دولي

تقرير: تصاعد انتهاكات الاحتلال ضد المقدسيين خلال سبتمبر الفارط

تصدر المسجد الأقصى واجهة الأحداث خلال الشهر الماضي





صعدت سلطات الاحتلال من انتهاكاتها واعتداءاتها على المقدسيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، خلال شهر (سبتمبر) الماضي، وتركزت هذه الاعتداءات بحق المسجد الأقصى المبارك وشملت الصحة والتعليم وأمن المواطنين، وقال مركز معلومات وادي حلوة في تقريره الشهري أن هذه الانتهاكات مما شهده المسجد الأقصى المبارك، فيما لم تسلم المؤسسات التعليمية، والصحية وطواقمها والمؤسسات الإعلامية وطواقمها، والأندية الرياضية والمقابر الإسلامية "أموات المسلمين" من هذه الانتهاكات.
وقال المركز في تقريره: "إن قوات الاحتلال اقتحمت بسلاحها وعتادها المسجد الأقصى خمس مرات وأغلقته بوجه المصلين عشر مرات، واعتدت على المواطنين والنساء والحراس داخله وخارج أبوابه، كما حطمت نوافذ تاريخية وحرقت السجاد والأبواب"، وكان عدد المعتقلين في أيلول الماضي هو الأعلى منذ بداية العام الجاري، وذلك بعد تشكيل "وحدة خاصة لملاحقة ملقي الحجارة والزجاجات الحارقة في القدس" بالتزامن مع الأعياد اليهودية.

المسجد الأقصى

وتصدر المسجد الأقصى واجهة الأحداث خلال الشهر الماضي؛ فقد صعدت سلطات الاحتلال وجماعات المستوطنين اعتداءاتها عليه، خلال الأعياد اليهودية فكانت مناسبة لاستباحة الأقصى بإغلاقه ومنع دخول المسلمين إليه وتحويله إلى ساحة مواجهة؛ حيث صادف مرور "رأس السنة العبرية" و"عيد العرش - لسكوت" العبري.
وخلال الشهر ذاته اقتحمت قوات الاحتلال المدججة بالسلاح بوحداتها المختلفة (القوات الخاصة والقناصة والمخابرات والشرطة) ساحات المسجد خمس مرات بتاريخ (13- 14- 15- 27- 28 أيلول)، وهاجمت المصلين وهم من كبار السن بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية وغاز الفلفل، إضافة إلى ملاحقتهم وضربهم بالهراوات، وحاصرت المسجد القبلي وأغلقت أبوابه بالسلاسل الحديدية والقطع الخشبية إضافة إلى اعتلاء سطحه.
وتعمدت تلك القوات خلال اقتحام الأقصى تخريب جوانب تاريخية، بتكسير النوافذ الزجاجية الملونة والجبصية، إضافة إلى تخريب حمايات النوافذ الحديدية؛ حيث استخدمت آليات خاصة "المقدح" لتنفيذ ذلك.

صلوات على أبواب الأقصى

واستمرارًا لمسلسل الاعتداء على حق الصلاة في المسجد الأقصى منعت سلطات الاحتلال دخول المصلين إلى المسجد لأداء الصلاة، ما اضطرهم للصلاة على أبوابه، في عدد من الصلوات، وقد شمل المنع دخول النساء في بعض الأوقات.

منع صلاة الجمعة

ومنعت سلطات الاحتلال صلاتي الفجر والجمعة بتاريخ (18-9-2015)؛ حيث منعت الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ 40 عامًا من دخول الأقصى، واضطر المئات من الشبان لأداء صلاة الجمعة في شوارع القدس وأزقتها، وخلال ذلك اعتدت القوات على "صلوات الشوارع" بالدفع والضرب.

المستوطنون يقتحمون الأقصى

واقتحم المسجدَ الأقصى خلال شهر أيلول، 1575 مستوطنًا، بينهم وزير الزراعة الصهيوني "أوري أرئيل"، وكان أكثر الأيام عددًا هو يوم (30-9) بدخول 257 مستوطنًا، يليه (29-9) بدخول 178 مستوطنًا، وعشية رأس السنة العبرية منتصف الشهر الماضي اقتحم 158 مستوطنًا، وبعضهم أدى الطقوس الدينية داخل المسجد.

القائمة السوداء

وأعدت شرطة الاحتلال قائمة ضمت أسماء لحوالي 60 سيدة، عرفت باسم القائمة السوداء، بأمر من قائد شرطة الاحتلال في القدس القديمة آفي بيطون، ضد من سماهن من "يفتعلن المشاكل داخل الأقصى، واللواتي تسببن بأضرار جسيمة خلال الفترة الأخيرة"، حسب ادعائه.
ويفرض الاحتلال على كل امرأة تحاول دخول الأقصى إبراز هويتها لفحص اسمها، وفي حال لم يكن مسجلاً ضمن القائمة الممنوعة سيمسح لها بالدخول، علمًا أن القائمة أعدت أواخر شهر آب (أوت) الماضي، ثم تم زيادة الأسماء عليها بأمر من بيطون، وطوال شهر أيلول (سبتمبر) منعت القائمة من دخول الأقصى خلال فترة اقتحامات المستوطنين من الساعة (7 صباحًا حتى الساعة 3 عصرًا)، وخلال رباط النساء على أبواب الأقصى تم الاعتداء عليهن بالضرب والقنابل كما نفذت اعتقالات عشوائية لهن.
وفي تطور خطير صدر قرار من وزير جيش الاحتلال "موشي يعالون"، والقاضي بحظر ما أسماه تنظيم "المرابطين والمرابطات" في المسجد الأقصى والإعلان عنه كـ"تنظيم غير قانوني"، هدفه الإخلال بالأمن العام ومنع اقتحام المستوطنين للمسجد، وذلك بأمر من جهاز المخابرات "الشاباك" وشرطة الاحتلال.

