دولي
دحلان أم فرج..أيهما الرئيس القادم؟
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 جوان 2015
ما الهدف الكامن خلف الخبر الذي كشفت عنه مصادر فلسطينية مطلعة؟ ومن هي تلك المصادر الفلسطينية التي علمت بتفاصيل اجتماع ثلاثي سري جرى في القاهرة قبل نحو أسبوعين، وضم عناصر من جهاز الأمن الخارجي الإسرائيلي "الموساد"، وضباطًا من المخابرات المصرية، بحضور طرف أمريكي، تعرض بالتفصيل للبحث عن خليفة لرئيس السلطة الفلسطينية الحالي محمود عباس؟
هل يظن المصدر الفلسطيني بأن الشعب سيصدق أن اجتماعاً سياسياً وأمنياً على هذا المستوى، يتم كشف مضمونه لوسائل الإعلام من مصادر فلسطينية، وأن التصفيات النهائية المطروحة على طاولة المجتمعين تنحصر في النائب محمد دحلان أو اللواء ماجد فرج؟ ولو صدقنا أن المجتمعين على أهميتهم قد توصلوا إلى قناعة بأن عباس لم يعد صالحًا للمرحلة المقبلة، وأنهم يبحثون عن خليفة له قادر على إدارة الأمور مع (إسرائيل)، واحتواء حركة المقاومة الإسلامية "حماس، كما يدعون. أفلا يعني ذلك أن الأطراف الثلاثة نفسها هي التي قررت سنة 2004 عدم صلاحية الشهيد ياسر عرفات، وهي التي توجت محمود عباس رئيسًا؟أزعم أن المصدر الفلسطيني الذي يقف خلف نشر هذه الأخبار هو مقرب جدًا من دائرة صنع القرار للسيد عباس، لذلك اختار لفظة خليفة لعباس، ولم يستخدم لفظة بديلًا عن عباس، والفرق واضح بين اللفظتين، حيث سبق لوزير الحرب الصهيوني إيهود باراك أن استخدم لفظة "خليفة"، وهذا ما فعله التلفزيون الإسرائيلي بعد ذلك في تقريره عن خليفة الرئيس، وكررها فيما بعد موقع "المصدر" للدراسات البحثية الإسرائيلية حين قال: إن "الكثير من الأوساط في تل أبيب، باتت ترشح وبقوة، اللواء ماجد فرج، ليكون خليفة للرئيس محمود عباس". إن تكرار الحديث عن خليفة للرئيس في هذه المرحلة يصب في عدة اتجاهات: الاتجاه الأول: التأكيد على أن الرئيس محمود عباس خيار فلسطيني محض، وأنه وقف كالطود الشامخ في وجه المفاوض الإسرائيلي، وأن الذي سيخلفه سيكون عميلًا لـ(إسرائيل) وأمريكا. الاتجاه الثاني: الاستخفاف بالشعب الفلسطيني، وتحجيم خياراته السياسية، والتأكيد على أن الشعب الفلسطيني أسير لاتفاقية أوسلو التي أوجدت مسمى الرئيس، وأوجدت السلطة الفلسطينية الراهنة بمهماتها الوظيفية المحدودة. الاتجاه الثالث: التأكيد على أن الفلسطينيين لا يمتلكون من أمرهم شيئًا، وأن رئيسهم ورئيس وزرائهم خيارات إسرائيلية وعربية وإقليمية رغم الانتخابات الشكلية، وعليه فإن التنسيق الأمني واجب مقدس، والسير في ركب المفاوضات من مقومات بقاء السلطة والرئيس. إن الاهتمام الإسرائيلي والعربي والدولي بإيجاد خليفة للرئيس يفرض على الفلسطينيين أن يعاودوا التفكير بمدى حاجتهم إلى رئيس، وإلى سلطة لا تقوى على الشهيق والزفير إلا وفق رغبة الاحتلال، سلطة لا يستطيع رئيسها أن يهش ذبابة عن وجهه إلا بموافقة الإدارة المدنية الإسرائيلية، سلطة جعلت المواطن الفلسطيني تائهًا بين طاعة أبيه والتمرد على زوج أمه. الشعب الفلسطيني ليس بحاجة إلى رئيس، ولا هو بحاجة إلى خليفة للرئيس، الشعب الفلسطيني بحاجة إلى مجموعات مسلحة تقاوم المحتلين، وتكون بديلًا عن الأجهزة التي تنسق أمنيًّا مع الاحتلال، ومن حق الشعب أن يختار رئيسه بحرية بعد تحرير أرضه.