دولي
أبرز قادة الإرهاب الصهيوني الديني... أمريكيّون
منهم قادة ومؤسسو منظمات إرهابية عُرفت بجرائمها العنصرية ضدّ الفلسطينيين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 31 أوت 2015
يتبين من خلال دراسة وتحقيقات أعدّتها مراكز إعلامية وبحثية عبرية، أن غالبية الإرهابيين اليهود ينتسبون لعائلات هاجرت من الولايات المتحدة الأمريكية، ومنهم قادة ومؤسسو منظمات إرهابية عُرفت بجرائمها العنصرية ضدّ الفلسطينيين، فيما أظهرت دراسة أن 15 في المائة من المستوطنين اليهود في الضفة الغربية هم من اليهود الأمريكيين.
ومن أبرز الوجوه الإرهابية من أصول أمريكية، فيئير إيتنغر، الذي يعتقد جهاز الاستخبارات الداخلية الصهيوني "الشاباك" أنه يقود التنظيم الإرهابي اليهودي الأخطر. وتدور شبهات حول هذا الإرهابي بأنه المسؤول عن إحراق عائلة دوابشة الفلسطينية في بلدة دوما الشهر الماضي. وينتمي إيتنغر لعائلة هاجرت من الولايات المتحدة، مثل جده لأمه الحاخام مئير كهانا، مؤسس حركة "كاخ" الإرهابية، والذي قتل على يد شاب مصري عام 1990 أثناء تواجده في نيويورك. الإرهابي موشيه أورباخ أيضاً ينتسب لعائلة هاجرت من الولايات المتحدة. واتهمه "الشاباك" بوضع مخطط إحراق المساجد والكنائس. وكشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر أمس النقاب عن أن "الشاباك" عثر في منزل أورباخ على وثيقة أطلق عليها "مملكة الشر" وتضمنت إرشادات لأعضاء التنظيمات الإرهابية حول الخطوات الواجب اتخاذها من أجل المس بأكبر عدد من المساجد والكنائس دون ترك آثار. كما أظهرت مقابلات أجرتها وسائل الإعلام العبرية مع عدد من ذوي أعضاء التنظيمات الإرهابية الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال إداري أن عائلاتهم هاجرت من الولايات المتحدة. وكشف تحقيق تلفزيوني بثته قناة التلفزة الأولى العبرية أخيراً أن مستوطنة "تفوح"، الواقعة جنوب مدينة نابلس، وسط الضفة الغربية، تضم أكبر تجمع لأعضاء التنظيمات الإرهابية اليهودية من أصول أمريكية. وبحسب ما ورد في التحقيق، فإنّ عدداً كبيراً من المستوطنين في هذه المستوطنة كانوا أعضاء في التنظيم الإرهابي "كهانا حي"، الذي انشق عن حركة "كاخ" وقام بعمليات إرهابية رداً على اغتيال الحاخام كهانا وانتقاماً لمقتل نجله بنيامين، الذي قتل في كمين نصبته المقاومة الفلسطينية. وفي الإطار نفسه، تبين أن اليهود الأمريكيين يلعبون دوراً مهماً في تأمين دفاع قانوني عن الإرهابيين اليهود. إذ كشفت الإذاعة العبرية الأسبوع الماضي أن تبرعات تصل من يهود في الولايات المتحدة لتمويل انتداب محامين للدفاع عن المتهمين بارتكاب عمليات إرهابية أمام المحاكم "الإسرائيلية".
60 ألف مستوطن من أصل أمريكي
وفي السياق، كشفت دراسة صدرت الأسبوع الماضي أن 15 في المائة من المستوطنين اليهود الذين يقطنون الضفة الغربية هاجروا من الولايات المتحدة. ونقل موقع صحيفة "جيروزاليم بوست" عن معدّة الدراسة سارة هيرتسون، الباحثة في جامعة هارفارد، قولها في ندوة عقدت في القدس المحتلة للترويج للدراسة، أن هناك 60 ألف يهودي أمريكي يعيشون في مستوطنات الضفة، مشيرة إلى أن هذا العدد لا يشمل المستوطنين الذين يقيمون في القدس المحتلة والمستوطنات الملاصقة لها. كما أظهرت الدراسة معطىً لافتا بشكل خاص، إذ أشارت إلى أن معظم اليهود الأمريكيين الذين يختارون الإقامة في المستوطنات هم من ذوي التوجهات "اليسارية" وفق المعايير الأميريكية، الذين يتبنون مواقف متشدّدة في كل ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين. وقالت الدراسة أن اليهود الأمريكيين يقبلون على الاستيطان في الضفة لدوافع صهيونية، ولتكريس السيطرة على الأراضي الفلسطينية. واعتبرت الدراسة أن هذه المعطيات تكشف حجم التناقض في السياسة الأمريكية، التي تنتقد من جانب البناء في المستوطنات في الضفة والقدس المحتلتين، لكنها في الوقت نفسه تغض الطرف عن حقيقة إسهام مواطنين أمريكيين في تكريس المشروع الاستيطاني اليهودي على الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967. وأوضحت الدراسة أن معظم اليهود الأمريكيين الذين يختارون الإقامة في المستوطنات هم من النخب المثقفة، وبعضهم أساتذة جامعات مرموقون، قدموا فقط من أجل تعزيز الاستيطان. وفي سياق متصل، تبين أن الشباب اليهودي الفرنسي يبدون حماسةً للتطوع في ألوية عسكرية "إسرائيلية" متخصصة في التنكيل بالفلسطينيين. وبحسب تحقيق بثته قناة التلفزة العبرية الثانية، فإن معظم الشباب اليهودي الفرنسي يتطوعون للخدمة في لواء "كفير"، أكبر ألوية المشاة في جيش الاحتلال، والذي يتمركز في الضفة الغربية. ويتولى لواء "كفير" تنفيذ العمليات العسكرية والأمنية في أرجاء الضفة، حيث أن عناصر اللواء مسؤولون عن معظم عمليات القتل التي ينفذها جيش الاحتلال ضدّ المدنيين الفلسطينيين. ويلعب اللواء الدور الرئيس في تأمين المستوطنات اليهودية، وحماية المستوطنين، وتحديداً في النقاط الاستيطانية، التي أقيمت بدون إذن حكومة الاحتلال. ويذكر أن تحقيقات نشرتها وسائل الإعلام "الإسرائيلية" مؤخراً دللت على أن اليهود الفرنسيين، معظمهم من المتدينين، الذين يتبنّون مواقف متطرفة من الصراع.