الإبعاد عن الأقصى والقدس

فيما أبعدت السلطات خلال الشهر الماضي 47 فلسطينيًّا عن المسجد الأقصى، كما أُبعد بعضهم عن مدينة القدس بالكامل وهم من أهالي الداخل الفلسطيني، ومن بين المبعدين 9 سيدات.

الاعتقالات
ووفقًا للتقرير، فقد رصد مركز معلومات وادي حلوة اعتقال حوالي 300 فلسطيني من القدس خلال شهر أيلول الماضي، بينهم 16 سيدة و104 قاصرين (13-17 عامًا)، منهم 21 طالبًا اعتقلوا أثناء توجههم إلى مدارسهم أو بعد انتهاء دوامهم المدرسي، تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 17 عامًا، ومن بين المعتقلين مصور صحفي.
ومن بين المعتقلين 22 طفلاً (8 - 12 عامًا)، معظمهم اعتقلوا ميدانيًّا وتم التحقيق معهم واحتجازهم في سيارة الشرطة ومركز التحقيق بمفردهم ولم يسمح لعائلتهم بحضور التحقيق، وفي سابقة ضد الأطفال أصدر قائد شرطة الاحتلال في القدس، قرارًا يقضي بتمديد توقيف طفلين من قرية العيسوية.
وخلال الشهر الماضي تعرض 61 مواطنًا للاعتقال من على بوابات المسجد الأقصى ومن ساحاته.

انتهاك حق التعليم

ومع افتتاح العام الدراسي بداية الشهر الماضي واصلت سلطات الاحتلال انتهاك حق التعليم للطلبة المقدسيين، وأبرز المدارس التي عانت من ذلك هي مدارس الأقصى الشرعية (رياض الأقصى، مدرسة الأقصى الشرعية للذكور، مدرسة الأقصى الشرعية للإناث) وهذه المدارس يدرس فيها ما يزيد عن 500 من صف الروضة حتى التوجيهي، فخلال أيام اقتحامات الأقصى والمواجهات كانت تفرض قوات الاحتلال قيودها على دخول الطلبة؛ حيث تعطلت بها الدراسة أيام 13 و15، كما تعطلت الدراسة بتاريخ 28-9 في مدرستي رياض الأطفال والشرعية للذكور.

اعتداءات الشرطة

في حين استهدفت تلك القوات القرى المقدسية وسكانها ومؤسساتها المختلفة خلال الشهر الماضي بالحصار والضرب والاعتقال، كما دهس شاب في سلوان.
هذا، واعتدت قوات الاحتلال على سيارة إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، وأجبروا طاقمها تحت تهديد السلاح على التوجه لمستشفى هداسا وقاموا باعتقال الشاب المصاب، كما قامت القوات باقتحام مبنى مستشفى المقاصد وقامت بتفتيش اقسام الطوارئ والمكاتب والأشعة ودورات المياه، كما فحصوا بسجل المرضى في المستشفى خاصة، بحثا عن مصابين.
وفي اعتداء على المؤسسات الاعلامية اقتحمت قوات الاحتلال مكتب وكالة "بال ميديا" في جبل الزيتون بالقدس، وقامت بتفتيش مكاتبها وترك استدعاء لمدير مكتبها، كما تعرضت الطواقم الصحفية في مدينة القدس للضرب والاعتقال والملاحقة والتهديدات المختلفة خلال رصدهم وتغطيتهم الأحداث في المدينة، وبالأخص في محيط المسجد الأقصى.

اعتداءات المستوطنين

واستولى المستوطنون مطلع شهر أيلول الماضي على منزل المرحوم "جهاد سرحان" باستخدام الحبال، في صفقة تسريب قام بها المدعو "جمال سرحان"؛ حيث قام المستوطنون الذين يعيشون في بناية "جمال سرحان" التي تم تسريبها وتسليمها أواخر آب (أغسطس) بالدخول إلى فناء منزل المرحوم جهاد كما أنزلوا بعض الأثاث، وخلال تصدي السكان لهم حضرت قوات الشرطة واعتدت عليهم بالضرب ووفرت الحماية للمستوطنين للسيطرة على المنزل.

الهدم

وكانت بلدية الاحتلال هدمت خلال شهر أيلول الماضي منزلا قيد الإنشاء في بلدة سلوان يعود لعائلة العباسي، كما هدمت مزرعة في العيسوية قائمة منذ 10 سنوات، ومكونة من غرفتين.

من نفس القسم دولي