دولي
حرق الرضيع دوابشة.. إدانة دولية لجريمة "إرهابية"
إجماع على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف الاستيطان والتطرف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 أوت 2015
شكلت جريمة حرق الرضيع علي دوابشة (18 شهراً)، التي قام بها المستوطنون الصهاينة، حالة من الصدمة والذهول للعالم أجمع، إلا أن هذه المواقف التي صدرت لم ترقَ بعد إلى "حالة الفعل" وبقيت ضمن التنديد بالجريمة الارهابية.
فقد أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي، عن الغضب الشديد إزاء الهجوم الإرهابي الشنيع في قرية دوما قرب نابلس، وقدّموا بيانًا صحفيًّا، يتضمن التعازي لعائلة الضحية وللقيادة وللشعب الفلسطيني، وأكدوا على ضرورة تقديم مرتكبي هذا العمل المؤسف للعدالة. وشدّد البيان على أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، هو عمل إجرامي غير مبرر، بغضّ النظر عن دوافعه، وفي أي مكان، أو زمان وقع، وأيًّا كان مرتكبوه، ويتعين عدم ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية. ودعا البيان الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، إلى ضرورة اتخاذ تدابير تكفل مكافحة الإرهاب، بموجب القانون الدولي.
في ذات السياق؛ دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، العملية، مشيرا إلى أن "غياب عملية سلام، وكذلك سياسة الاستيطان الإسرائيلية غير المشروعة أشعلا التطرف العنيف من جانب يهود وفلسطينيين". حسب وصفه.
• تركيا: لا يمكننا قبول مثل هذه الجرائم
من جانبها، استنكرت تركيا استمرار "إسرائيل" بأنشطتها الاستيطانية، عادّةً أنها مضرة بفرص حل الدولتين.
وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان لها "نستنكر مواصلة إسرائيل لنشاطاتها الاستيطانية غير القانونية في أراضي فلسطين المحتلة، كذلك نستنكر قراراتها الأخيرة بخصوص إنشاء مزيد من الوحدات الاستيطانية في المستوطنات غير القانونية".
وأضاف بيان الخارجية التركية: "لا يمكن القبول بممارسات إسرائيل المضرة بفرص الحل الثنائي والمخالفة للقانون الدولي".
• الخارجية الألمانية والروسية: ما حدث هو اعتداء إرهابي
أدانت وزارة الخارجية الألمانية الاعتداء الذي ارتكبه متطرفون يهود، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية في بيانٍ، إن: "الحكومة الألمانية تدين بحدّة هذا الاعتداء الإرهابي اللاإنساني.. إنه أمر مروع تلك الوحشية التي تمت بها مهاجمة تلك العائلة وإحراقها". وأضافت: "إننا نشعر بالحزن مع أسرة هذا الرضيع".
بدورها، وصفت الخارجية الروسية العملية بالهجوم الإرهابي المنفذ على يد متشددين من المستوطنين "الإسرائيليين"، وقالت في بيان لها أن موسكو "تدين بشدة هذه الجريمة غير المسبوقة"، كما قدمت الخارجية الروسية تعازيها لعائلة الرضيع القتيل، وتمنّت الشفاء العاجل للمصابين في "الهجوم".
• الاتحاد الأوروبي: على إسرائيل التحرك لوقف أعمال العنف الذي يرتكبه مواطنوها
وفي سياق الإدانات، حث الاتحاد الأوروبي "إسرائيل" على "عدم التسامح المطلق" مع أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون. وقالت متحدثة باسم فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي: "يجب على السلطات الإسرائيلية أن تتخذ إجراءات حاسمة لحماية السكان المحليين". وأضافت: "إننا ندعو إلى المساءلة الكاملة، وتطبيق القوانين، وعدم التسامح المطلق مع عنف المستوطنين".
من جانبها أعلنت القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة أن واشنطن "تدين بشدة إحراق منزل في (قرية) دوما، والذي أسفر عن مقتل رضيع فلسطيني".
وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر "إن الولايات المتحدة تدين بكل حزم العمل الإرهابي العنيف الذي ارتكب الليلة الماضية في قرية دوما الفلسطينية"، داعيا جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وتفادي أي تصعيد جراء هذه الجريمة، كما قدم المتحدث التعازي إلى أسرة الرضيع الفلسطيني القتيل، وتمنى الشفاء العاجل لأقاربه المصابين.
• فرونسوا هولاند: ندعو المجتمع الدولي للتحرك
وندد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بهذا الاعتداء ووصفه بالعمل الإرهابي الشنيع، وقال في تصريح على هامش جولة جنوب غرب فرنسا، أن المتطرفين الذين أقدموا على هذا الفعل هم في واقع الأمر إرهابيّون توجهوا إلى المنزل لإحراق رضيع، داعيا إلى التحرك لوقف مثل هذه الأعمال.
ودانت الخارجية الفرنسية، في وقت سابق هذا العمل الذي وصفته بـ"الدنيء"، ودعت إلى تسليط كل الضوء على هذه الجريمة، وإلى تحديد وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.
• الصحافة العالمية ترصد الخبر في صفحاتها الأولى
ورصدت الصحف ووسائل الإعلام العالمية، جريمة حرق الرضيع علي دوابشة باهتمام متباين، تحت عناوين مختلفة.
صحيفة الإندبندنت البريطانية كان عنوانها أكثر العناوين تعنيفاً للجريمة واستخدمت كلمات أكثر حدّة من غيرها من الصحف البريطانية، فقد وضعت خبراً رئيساً على صفحتها الأولى تحت عنوان "عمل إرهابي همجي: طفل فلسطيني يُقتل حرقاً في هجوم إرهابي نفذه من يشتبه بأنهم متطرفون يهود".
الجارديان البريطانية، كان لها منحى آخر، ووضعت خبر الجريمة في الصفحات الداخلية واستخدمت كلمات حيادية باهتة تحت عنوان "وفاة طفل فلسطيني في هجوم حرق متعمّد لمشتبه بهم من المتطرفين اليهود على منزل". مستبعدة في ذلك العنوان أي حديث عن جريمة حرق متعمد أو حتى عن قتل باستخدامها كلمة "وفاة". مصطلح الحريق المتعمد ذُكر في أكثر من وسيلة بريطانية من بينها موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)؛ حيث وضعت الخبر تحت عنوان "مقتل طفل فلسطيني في هجوم متعمد من قبل مستوطنين يهود". وطورت الخبر تحت عنوان "غضب فلسطيني شديد لمقتل طفل في هجوم حرق متعمد من مستوطنين يهود"
"الحرق حتى الموت" عبارة استخدمتها موقع روسيا اليوم، ووكالة الأناضول التركية.
إدانات عربية وإسلامية
بدورها؛ دانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات الجريمة البشعة، وعقب أمين عام المنظمة إياد أمين مدني في بيان صحفي بالقول: أن "ما حصل يعدّ تصعيدًا خطيرًا في أعمال الإرهاب التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي".
من جهتها؛ دانت وزارة الخارجية المصرية، الجريمة، ونقل المتحدّث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي في بيان، تعازي مصر حكومة وشعبا لعائلة الرضيع الشهيد وللشعب الفلسطيني والتمنيات بسرعة الشفاء للمصابين.
كما دانت الأردن الجريمة البشعة، وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أن "هذه الجريمة البشعة ما كانت لتحدث لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على إنكار حقوق الشعب الفلسطيني وأدارت ظهرها للسلام وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة".
كما أدانت الجزائر بشدة "الجريمة الشنعاء" التي اقترفها مستوطنون متطرفون في حق عائلة فلسطينية والتي أدت إلى استشهاد رضيع وإصابة آخرين بحروق داعية المجتمع الدولي للتحرك العاجل لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ووضع حد لهذه الجرائم.