال الأخيرة في الشارع زادت من مخاوفهم، وعكست طبيعة ما يمكن أن تقوم به سلطات الاحتلال بهذا الخصوص".
يُحذّر عضو "هيئة العمل الوطني في القدس"، زياد الحموري، ممّا يجري من تهويد في البلدة القديمة وشارع الواد، واصفاً ذلك بـ"الاحتلال للمكان وقاطنيه". ويؤكد بأن "بقاء المستوطنين الدائم في المكان، سيؤدي لمزيد من التصعيد، والضرر الاقتصادي الذي سيفاقم معاناة التجار، بعد أن كانت إجراءات تضييق سابقة، قد أدت إلى إغلاق أكثر من 250 محلاً تجارياً في البلدة القديمة، تحديداً في أسواق الدباغة والسلسلة واللحامين".
ويخشى مواطنون آخرون من "اضطرارهم للتوجه إلى أبواب أخرى وسلوك طرق فرعية للوصول إلى الأقصى غير شارع الواد، ما يعني تقليص أعداد المصلين والمرابطين فيه، وإفراغه من مصليه"، وفقاً لما يقول في هذا السياق، محمد النتشة، المقيم في عقبة الخالدية.

من نفس القسم دولي