دولي
والدة الطفل دوابشة تستشهد بعد معاناة طويلة مع الحروق
الاحتلال يستنفر قواعده خوفا من مظاهرات بعد تشييع جثمانها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 سبتمبر 2015
أعلن مستشفى (شيبا) الصهيوني بتل هشومير، فجر أمس وفاة ريهام دوابشة (28 عاما) التي أصيبت في جويلية الماضي بحرق منزلها على يد مستوطنين في قرية دوما جنوبي مدينة نابلس. وقالت عائلة دوابشة أن صحة الأم ريهام تدهورت منذ عدة أيام بعد حصول تلوث خطير بجسمها، عقب قيام الأطباء بزراعة جلد لها، وقد دخلت منذ أمس الأول تقريبا في حالة وفاة سريرية، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة منتصف ليلة أمس الأول ملتحقة برضيعها علي الذي استشهد بنفس يوم جريمة المستوطنين، وبزوجها سعد دوابشة الذي ارتقى متأثراً بجراحه في أوت الماضي.
وكانت الشهيدة دوابشة ترقد مع طفلها الثاني أحمد في المستشفى بـ"تل أبيب" في العناية المكثفة للعلاج من إصابتهما بحروق شديدة، بين 60-90%. وفور الإعلان عن استشهاد ريهام، بدأت عائلتها الموجودة في المستشفى إجراءات خروجها تمهيداً لنقلها إلى مستشفى رفيديا بنابلس، ومن ثم إلى جامعة النجاح للتشريح، وصولاً لتشييعها إلى مثواها الأخير في مقبرة بلدتها دوما جنوب مدينة نابلس. وقد ركزت وسائل الإعلام العبرية في مطلع أخبارها أمس على خبر استشهاد ريهام دوابشة، التي التحقت بزوجها وطفلها الرضيع، بعد أن أقدم المستوطنون على حرق العائلة بقرية دوما.
وقال موقع واللاه العبري، أن قوات الاحتلال أعلنت حالة استنفار في صفوفها استعداداً للمواجهات والمظاهرات التي قد تندلع بعد جنازة تشييع رهام دوابشة في الضفة الغربية، حيث سيكون الجيش على أهبة الاستعداد عند مناطق التماس وبالقرب من الحواجز وعلى المفترقات الرئيسية. بدوره، أعلن اتحاد المعلمين في محافظة نابلس وجنوبها عن تعليق الدوام في كافة المدارس للمعلمين والطلاب اليوم الاثنين الساعة الحادية عشرة وذلك حداداً على روح الشهيدة المربية دوابشة.
ودعا الاتحاد في بيان له، المعلمين والطلاب وجميع العاملين في مدارس محافظة نابلس وجنوبها للاحتشاد أمام مقر التربية في نابلس، والمشاركة في تشييع جثمان المربية دوابشة 28 عاماً المقرر نقله إلى مستشفى النجاح ومن ثم نقله إلى قرية دوما مسقط رأس الشهيدة للصلاة عليها ولتواري الثرى في مقبرة القرية. وقد عمت أجواء من الحزن والغضب كافة مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية بعد إعلان استشهاد دوابشة، وهو ما دفع المواطنين إلى حالة من الاستياء، محملين أجهزة السلطة المسئولية التي تمنع الرد على المستوطنين عبر ملاحقة نشطاء المقاومة واعتقالهم وتعذيبهم وسحب سلاحهم. وتساءلت الطالبة شيماء العلي من نابلس، عن ماذا سيقال للطفل أحمد المتبقي من العائلة، والذي يتلقى العلاج في المستشفى جراء الحروق التي أصابته في حال سؤاله عن سبب عدم زيارة أمه ريهام له في المستشفى. وقال الطبيب محمد دوابشة، أن الطفل المصاب أحمد لا يعرف ما حصل مع عائلته، ولا يعرف وفاة شقيقه علي، ولا وفاة أمه ووالده واستشهاد العائلة؛ بحيث لم يتبق من العائلة سواه بعد حرق المستوطنين للمنزل. ويقول محمود المصري من جامعة النجاح، "إن سبب عملية الحرق واستشهاد عائلة دوابشة، وتغول المستوطنين واتساع إجرامهم في الضفة، هو نتيجة التنسيق الأمني؛ وحماية المستوطنين من قبل أجهزة السلطة ومنعها مقاومة المستوطنين، وإن المستوطنين لم ينالوا العقاب نتيجة ما سبق وسيعودون لجرائمهم مرة أخرى".
أمال. ص/وكالات