دولي

صدق القسام... وكذب "نتنياهو"

القلم الفلسطيني

 

حالة من الاضطراب تعيشها دولة الاحتلال؛ بعد تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وتصريحات "أبو عبيدة" في الذكرى الأولى للحرب العدوانية على غزة حرب "العصف المأكول"؛ حول عدد الأسرى لدى المقاومة والملفات المفتوحة. الملاحظ أن إرباك حصل لدى "نتنياهو" ووزراء حكومته وقيادات جيشه؛ بعد تصريح مشعل بان الاحتلال طلب معرفة مصير جنديين أسيرين وجثتين؛ حيث انعكس ذلك سريعا في مختلف الاتجاهات، وحرك المياه الراكدة في دولة الاحتلال؛ وانعكس على حركة الأمواج المتلاطمة في دولة الاحتلال خاصة لدى الـ"فلاشا". سجلت حماس هدف في دولة الاحتلال؛ من خلال أن "نتنياهو" تعامل مع الفعل الحمساوي؛ من خلال ردة الفعل؛ وراحت أيام كان الاحتلال يصنع الفعل والحدث، وما على العرب والفلسطينيين سوى تلقي الحدث؛ ويكونوا ردة فعل باهتة؛ فالريادة دوما لمن يصنع الحدث والفعل؛ وليس لمن يتلقاه. ما يسجل لحماس في معركة استنطاقها من قبل الاحتلال؛ أنها هي من استدرجت استنطقت الاحتلال؛ وليس العكس؛ فقد كان الاحتلال يقول ويزعم أن ليس لدى حماس سوى جثث؛ وإذا به يعود ويقر أن لدى حماس أسرى جنود أحياء؛ مما رفع مصداقية كتائب القسام، حتى لدى الشارع "الإسرائيلي" واثبت كذب "نتنياهو" وقادة جيشه الذين كانوا ينفون ذلك في وقت سابق؛ وبشدة. 

 

لم تسجل على "أبو عبيدة" ولو كلمة واحدة لم تكن صادقة، فكل تصريحاته وكلامه كان صدقا؛ بالمقابل كانت تصريحات "نتنياهو" وقادة جيشه كذبا وتملصا وخداعا للرأي العام في دولة الاحتلال؛ خشية انهياره. الحرب السياسية والنفسية والإعلامية التي تمارس هذه الأيام من قبل قادة الاحتلال على غزة وعنوانها الكذب؛ كبيرة جدا؛ لمعرفتهم أن الحرب الإعلامية سيبقى لها كلمة عليا؛ لقوة تأثيرها على الحرب النفسية للخصم كي يستنطقوه؛ دون جدوى. انتصر "القسام" في حربه الإعلامية ويواصل انجازاته الرائعة، وهو ما جعل الاحتلال يتخبط أمام قوة الصوت والصورة لكل فعل أو قول أو تصريح للقسام. الاحتلال لم يعد يملك إلا فنون الكذب والتضليل، والتي خبرها الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة، ولم تعد تنطلي حتى على طفل فلسطيني صغير. بعد اعترافات الاحتلال؛ أعادت مصداقية "القسام" -لم تهتز ولو للحظة -الثقة من جديد للكل الفلسطيني، ومعهم العرب والمسلمين، وما عاد الفلسطيني يشعر بأنه مهزوما ووحيدا أمام احتلال غاشم؛ لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة. أبرزت التصريحات المتضاربة لقادة دولة الاحتلال حالة من التخبط؛ حول ما لدى حماس من أسرى؛ ونجحت حماس في الحرب الإعلامية التي كانت كلمة الفصل فيها لكتائب القسام؛ التي صدقت في كل كلمة وتصريح قالته مدعما بالصوت والصورة، وكشفت كذب "نتنياهو"؛ وتخبط إعلام الاحتلال والناطقين باسمه؛ الذين تارة ينفون، وتارة يؤكدون. أيا كانت النتيجة النهائية للحرب الإعلامية والنفسية الحالية الجارية بين حماس والاحتلال؛ والتي تدار بحكمة ودقة متناهية من قبل "ابو عبيدة" وقادة حماس، ووعي وبقلوب ملؤها الإيمان والثبات؛ فإنها حتما لن تكون في صالح دولة الاحتلال، وإنما في صالح الشعب الفلسطيني المظلوم والمكلوم، فقد رفعت المعنويات، وكشفت ضعف وهشاشة دولة الاحتلال وما عاد الزمن يعمل لصالح الطغاة، فالأيام دول (فاعتبروا يا أولي الأبصار).


خالد معالي


من نفس القسم دولي