دولي
12 ألف صهيوني اقتحموا الساحات
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 سبتمبر 2015
12 ألف مستوطن اقتحموا باحات المسجد الأقصى العام الماضي، وصفهم الناطق الرسمي باسم الكيان الإسرائيلي جندلمان بالزوار في محاولة لشرعنة اقتحاماتهم لساحات المسجد، وأضاف في محاولة لمساواتهم بالمصلين المسلمين من الفلسطينيين بأن هناك 4 مليون مسلم زاروا المسجد و200 ألف مسيحي، معتبرا أن المسلمين من الفلسطينيين زوار وليسوا مصليين أصحاب حق. مراوغة الكيان الاسرائيلي ومحاولته إظهاره بأنه صاحب اليد الطولى باتت واضحة، فنتنياهو عبر أكثر من مرة أن الكيان الاسرائيلي لن يغير الامر القائم في الاقصى؛ ما يعني أن الامر الواقع هو ما سيتم تكريسه واعادة توصيفه فقط، فجندلمان عبر عن ذلك صراحة بوصف المصلين بالزوار مساويا لهم بالمقتحمين من الصهاينة المحتلين.
بذلك يكون الكيان الاسرائيلي قد فجر قنبلته في الاقصى ومليار ونصف المليار من المسلمين في العالم، وفي انتظار قنبلة السلطة في الامم المتحدة فما تملكه من أسلحة وعتاد لم يعد كافيا لإحداث فرقعة سياسية في الامم المتحدة فما بالنا بقنبلة. في مقابل هذه المعادلة برز إلى السطح معادلة جديدة عنوانها فشل قوة الردع الصهيونية في مدينة القدس ومحيطها، واحتمال توسع الفشل إلى سائر انحاء الضفة الغربية، فالفلسطينيون أصبحوا أكثر جراءة وتحفزا للمواجهة مع قوات الاحتلال والمستوطنين في القدس والضفة الغربية، جعل منه نمطا ثابتا، في حين أن قوات السلطة في رام الله أصبحت تواجه بمزيد من التحدي والنقد لأدائها ودورها خصوصا امام الهجمة الشرسة للمستوطنين وجيش الكيان الاسرائيلي على المسجد الأقصى. لمواجهة الفشل من قبل الكيان الاسرائيلي تم اللجوء إلى تكتيك جديد وهو « قنص قاذفي الحجارة» بهدف قتلهم، مع العلم أن هذا التكتيك قديم ولكن النية تذهب نحو التوسع فيه وتبريره، أمر يواجه من قبل السلطة في رام الله بقمع التظاهرات والاحتجاجات على الاقتحامات للمسجد بحجة حماية الفلسطينيين من القنص؛ ما أثار مزيدا من الاستهجان، فحماية المتظاهرين بقمعهم لا تمثل إجابة لعائلة الدوابشة التي أحرق منزلها بمن فيه فلم تنجح إجراءات السلطة وتنسيقها الامني في حماية الاسرة من قطعان المستوطنين او محاسبتهم. المواجهة والمعادلة القائمة في القدس تتبدل شيئا فشيئا، وتجد لها صدى في الضفة الغربية، في المقابل فإن ما يمارسه الكيان الاسرائيلي من قوة وصلف، وما ستتخذه السلطة في رام الله من إجراءات لن يوقف الاحتكاك والمواجهة؛ فالولاية الزمانية والمكانية وتحويلها إلى أمر واقع يجب الخضوع له لن تزيد المشهد الا التهابا؛ فهي عنوان عريض لمزيد من الاحتكاكات والمواجهات التي ستمتد إلى سائر أرجاء الضفة الغربية، وستتحول شيئا فشيئا إلى نمط حياة يومي يسمى انتفاضة، وهي المعادل الموضوعي للعدوان الصهيوني اليومي على الضفة والقدس، وهي المحرك الأساسي للرأي العام العربي والاسلامي والقوى الإقليمية والدولية
حازم عياد