دولي

فلسطينيون يتظاهرون ضد اعتداءات إسرائيل على الأقصى

بعد اقتحام وزير الكيان الصهيوني رفقة المستوطنين باحات مسجد الأقصى

 

  • "حماس": جرائم اقتحامات الأقصى ستكون لها تداعيات صعبة


أثار اقتحام وزير الزراعة في حكومة الكيان الصهيوني، أوري أرئيل، برفقة العشرات من المستوطنين وعناصر جيش الاحتلال، باحات المسجد الأقصى، صباح أمس الأحد، واعتداؤهم على المصلين الفلسطينيين، فضلاً عن المرابطين والمرابطات في المسجد المبارك، ردود فعل غاضبة ومنددة. وأجرى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف العربية والإقليمية والدولية، لمواجهة "الهجمة الشرسة" التي يتعرض لها المسجد الأقصى، وفق ما صرح به المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، وقال أبو ردينة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، "ندين بشدة اقتحام جيش وشرطة الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين"، مشددًا على أن القدس الشرقية والمقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الاعتداءات".

إدانات لقرار الحكومة الإسرائيلية بفرض التقسيم الزماني والمكاني بالقوة على الأقصى

من جهته، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في تصريحات إذاعية، أن "اقتحام الأقصى، يأتي رداً على رفع علم فلسطين في الأمم المتحدة نهاية الأسبوع الماضي"، وأوضح عريقات أن هذا الاقتحام يأتي في سياق تطور خطير واستفزازي، لافتاً إلى التواصل مع العاهل الأردني الملك عبد الله، من جهتها، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، من "الحملة العسكرية المنظمة" التي قامت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي صبيحة أمس، لتثبيت التقسيم الزماني للمسجد الأقصى. ودانت الخارجية، قرار الحكومة الإسرائيلية بفرض التقسيم الزماني والمكاني بالقوة على المسجد الأقصى وباحاته، عبر أجهزتها وأذرعها العسكرية، وذلك من الساعة السابعة صباحاً إلى الحادية عشرة كمرحلة أولى. في السياق ذاته، دانت الوزارة تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، الذي اعتبر أن "اقتحامات الأقصى أمراً طبيعياً في إطار حرية صعود اليهود إلى باحات المسجد"، معتبر أن هذه التصريحات تعكس الموقف الرسمي للحكومة الاسرائيلية المتطرفة، ووصفت الوزارة ما جرى ويجري بأنه "ربع الساعة الأخير" في تقسيم المسجد الأقصى، مطالبة بعقد قمة إسلامية طارئة لـ"التصدي لهذا العدوان ووقفه فوراً".

الكيان الصهيوني يسعى باقتحاماته جر المنطقة لحرب دينية

إلى ذلك، دانت الحكومة الأردنية، اقتحام قوات خاصة من جيش الاحتلال، باحات المسجد الأقصى المبارك، ومحاصرة المصلين في المصلى القبلي، وعبرت على لسان المتحدث باسمها، محمد المومني، عن رفضها المطلق لاعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، وتدنيسه من قبل القوات الإسرائيلية والمتطرفين اليهود، واعتبر المومني، أن هذا الاقتحام يمثل "الشرارة التي ستؤجج الصراع والتطرف، وتغلق الآمال أمام أي تسوية سياسية"، وطالب المومني، في بيان صحافي، الحكومة الكيان الصهيوني بالتوقف عن استفزازاتها واقتحام المسجد الأقصى، ومنع الاعتداءات على الأماكن المقدسة، مؤكداً تصدي بلاده لكل الإجراءات الإسرائيلية ضد الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس الشريف، ودعا المومني إلى الالتزام بنتائج اللقاء الثلاثي بين الملك عبدالله الثاني، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، في شهر نوفمبر 2014، بالحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس الشرقية، وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال، واحترام الدور الأردني التاريخي في الحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس ورعايتها. من جهته، قال رئيس القائمة المشتركة في الكنيست الإسرائيلي، أيمن عودة، أن "إسرائيل تسعى من خلال ما يجري في المسجد الأقصى، إلى جر المنطقة لحرب دينية"، وأضاف رئيس القائمة المشتركة في تصريحات خاصة بوكالة "الأناضول"، أن "ما يجري في المسجد الأقصى اليوم، وما سبقه من إجراءات إسرائيلية، خلال الشهور الثلاثة الماضية، يشكل حالة من الخطورة لم يسبق أن كانت بهذا المستوى، منذ عام 1967".

