دولي
محامو أرملة عرفات يطعنون بصحة تقرير استند إليه القضاء الفرنسي لرفض دعواهم
اعتبروا ما حدث انتهاكا لحقوق الطرف المدني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 جولية 2015
أعلن محاميا ارملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، انهم طعنوا امام القضاء الفرنسي بصحة تقرير استندت اليه النيابة العامة في نانتير (ضاحية باريس) في رفضها الثلاثاء دعوى موكلتهم بان زوجها قضى مسموما.
وقال المحاميان فرنسيس سزبينر ورينو سمردجيان انهما تقدما بطلب "اعلان بطلان" التقرير الذي "استند اليه القضاة لإعلان أن ياسر عرفات لم يتم تسميمه واضافا انه "خلال سير القضية، ظهرت عناصر جديدة كانت قد اخفيت عنا او قيل لنا انها دمرت"، معتبرين أن ما جرى يمثل "انتهاكا لحقوق الطرف المدني" وكانت النيابة العامة في نانتير اصدرت الثلاثاء قرارا نهائيا يقضى بعدم وجود وجه حق” لهذه الدعوى حيث لم يصدر اي اتهام في اطارها وتوفي عرفات في الحادي عشر من نوفمبر 2004 عن 75 عاما في مستشفى عسكري في ضواحي باريس إثر تدهور سريع في صحته لم تتضح خلفياته. وكلف ثلاثة قضاة في نانتير القيام بالتحقيق منذ اوت 2012 إثر دعوى تقدمت بها سهى عرفات ارملة الزعيم الفلسطيني ضد مجهول بعد العثور على مادة بولونيوم-210 المشعة العالية السمية في اغراض شخصية لزوجها. ونبش ضريح عرفات في نوفمبر 2012 واخذت من رفاته نحو 60 عينة وارسلت للتحليل إلى ثلاثة فرق من الخبراء في سويسرا وفرنسا وروسيا. واستبعد الخبراء المكلفون من القضاة الفرنسيين مرتين فرضية التسميم، وكانت المرة الاخيرة في مارس الماضي معتبرين أن وجود الغاز المشع الطبيعي من نوع رادون في البيئة الخارجية، يمكن أن يفسر كميات البولونيوم المرتفعة التي وجدت في اغراض الرئيس الفلسطيني. وفي تحليلاتهم الاضافية افاد الفرنسيون من المعطيات الناتجة عن تحليل اجراه في 2004 جهاز الحماية الاشعاعية للجيوش على عينات اخذت من بول ياسر عرفات اثناء وجوده في المستشفى. ولم يجدوا فيه اثرا لمادة البولونيوم 210، ما يدحض فرضية تناول عرفات كمية كبيرة من هذه المادة في الايام التي سبقت ظهور الاعراض على الزعيم الفلسطيني. الا أن الخبراء السويسريين الذين تحركوا بطلب من ارملة عرفات اعتبروا أن نظرية التسميم أكثر انسجاما مع النتائج التي توصلوا اليها. ولدى اعلان ختم التحقيقات في ماي الماضي اخذ محاميا سهى عرفات على القضاة مسارعتهم إلى اغلاق الملف والتصرف بتسرع وقال المحاميان يومها بخلاف ما يقول القضاة والنائب العام لا يوجد اي شخص بإمكانه حتى الان ايضاح سبب وفاة عرفات وشرح ملابسات وفاته. أن هذا العامل وحده يبرر مواصلة التحقيق” معربين عن مفاجأتهما لهذه الرغبة بأقفال ملف بهذه الأهمية وطالب المحاميان في نهاية ماي القيام بـ 15 اجراء اضافيا من بينها عملية فحص جديدة من قبل لجنة دولية” والاستماع إلى اطباء اخرين. الا أن هذه الطلبات رفضت. وطالب المحاميان خصوصا بتحليل جديد من قبل فريق دولي والاستماع إلى عدد معين من اطباء مستشفى كلامار لتوضيح ظهور غامض لنتائج تحاليل عينة من البول لم تكن واردة في الملف الذي نقل إلى القضاء بدون ابلاغ زوجة عرفات. وتحاليل الخبراء الفرنسيين التي نشرت في مارس استندت إلى هذه العينة للتشديد على أن البولونيوم مصدرها بيئي. ويتهم عدد من الفلسطينيين اسرائيل بانها سممت عرفات بالتواطؤ مع اشخاص في محيطه، وهو ما تنفيه الدولة العبرية.
ع. ع