دولي

التقسيم الزماني للأقصى وبيت الجوهر اليهودي!

القلم الفلسطيني


خلال شهر رمضان المبارك أعطى الاحتلال آلاف التصاريح للفلسطينيين من أجل دخول المسجد الأقصى مع بعض التسهيلات الواضحة، وبعد أن انتهى شهر رمضان بدأ مسلسل جديد من التضييقات والانتهاكات ضد المسجد ومصليه مع تسهيلات كبيرة لاقتحام المستوطنين اليهود في أعيادهم ومناسباتهم للمسجد الأقصى وفي أوقات مختلفة خلال أيام الأسبوع بحماية كبيرة من قوات الاحتلال. كأنما يريد الاحتلال القول بأن للفلسطينيين والمسلمين أيامهم وأوقاتهم ولنا أيامنا وأوقاتنا ويريد بذلك مناصفة أصحاب الحق حقهم تمهيداً لسلب الحق كاملاً كما فعل مع جزء كبير من الأرض قبل ذلك وجزء من مقدساتها دون أحقية سوى تلك التي تفرضها القوة العسكرية على الأرض في ظل هذا الصمت والتجاهل الإسلامي العربي الكبير. منذ أسبوعين بدأ الاحتلال بتصعيد خطواته العملية الواضحة من أجل تقسيم المسجد الأقصى المبارك فهو بات يمنع المصلين المسلمين من دخول المسجد الأقصى بشكل كامل ما بين الساعة السابعة والنصف صباحاً وحتى الساعة الحادية عشرة صباحاً وفي فترة الظهيرة ما بين الواحدة والنصف والثانية والنصف بينما يسمح للمستوطنين اليهود باقتحامه وبحماية كبيرة في هذه الأوقات، وهذه تعتبر خطوة متقدمة جداً وخطيرة بل تعتبر تقسيماً فعلياً للمسجد الأقصى تمهد لتقسيمه مكانياً ومن ثم ضياعه من أيدي المسلمين أن استمر الأمر على حاله بظل هذا الصمت كما حدث مع المسجد الإبراهيمي في الخليل من قبل. والتقسيم المكاني يهدف لتحويل بعض المصليات والساحات والمعالم الموجودة في المسجد الأقصى إلى كنس يهودية يقيم فيها المستوطنين شعائرهم، والاحتلال يقوم بخطوات كبيرة على الأرض من أجل تحقيق ذلك مقدمتها ما يجري اليوم، وفي المقابل يقوم بعملية تزييف كبيرة للوعي والرأي العام العالمي وينفق الملايين لترويج أكذوبة الهيكل ومن ذلك تصديقه على بناء «بيت الجوهر اليهودي». يهدف الاحتلال من خلال بناء بيت الجوهر اليهودي بميزانية كبيرة ومساحة واسعة لتحقيق عدة أهداف استراتيجية بالغة الأهمية والخطورة منها ما هو معلن كأن يستضيف 20 مليون زائر من أنحاء العالم سنوياً لتعريفهم بالهيكل المزعوم وشرح بعض العروض ذات الصلة بهدف التدليس عليهم وتهيئتهم لهذه الفكرة كمركز فكري وإعلامي خطير، وهو كما تشير التقارير أحد المرافق غير المعلنة للهيكل المزعوم وسيكون ملاصقاً للمسجد الأقصى عند حائط البراق مكان حي المغاربة وهذه معالم يسيطر عليها الاحتلال، ويهدف أيضاً إلى جعل هذا المكان محطة للتعبئة ومنطلقاً لاقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى بأعداد أكبر وأضخم من السابق لترسيخ هذا الواقع كذلك ليعطي طابعاً يهودياً في محيط المسجد الأقصى ضمن عملية التهويد المحمومة والتي تزداد يوماً بعد يوم. ولو جئنا لنقارن بحجم الجهود التي يبذلها الاحتلال في ترويج أفكاره المتعلقة بما يسمى الهيكل لتغيير القناعات العالمية وإقناع الرأي العام العالمي بفكرة وجوده، وحجم الجهود التي يبذلها الفلسطينيون والمسلمون من أجل تعزيز مكانة مسجدهم المقدس لدى المسلمين أنفسهم أو شرح الانتهاكات التي يعرض المسجد لها وتعبئة الأمة من أجل مواجهة الخطر، سنجد مبادرات فردية في الغالب أو شعبية تفتقد للدعم والرعاية مع تجاهل أهمية توضيح حقيقة الأمر للرأي العام العالمي بينما مشروع مثل بيت الجوهر اليهودي يشرف عليه قادة الاحتلال وتحديداً مكتب رئاسة الوزراء "الإسرائيلي".

رضوان الأخرس

من نفس القسم دولي