دولي

عائلة دوابشة.. والعالم المنافق

القلم الفلسطيني



العالم كله تقريبا شجب جريمة حرق الرضيع على دوابشة في قرية دوما بالضفة المحتلة، العالم وصف الجريمة بالإرهابية ودعا إلى تقديم المسؤولين عنها للعدالة، وطالبوا سلطات الاحتلال بعدم السماح بتكرار هذه الجرائم. العمل الارهابي الذي اصاب عائلة دوابشة الذين اقدم المغتصبون الصهاينة على احراقهم والرقص حولهم والنار تشتعل في اجسادهم، بينهم تفحم جسد الرضيع علي يقابل بالصدمة والادانة في جميع انحاء العالم، ويجر اضرارا سياسية غير متوقعة على "اسرائيل". لم يعد يتحدث أحد عن الاتفاق النووي الايراني ولا عن معارضته ولا عن الفجوات فيه، والنزاع العربي الصهيوني الذي لم يتعامل معه العالم يجدية في الفترة الاخيرة أصبح فجأة محور الجدل السياسي. وكما هو متوقع تدفقت الادانات من جميع الاتجاهات لمقتل الرضيع ولحرق العائلة في دوما، ومنها ادانة الادارة الامريكية التي وصفت الجريمة بالقاسية.
اصدار حكومة نتنياهو امرا بالقبض على الفاعلين وتقدميهم للعدالة لم يثنِ الادارة الامريكية او الاتحاد الاوروبي عن انتقاد هذه السياسة المتهاونة ضد الارهابيين المستوطنين، الذين ادانتهم المحكمة بالجرم المشهود وحكمت عليهم بحكم اقبح من الجريمة ذاتها وهي بعدم دخول الضفة المحتلة فقط.. !! وسائل الاعلام الاخبارية في جميع انحاء العالم اعلنت وبشكل مفصل عن الهجوم الارهابي اليهودي، حيث سيحكم المجتمع الدولي على "اسرائيل" وفق افعالها وسينتظر العالم ثمار التحقيق "الاسرائيلي" ام كان سيثمر عن نتائج وتغييرات مشكوك بحدوثها، خصوصا وان عملية احراق الطفل محمد ابو خضير التي لم يحكم فيها أحد ليست عنا ببعيد. وللمفارقة 500 طفل احرقوا ببشاعة في حرب الـ51 ولم يتحرك احد لتقديم "اسرائيل" للمحاكمة، تماما كما لم يتحرك احد لتقديمها للمحاكمة عندما قتلت امريكا الاطفال في ملجأ العامرية، وعندما قتلت "اسرائيل" الاطفال في قانا وصبرا وشاتيلا وكفر قاسم ودير ياسين وغيرها وغيرها، فيما العالم المنافق يذرف دموع التماسيح على الغريق آلان الكردي. على العرب ادارك أن هناك كلاشيهات ادانة اوروبية او امريكية او غربية جاهزة لكل حادثة متوقعة في العالم، وعليهم أن يدركوا أن الادانات الغربية لن تتحول إلى اجراءات الا عندما يصبح للعرب كينونة سياسية يمكن أن تؤثر على مصالحهم.
والدليل أن قيادات صهيونية مثل موفاز ويعلون رفعت ضدهم قضايا لدى المحاكم الاوروبية واوقفوا في المطارات لكن يتم الافراج عنهم فورا ليغادروا بأمان، ليثبتوا أن الغرب فاجر منافق وكذاب.
حرق الطفل علي دوابشة وغادر الحياة، ولحق به والده بعد ايام، ثم ها هي امه تودع هذا العالم المنافق الذي لم يتحرك خطوة واحدة لمعاقبة الارهابيين القتلة، فيما الاعلام العربي والغربي ما زال مأخوذا بغرق الطفل الان الكردي مع عشرات السوريين، ليتضح يوما بعد يوم أن المصائب تدفن بعضها، وما لم يتحرك المظلوم لأخذ حقه بيده فلن يتحرك العالم لنصرته. صحيح أن علينا محاصرة اسرائيل في العالم في البعد القانوني والسياسي والاعلامي وغيره، وأن نصنع حركات دولية مناصرة لنا ولحقنا، لكن علينا أن ندرك انه ما لم يدرك الفلسطيني ذاته حجم الاخطار المحدقة بشعبه المحاصر في غزة والمستباح في الضفة والمهجر والمهود في القدس، وان يتحرك بناء على حجم هذه الاخطار فان القادم أسوأ

من نفس القسم دولي