فلسطينيون يتظاهرون ضد اعتداءات إسرائيل على الأقصى
إلى ذلك تظاهر عشرات الفلسطينيين، نهار أمس في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، احتجاجاً على الاعتداءات التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه، فيما حذر رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، المجتمع الدولي من نتائج التصعيد الإسرائيلي في القدس، وما قد ينتج عنه من انفجار للأوضاع في المنطقة بأكملها. وحمّل الحمد الله، في بيان صادر عن مكتبه، الحكومة الإسرائيلية نتائج استهداف المسجد الأقصى، مذكراً أن "القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس تواصل حراكها مع دول العالم، خاصة العربية، لوضعها في صورة الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية بحق القدس، لا سيما المسجد الأقصى، ومطالبتها بتدخل فوري لوقف التصعيد الإسرائيلي وسياسات الحكومة الإسرائيلية في استهداف القدس"، ورفع المشاركون، في التظاهرة، الأعلام الفلسطينية، ويافطات تدعو إلى حماية المسجد الأقصى، ووقف الاعتداءات عليه.
ورددوا هتافات طالبوا خلالها الشارع الفلسطيني بضرورة التوحد والتحرك للدفاع عن الأقصى والتصدي لهجمات الاحتلال عليه. كذلك طالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الكاملة وتأمين الحماية للفلسطينيين ومقدساتهم، ودعا المشاركون في التظاهرة إلى هبة جماهيرية وتصعيد للمقاومة الشعبية بكافة أشكالها من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى وإيصال رسالة للعالم بأن الفلسطينيين يصرّون على الدفاع عن مقدساتهم وحقوقهم التاريخية. وفي السياق ذاته، اعتبر الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً هو أمر مرفوض، وإن التصدي له واجب وطني على كل فلسطيني، في حال وجود مساعٍ إسرائيلية بهذا الشأن"، من جهته، قال منسق القوى الوطنية الفلسطينية في رام الله، عصام بكر، لـ"العربي الجديد" أن "التظاهرة جاءت رفضاً لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس". ووصف الاعتداء على المصلين المرابطين في الأقصى بأنه "محاولة ارتكاب مجزرة بحقهم".

"حماس": جرائم اقتحامات الأقصى ستكون لها تداعيات صعبة

من جهتها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول استغلال الانشغال العربي والإسلامي بالقضايا الداخلية، لتمرير مخطط تصفية المسجد الأقصى، فيما دعت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، الجهات الرسمية لاستثمار كل الإمكانات من أجل تعزيز صمود المقدسيين. وتتابع "حماس"، بحسب ما أكدت في بيان رسمي، "الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة ضد المسجد الأقصى والتي وصلت إلى درجة إشعال النار في المصلى القبلي وإطلاق الرصاص على المرابطين وازدياد حالات الاقتحام للمسجد الأقصى، وبمشاركة وزراء في حكومة الاحتلال"، وحذّرت الحركة، الاحتلال الإسرائيلي من التصعيد الخطير بحق الأقصى، مؤكدة أن "هذه الجرائم سيكون لها تداعيات صعبة"، ودعت، المجتمع الدولي إلى التدخل لمنع الاحتلال من تدنيس المسجد الأقصى قبل انفجار الأوضاع. كما طالبت، الحكومات العربية والإسلامية إلى الخروج عن صمتها وتحمل مسؤولياتها تجاه ارتفاع وتيرة التهويد في المسجد الأقصى وكذلك السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وإطلاق يد المقاومة للقيام بدورها لحماية المقدسات". وفي السياق ذاته، أكدت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، أن محاولات الاحتلال المتكررة لاقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، له تداعيات خطيرة لن تمر مرور الكرام"، وشددت الشعبية، في بيان، على أن "شعبنا لن يصمت عليها، ولن يكون الاحتلال بمنأى عنها"، معتبرة أن "المحاولات المسعورة للانقضاض على المدينة ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني للأقصى كلها تشير إلى رغبة الاحتلال في التصعيد في المدينة المقدسة"، وفيما جزمت الجبهة أن "هذا التصعيد ستبوء نتائجه بالفشل"، طالبت "جماهير الشعب الفلسطيني لتكريس كل الطاقات لدعم صمود أبناء مدينة القدس". إلى ذلك، دعت فصائل المقاومة الفلسطينية إلى اعتبار يوم الجمعة القادم يوماً للنفير العام نصرةً للمسجد الأقصى، والخروج بالمسيرات الحاشدة في فلسطين وخارجها بعد صلاة الجمعة انتصاراً للمسجد الأقصى، وضد مخططات الاحتلال التي تستهدفه

أمال. ص/ الوكالات.

من نفس القسم دولي