دولي

حراك شعبي ضد الغلاء يُخيف الأمن في فلسطين

جريمة ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني بتطبيق نموذج الاقتصاد الحر

 

شهدت محافظات فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة خلال الأيام الأخيرة فعاليات شعبية مناهضة لغلاء الأسعار في شهر رمضان، قرع خلالها المشاركون الطناجر (الأوعية) الفارغة كتعبير عن عجز الكثير من الأسر عن ملئها بالمواد الغذائية لسد قوت يومها في ظل "انفلات الأسعار"، ما أثار مخاوف أمنية من التصعيد. ويتهم الناشطون في هذا الحراك عدداً من كبار التجار الفلسطينيين بـ "الجشع"، في وقت ينادون فيه بتشديد الرقابة الحكومية على أسعار المواد الأساسية، وتقليل الضرائب على مدخلات الإنتاج. وكانت أسعار بعض المواد خاصة اللحوم الحمراء والبيضاء قد ارتفعت في الأيام الأولى من شهر رمضان إلى مستويات غير مسبوقة، قبل أن تتدخل الحكومة بالسماح باستيراد الدواجن، وتحديد أسعارها بمستوى أقل بـ 20 بالمائة عما كانت عليه قبل ذلك. وفي المقابل يتهم التجار الحكومة بضعف التخطيط وعدم توفير السلع، ما أدى إلى فجوة بين العرض والطلب انعكست بارتفاع كبير في الأسعار، في حين ردت وزارة الاقتصاد الفلسطينية بالقول أن طواقمها تقوم بضبط السوق، وحوّلت في الأسبوع الأول من رمضان 28 تاجراً إلى النيابة العامة لاتخاذ المقتضى القضائي بحقهم بعد تلاعبهم بالأسعار. وسرعان ما استشعرت السلطة الفلسطينية الخطر من تزايد الانتقادات الحادة للغلاء، ولم يعد بمقدورهم توفير الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم، لذلك عمدت إلى إجراءات غير مسبوقة حيث قام جهاز المخابرات الفلسطيني قبل أيام باستدعاء كبار تجار اللحوم والدواجن، وحذرتهم من عواقب ما يقومون به. وفي السياق ذاته، قامت وزارة الاقتصاد بإحالة 28 تاجرا للنيابة العامة لمكافحة الجرائم الاقتصادية. والتهم الأساسية التي يواجهها هؤلاء التجار هي التلاعب بالأسعار، وعدم التزامهم بالتسعيرة الجديدة. وعمدت وزارة الاقتصاد إلى استدعاء 37 تاجرا، وإخطارهم بتصويب أوضاعهم القانونية وفق حماية المستهلك، في إجراءات نادرة. ويقول الناشط في الحراك الشعبي ضد الغلاء بمحافظة نابلس شمال الضفة الغربية خالد منصور، أن القرع على الطناجر الفارغة "أسلوب احتجاجي يهدف إلى إيصال رسالة إلى المسؤولين بأن المواطن لم يعد قادراً على ملء طناجر بيته بالمواد الغذائية في ظل انفلات الأسعار". وبدوره يقول رئيس جمعية حماية المستهلك في محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، فريد الأطرش، أن الحراك الشعبي ضد الغلاء نجح نسبياً في تخفيض أصناف اللحوم، مشيراً إلى أن الهدف من استمراره "إيصال رسالة إلى المسؤولين أن الناس لن تسكت على الغلاء". وشدد الأطرش على أن سياسات الاحتلال الإسرائيلي هي السبب الرئيس في الغلاء، "ولكن جشع التجار واحتكار بعض السلع، وعدم وجود مساءلة ومحاسبة ورقابة فاعلة أدى إلى الوضع الحالي". متسائلا: "لماذا أسعار بعض أصناف المواد الأساسية أقلّ في إسرائيل من الأراضي الفلسطينية؟". 

ع. ع

من نفس القسم دولي