دولي

تخوّف إسرائيلي من هجوم "حماس" على حقول الغاز

مع تعاظم قدرات المقاومة الفلسطينية




في مؤشر يعكس مستوى القلق الإسرائيلي من قدرات المقاومة الفلسطينية، أجرى سلاح البحرية التابع لجيش الاحتلال أخيراً مناورة ضخمة للتدرّب على مواجهة عمليات تسلّل تنفذها حركة "حماس" إلى حقول الغاز الإسرائيلية والسيطرة عليها. هجوماً ينفذه عناصر من "الكوماندوس البحري" في "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، على أحد حقول الغاز والسيطرة عليه، والهيمنة على المنظومة التقنية التي تتحكم باستخراج الغاز في الحقل. وأشارت الصحيفة إلى أن السيناريو الذي يثير الفزع لدى القيادة الإسرائيلية، يتمثّل في تمكّن عناصر "كوماندوس حماس" البحري من الوصول إلى الحقل عبر قوارب صيد أو من خلال وسائل الغوص ومن ثم السيطرة عليه، وأسر كل العاملين في الحقل، والتعاطي معهم كرهائن. ونقلت الصحيفة عن قائد سلاح البحرية الجنرال رام روطبيرغ، قوله أن المناورات تهدف للتدرّب على عدة سيناريوهات هجوم يمكن أن تتعرض لها حقول الغاز، لافتاً إلى أنه سيتم التدرب على مواجهة كل هذه السيناريوهات. وأضاف: "نظراً لأن مساحة المياه الاقتصادية تبلغ ضعف مساحة إسرائيل، فإن هذا الأمر يمثّل عامل إغراء للجهات المعادية لاستهدافها وتنفيذ عمليات عدائية داخلها، وعلى رأسها استهداف حقول الغاز". وأعلن روطبيرغ أن سلاح البحرية وضع استراتيجية دفاعية من خلال تطوير أجهزة تقنية للكشف عن عمليات التسلل البحرية سواء كانت فوق الماء أو تحته. وأشار إلى أن إسرائيل "لا تدري على وجه اليقين سبب عمليات إطلاق الصواريخ التي تنفذها "حماس" حالياً صوب البحر، وما إذا كانت تهدف لإصابة حقول الغاز أم لمجرد تجريب الصواريخ التي أنتجتها الحركة حديثاً". وذكرت صحيفة "معاريف" أن سلاح البحرية أدخل تعديلات جذرية على أنماط ووسائل تأمين "المياه الاقتصادية" لإسرائيل بمجرد أن تم الإعلان عن اكتشافات الغاز. يذكر أن إسرائيل تراهن على توظيف حقول الغاز المكتشفة في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل جذري، علاوة على محاولة الإفادة منها في تحسين البيئة الإقليمية والاستراتيجية للكيان الصهيوني من خلال استغلال مكانة إسرائيل كدولة مصدّرة للغاز. وفي السياق ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن إسرائيل تبدي قلقاً كبيراً إزاء إمكانية قيام "الكوماندوس البحري" التابع لـ"حماس " بإلحاق ضرر كبير بالتجارة الدولية لإسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك ما يدل على أن "حماس" تخطط لاستخدام عناصر "الكوماندوس" في تنفيذ عمليات تسلل إلى موانئ إسرائيل، لا سيما ميناء أسدود، وتنفيذ عملية كبيرة فيه، مما سيفضي إلى المس بشكل كبير بحركة السفن من الميناء وإليه. يذكر أن 90  في المائة من التجارة الخارجية لإسرائيل تمر عبر البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. وكانت مجلة "إسرائيل ديفينس" قد ذكرت بتاريخ 27 أوت الماضي، أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية طوّرت منظومة مضادة لصواريخ أرض بحر، وصواريخ بحر بحر، تقوم على توظيف أجهزة استشعار بالغة الحساسية تمكّن من الإنذار حول عمليات إطلاق الصواريخ. وتتمكن هذه الأجهزة من رصد الصاروخ وهو على بعد 30 كيلومتراً من المرافق البحرية الحساسة، لا سيما حقول الغاز. ونقلت المجلة عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله أن منظومة التحكم التي يُطلق عليها "باراك 8"، تطلق صواريخ دفاعية ضد الصواريخ التي تطلقها الجهات المعادية، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وتفجرها في الجو قبل الوصول إلى أهدافها. وفي مجال آخر، وبخلاف الانطباعات الأولية، قلل خبراء طاقة إسرائيليون من أهمية تأثير حقول الغاز المكتشفة حديثاً في مصر على اقتصاديات الغاز في إسرائيل. ونقل موقع صحيفة "ميكور ريشون" عن خبير الطاقة الإسرائيلي يوسي مين، قوله أن هناك مبالغة في تقييم احتياطات الغاز في الحقل المصري، متوقعاً أن تكون إنتاجية هذا الحقل أقل بكثير من التوقعات. كما رأى أمير بوستر، الذي عمل محللاً لشؤون الطاقة، أن التجربة قد دلت على أن قدرة الحكومات المصرية على استغلال حقول الغاز متدنية، مما يمنح إسرائيل الفرصة لاستغلال الطاقة الكامنة في حقول الغاز المكتشفة حديثاً في إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن بوستر قوله إنه يتوجب على الشركات التي تعمل في مجال استخراج الغاز، المسارعة في استغلال حقل "ليفيتان" الضخم قبل أن يتمكن المصريون من البدء في استخراج الغاز.
أمال. ص/ق. د

من نفس القسم دولي