دولي

الاحتلال يستخدم حيلا جديدة لمصادرة أراضي القدس

استمرارًا لمخطط التهويد الذي تشارك فيه مختلف المؤسسات الصهيونية




كشفت مصادر عبرية النقاب عن أسلوب جديد تستخدمه بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، للسيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية في المدينة استمرارًا لمخطط التهويد الذي تشارك فيه مختلف الوزارات والمؤسسات الصهيونية.
وذكرت أسبوعية "يروشاليم"، في تقرير موسع نشرته أمس، أن البلدية المذكورة قررت إقامة "حديقة مؤقتة" لمدة خمسة أعوام على مساحة حوالي 1300 دونم على سفح جبل المشارف في القدس العربية بين بلدتي الطور والعيساوية، مشيرة إلى أنه توجد في هذه المنطقة أراضٍ فلسطينية خاصة يملكها مواطنون من العيساوية، والطور وجزء منها تابع للجامعة العبرية، وآخر تابع لمستشفى اوغستا فيكتوريا (المطلع)، كما توجد فيها قاعدة عسكرية صهيونية. وقدم مواطنون من الطور والعيساوية مؤخرًا التماسًا إلى ما تسمى "محكمة الشؤون المحلية" الاحتلالية؛ طالبوا فيه بإلغاء قرار البلدية. وكما ذكرت هذه الأسبوعية، فقد حاولت البلدية قبل أربع سنوات تنفيذ مخطط لإقامة ما يسمى "حديقة قومية" على مساحة واسعة في المنطقة، لكن في أعقاب اعتراض فلسطينيين من البلدتين المجاورتين رفضت لجنة الاستئناف القطرية تنفيذ المخطط ووجهت تعليمات بإجراء دراسة معمقة لاحتياجات سكان المنطقة. وارتكزت اللجنة أيضا على رأي عرضته وزارة البيئة الصهيونية، أكد عدم وجود حاجة بيئية جادة لإقامة حديقة قومية على وجه التحديد في هذه المنطقة.
وكتبت شارون كارني - كوهين، المحامية من مؤسسة "يمكوم" والممثلة للسكان في الالتماس، "لقد قصد القانون بأنه إذا وجدت قطعة أرض مهملة، معزولة ومهجورة تلحق أضرارًا بيئية تجري معالجتها للحدّ من أضرارها البيئية، لكن توجد في المنطقة التي حددتها البلدية مساحات شاسعة ليست بالتأكيد مهملة".
ويتوجب على البلدية إبلاغ أصحاب الأراضي لدى تنفيذها ما يسمى "قرار البستنة"، ويجري هذا من خلال وضع لافتة في الأرض، لكن عندما يدور الحديث عن مساحة 1300 دونم لن يكون من السهل مشاهدة هذه اللافتة. ووفقا للمحامية كوهين نصت القرارات على توزيع أربع لافتات في المنطقة، وشاهد السكان وبمحض الصدفة ثلاثًا منها.
ولم تعدّ البلدية ومنذ احتلال أي مخطط هيكلي للمنطقة، ولهذا السبب عندما كان المقدسيون يتوجهون للحصول على رخص بناء كان يقال لهم بأن هذا مستحيل. وبادر سكان الطور وقبل حوالي سبع سنوات بإعداد مخطط هيكلي تضمن "قرية تعليمية" كبيرة، ومع ذلك لم تصادق البلدية على مخططهم رغم النقص الكبير بالصفوف الدراسية في شرقيّ القدس، ورغم توجيه المحكمة العليا تعليمات بالمصادقة على إقامة هذه الصفوف.
ويقول حاتم خويص، أحد أصحاب الأراضي، بأن المحاولات المتكررة للبلدية للسيطرة على الأراضي أجبرت السكان على تشكيل جبهة واحدة مناهضة لها، وهكذا أوجدت لجانا قوية في البلدة، ومن بين النجاحات التي أحرزتها هذه اللجان في السنوات الأخيرة لجم محاولات البلدية مصادرة أراضٍ؛ وذلك من خلال ممارسة ضغوط دولية على الحكومة الصهيونية.
م. ع


من نفس القسم دولي