الوطن

داء البوتيليزم يأتي على ضحيته الثالثة في باتنة

وزارة الصحة تؤكد أن المرض ناتج عن تسممات بسبب الكاشير الفاسد

 أكدت مصادر صحية بولاية باتنة ليلة أمس خبر وفاة طفل بسن 11 سنة من مدينة قايس بخنشلة متأثرا بفيروس داء البوتيليزم الذي أرغمه البقاء في غرفة الإنعاش لمدة فاقت شهرا بمستشفى باتنة الجامعي،الحالة الجديدة لطفل يبلغ من العمر 11 سنة، كان في المستشفى منذ 23 جوان الماضي رفقة 8 أشخاص آخرين مشتبه في إصابتهم بالبوتيليزم، هذا الأخير الذي يسببه تناول «الكاشير» الفاسد. 

 وقد خلف وفاة الطفل الثاني من مدينة قايس بخنشلة بعد وفاة طفل آخر في 11 من العمر وشيخ في 66 من العمر متأثرين بالتسمم جراء تناولهم هذه المادة خلال شهر رمضان موجة إستياء وسط العائلة وكذا سكان هذه المدينة الذين لا زالوا ناقمين على المتسببينفي سقوط ضحايا بهذا الداء، الذي يعد من الأمراض التي إختفت منذ سنين ومازالت تعاني منها شعوب الدول الفقيرة في العالم فقط. وبالرغم من تأكيد وزارة الصحة في بيان لها في وقت سابق على أن حالات التسمم التي سجلت بولايتي باتنة وخنشلة كان سببها تناول مادة الكاشير لم تكن في شروط حفظ مناسبة، وقد أدت إلى ظهور حالات الإصابة بمرض «البوتيليزم». وأن التسمم الذي تعرض له الأشخاص التسعة الذين لا يزالون يرقدون على أسرة مستشفى باتنة الجامعي كان بسبب إصابتهم بداء البوتيليزم، أحدثت حالات الوافيات السابقة حالة فزع وهستيريا بولايتي باتنة وخنشلة وهاهي الآن تعود لتزرع نفس الحالة وسط المواطنين، خاصة وأن الحدث ألقى بظلاله وسط الرأي العام المحلي بالولايتين، وكذا الرأي العام الوطني بعد أن فتك هذا الداء بضحيتين والآن الضحية الثالثة لطفل لم يتجاوز الـ 11 من العمر، في وقت لا يزال ذوو الضحيتين السابقتين يعيشون حالة الصدمة خاصة لعدم التأكد من أن الكاشير مصدر المرض. 

الدكتور شهبون: آخر حالات البوتليزم ظهرت سنة 1998 وأدت بهلاك 44 شخصا

 

وفي هذا الصدد أكد الدكتور شهبون طبيب مختص بالمستشفى الجامعي مصطفى باشالـ"الرائد" أن البوتليزم يعد من أنواع التسمم الغذائي الخطيرة، مشيرا إلى أنه عبارة عن جراثيم بكتيرية تفرز مادة لاتوكسين التي تهاجم الجهاز العصبي للمصاب بها، وينشأ هذا النوع من البكتيريا حسب نفس المصدر في اللحوم فقط ومختلف منتجاتها عندما تكون في حالة غير صالحة للاستهلاك وتنتقل لجسم الإنسان بعد استهلاك تلك اللحوم أو مختلف منتجاتها على غرار الكاشير والمصبرات التي تكون غير صالحة. وأكد الدكتور شهبون بأن ما يميز أعراض التسمم الخاصة بالبوتيليزم عن غيره من أعراض التسمم هو مهاجمة هذه البكتيريا للجهاز العصبي ما يؤدي إلى شلل تام للمريض المصاب الذي يصبح لايبصر من عينيه وتصل درجة شلله إلى توقف عضلات الرئتين عن النشاط، الأمر الذي يحتم إخضاع المصابين إلى التنفس الاصطناعي بواسطة الآلات الطبية الخاصة بذلك وهي الأعراض التي ظهرت على المرضى التسعة المصابين في كل من ولايتي باتنة وخنشلة والذين لفظ اثنين منهما أنفاسهما الأخيرة جراء الداء، وحول اثنين على مستشفى قايس بعد تحسن حالتهما. مضيفا بأن البوتيليزم وإن كان فتاكا إلا أن مدى قوة مناعة المريض يمكن أن تجنبه الهلاك، وأشار أن آخر حالات سجلت قبل ظهوره بولايتي باتنة وخنشلة كانت بولاية سطيف سنة 1998 وأدى آنذاك إلى هلاك 44 شخصا. 

س. ز

من نفس القسم الوطن