دولي
أبو مرزوق: حماس ترتب لزيارة موسكو ولا خطة لتثبيت التهدئة
قال إن علاقة الحركة "جيدة وقوية مع الجميع لصالح القضية الفلسطينية"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 سبتمبر 2015
أعلن موسى أبو مرزوق، القيادي بحركة "حماس"، أن الحركة ترتب لزيارة العاصمة الروسية موسكو، وترغب بزيارة طهران، "لما فيه مصلحة للقضية الفلسطينية"، مؤكدًا أنه لا وجود لأي اتفاق حول تثبيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال في غزة. وقال أبو مرزوق في مقابلة أجرتها معه وكالة "الأناضول"، أن علاقة حماس "جيدة وقوية مع الجميع لصالح القضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أنها "ترتب لزيارة موسكو، وهناك رغبة في زيارة العاصمة الإيرانية طهران". وشدد على أن العلاقات الثنائية بين حركته ودول العالم، "يجب ألا تؤثر عليها أي علاقة بينيّة ثنائية بين الدول ببعضها البعض". وأكد أبو مرزوق أن حماس "تقف إلى جانب شعوب الأمة وقضاياها بكل إمكاناتها"، داعيًا الفلسطينيين إلى "عزل أنفسهم عن الخلافات العربية الداخلية، والخلافات بين الدول العربية، من أجل تصحيح البوصلة نحو القدس وفلسطين". كما أوضح أن علاقة حماس مع تركيا "تتعزز يوما بعد يوم"، شاكرًا تركيا وقطر على مساعداتهما الكبيرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وحول تثبيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال في غزة؛ لفت أبو مرزوق إلى أنه "حتى اللحظة لا يوجد أي اتفاق بهذا الخصوص، ولا يوجد أي حديث مباشر أو غير مباشر (بين حماس وإسرئيل)، حول تهدئة أو وقف إطلاق نار طويل أو قصير"، مؤكدًا في الوقت نفسه "هناك كثير من المبادرات لتثبيت وقف طلاق النار، مقابل حل مشكلات القطاع". وأضاف أن المبادرات "التي قد تكون مُثارة عند الجانب الإسرائيلي، ولكنها في الحقيقة هي مجرد أحاديث لا ترقى بأي من الأحوال، لتكون مباحثات مباشرة أو غير مباشرة مع الكيان الصهيوني". وتابع أبو مرزوق: "أوكِلَت المهمة لمصر، لكنها توقفت، والسلطة الفلسطينية لم تقم بواجبها لحل مشكلات غزة، فأصبح هناك فراغ يتحرك فيه لاعبون كثر، وأبرزهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي عرض وقف إطلاق النار مقابل حل مشاكل غزة". على صعيد آخر، بيّن بالقول أن "بابنا مفتوح للحديث عن كل ما يهمّ شعبنا، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، ونحن التقينا بلير، والمفوض السياسي للأمم المتحدة في غزة، وشددنا على حقوقنا بإنشاء مطار وميناء، وفتح المعابر، وحرية السفر والتنقل، وإنهاء الحصار". ودعا أبو مرزوق مصر لـ"استئناف دورها من جديد، فكل هذه المحاولات والأحاديث لم تؤدِّ إلى النتيجة المطلوبة"، مشددًا على أن علاقة قطاع غزة مع القاهرة، "تفرضها حقائق التاريخ والجغرافيا". وتتزايد مؤخرًا الاتهامات لحركة حماس، من حركة فتح وفصائل يسارية، بـ "سعيها إلى فصل قطاع غزة، وإقامة دولة مقابل تهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل". ونفت حماس الاتهامات، في وقت كشفت فيه عن عقدها عدة لقاءات مع فصائل وقوى فلسطينية، لشرح نتائج لقاءاتها مع أطراف أوروبية ودولية، بشأن "التهدئة". وفي 26 أوت من صيف عام 2014، توصلت الفصائل الفلسطينية في القطاع والاحتلال، برعاية مصرية، إلى هدنة طويلة الأمد بعد حرب امتدت 51 يومًا، وتضمنت بنود الهدنة استئناف المفاوضات الفلسطينية - الصهيونية غير المباشرة في غضون شهر واحد من سريان وقف إطلاق النار. وفي سياق آخر، أوضح أبو مرزوق، أن قضية خطف 4 فلسطينيين في سيناء المصرية "عكرت العلاقة مع مصر من جديد، لأنهم خطفوا على أرض مصرية"، متمنيًا أن "تنتهي هذه القضية ليتم استئناف العلاقات بشكل أفضل، ويعود الدور المصري إلى ما كان عليه". وشدد على أن المختطفين في سيناء "مواطنون فلسطينيون وبشر، بغض النظر عما يمثلون، لذلك فإنهم يدينونها لأنها ليست من أعمال الدول، وتؤدي إلى تحويل خط طريق القاهرة ـ غزة وبالعكس، إلى خط غير آمن"، لافتًا إلى أن القضية "خطيرة جدًّا، ولها أبعاد شعبية كبيرة في قطاع غزة". وأكد أن التحقيقات مستمرة لدى الجانب الفلسطيني والجانب المصري حول القضية، مشيرًا إلى أن "المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الجانب المصري، لأن عملية الخطف تمت على أرض مصرية". وحول وجود تنظيمات تكفيرية متشددة في قطاع غزة، لفت أبو مرزوق أن "الساحة الفلسطينية ليس فيها فراغ حتى تملأه هذه التنظيمات"، مشيرًا إلى أنه "وإن وجدت مثل هذه التنظيمات فالأمر محدود جدا، والأمن في قطاع غزة محكم جدا". وعن مساعي الاحتلال لتقسيم المسجد الأقصى زمنيًّا بين المسلمين والمستوطنين اليهود، أكد أبو مرزوق أن القدس "ستبقى المعيار لقوة الأمة أو ضعفها"، مشددًا على أن "الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس، أمانة في أعناقنا، وسيدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة وجهد وجهاد". وحذّر من تكريس التقسيم الزمني للمسجد الأقصى، داعيًا الأمتين الإسلامية والعربية لمواجهة المخطط بكل الوسائل، قائلاً "على منظمة المؤتمر الإسلامي، ولجنة القدس في المغرب، والجامعة العربية، والأردن بشكل خاص، مسؤولية كبرى في التحرك لمنع التقسيم الزمني للمسجد الأقصى، قبل أن نصل لمرحلة هدم المسجد".
أمال. ص