دولي

الاستيطان "جرثومة" تفتك بالضفة

أرقام صادمة عن عدد المستوطنات الجديدة وتزايد الاعتداءات في حق الفلسطينيين



يعاني المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة من حالة التغول لـ"الجرثومة" الاستيطانية التي باتت تهدد حياته اليومية وتشل أركانه، في مشهد تصاعدي يدلل على نوايا المحتل الصهيوني وعصابات المستوطنين التي تشكل حالة مؤرقة لكل ما هو فلسطيني.
تلك الجرثومة التي ما تزال تستشري في الأراضي الفلسطينية ولم تتوقف للحظة واحدة، وباتت تهدد ليس فقط حياة البشر، بل تمادت إلى الحجر والشجر وكل ما يتعلق بحياة الإنسان الفلسطيني.

إحصائيات صادمة

وبحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان؛ بلغت المواقع الاستيطانية في الضفة الغربية حتى نهاية عام 2014م، حوالي (505) مواقع، منها (159) مستوطنة، و(119) بؤرة استيطانية، إضافة إلى (93) موقعا عسكريا، و(21) موقعا خدماتيا، و(16) نقطة صناعية و(4) مواقع سياحية، إلى جانب الاستيلاء على ما يقارب من (93) من البيوت استيلاءً كلياً أو جزئيا في مدينة القدس. وعن مناطق تمركز تلك المواقع الاستيطانية في الضفة المحتلة؛ فقد نالت مدينتا القدس ورام الله النسبة الأكبر منها، بما نسبته 16%، تلاهما مدينتا الخليل وأريحا بنسبة 13%، ثم مدينة قلقيلية بنسبة 12%، فيما تراوحت نسبة بقية المدن ما بين 1-8%.

اعتداءات المستوطنين في ارتفاع

وأشارت الإحصائيات الخاصة بالهيئة إلى ارتفاع وتيرة اعتداءات عصابات المستوطنين بحق المواطنين الفلسطينيين؛ ففي عام 2013 وصل معدل الانتهاكات تقريباً إلى (550) اعتداء بمختلف أشكاله، وفي عام 2014 سجلت أكثر من (760) حالة اعتداء، وفي عام 2015 حتى اليوم وصلت حالات الاعتداء إلى (400) اعتداء. وأشارت الهيئة إلى أن اعتداءات المستوطنين على محافظات الضفة عام 2014 بلغت حوالي (887) حالة اعتداء، نالت مدينة نابلس نصيب الأسد منها، بما يقارب (195) اعتداء، تلاها مدينة الخليل بـ (165) اعتداءً، ثم مدينة القدس بـ (128) اعتداء. وشهدت مدن الضفة المحتلة 120) حالة ضرب و(52) حالة دهس، أدى بعضها إلى استشهاد مواطنين فلسطينيين، إضافة إلى (190) حالة رشق الحجارة، و(130) اعتداء على الممتلكات و(18) محاولة خطف و(45) حالة إطلاق نار، و(146) حالة اقتحام للمنازل، و(14) حالة رش غاز ومواد كيماوية، و(46) حالة حرق للمنازل و(7) حالات طعن. ويتعرض المواطنون الفلسطينيون في الضفة الغربية إلى أشكال متنوعة ومختلفة من اعتداءات المستوطنين تشمل حرق وقتل المواطنين، وقطع وإبادة الأشجار بحرقها، ومهاجمة المزارعين. ولا تتوقف الاعتداءات على ذلك؛ بل وصلت إلى مضاعفة عمليات الدهس المتعمد، ومهاجمة البيوت وزعزعة أمن ساكنيها، وحرق دور العبادة وهدمها ومنع الأذان في مساجد القرى القريبة من المستوطنات ومنع المصلين من الوصول إليها، ومنع المواطنين من الحصول على المياه اللازمة لري مزروعاتهم، وإطلاق الحيوانات المفترسة والضارة صوب الأراضي الزراعية. وتشير الهيئة إلى أن اعتداءات المستوطنين في السنوات الماضية اقتصرت على اعتداءات مباشرة على مواطنين فلسطينيين، أو الاعتداء على أشجار المزارعين ومحاصيلهم الزراعية، أما اليوم فهي عبارة عن اعتداءات منظمة وبشكل مبرمج على الأراضي والأشجار والمساكن والمساجد، وبتنسيق ودعم وحماية مباشرة مع جيش الاحتلال.

تزايد الاستيطان تزامناً مع زيادة البناء الاستيطاني في السنوات الأخيرة

ومن جانبه لفت سهيل خليلية، من معهد أريج لأبحاث الاستيطان في مدينة بيت لحم، إلى التزايد الملحوظ في أعداد المستوطنين، تزامناً مع زيادة البناء الاستيطاني في السنوات الأخيرة. وأفاد خليلية في معلومات خاصة من المعهد بأن أكثر من (720) ألف مستوطن في الضفة المحتلة بما فيها الشطر الشرقي من القدس المحتلة، موزعون على (196) مستوطنة، بالإضافة إلى (232) بؤرة استيطانية.
وبحسب المعهد؛ فقد تضاعفت أعداد البؤر الاستيطانية على مدار الأعوام الأخيرة، بشكل فائق سنوياً، ولم تشهد مؤخرا أي تجميد لبنائها أو توسيعها على حساب أراضي الفلسطينيين.
ومن خلال مراجعة المعهد لصور جوية، فقد تبين زيادة كبيرة على التجمعات الاستيطانية بما يقارب مليون متر مربع بناء إضافي مقارنة بين عام 2012 و2014. وأشار خليلية إلى أن أغلب الكتل والتجمعات الاستيطانية تمركزت في المستوطنات الموجودة في 108 تجمعاً في منقطة العزل الغربية الواقعة بين جدار الفصل والأراضي المحتلة عام 1948. وتعقيباً على ذلك؛ أكد اتباع الاحتلال إلى سياسة منظمة لتوسيع البناء الاستيطاني لفرض حقائق على الأراضي، ومحاولة ضبط علنية وفرض تسوية لتبادل الأراضي على الفلسطينيين في المناطق التي يريدها الإسرائيليّون.

دعم رسمي من حكومة الاحتلال
وأكد الباحث خليلية أن حكومة الاحتلال تدعم جرائم المستوطنين على عكس ما تحاول الترويج له في وسائل الإعلام، موضحاً أن سرعة حضور الجيش الصهيوني إلى مكان إحراق منزل عائلة دوابشة يدلل على على علمهم بما جرى مسبقا. وأشار إلى أن ذلك يزيد من تمادي المستوطنين في جرائمهم وبشكل جريء ومنظم، لاسيما أن الأحزاب الإسرائيلية تقف على الدوام معهم في جرائمهم بحق المواطنين الأبرياء. ورغم تمادي الجرثومة الاستيطانية في الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين، يبقى المواطن الفلسطيني صامداً أمام وحش الاستيطان المنظم، محاولاً إفشال كل المخططات الصهيونية لتهجيره عن أرضه.
أمال. ص

من نفس القسم دولي