دولي

رمضان القدس حزين

القلم الفلسطيني

 

مستوطنون ينتهكون حرمة شهر رمضان، ويدنسون باحات المسجد المبارك في أيامه الأولى مستخفين بأمة المليار ونصف من المسلمين؛ ومدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك؛ باتتا مكبلتين وحزينتين، فغزة والضفة غير حاضرتين في باحاته؛ لتردانوتوقفا استباحة المستوطنين لقدسيته. كل فلسطيني وعربي ومسلم واجب عليه وليس منة؛ أن يقدم شيئا لمدينة القدس المحتلة في شهر رمضان وفي غيره من الأشهر؛ لتعزيز صمود أهلها؛ وأضعف الإيمان الدعاء بالصبر والثبات لأهالي القدس، وتسليط الأضواء على معاناتهم، من تهويد للمقدسات، وتهجير وطرد، وهدم للمنازل، وملاحقة حتى أطفالهم وسجنهم وتعذيبهم جهارا نهارا. صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وفي شهر رمضان؛ باتت أمنية وحلم لشباب الضفة الغربية؛ والتي يمنعهم منها جنود مدججين بالسلاح على أسوار وجدار القدس؛ ومع ذلك يتحدون بطش الجنود واعتقالهم وملاحقتهم بالقفز عن الجدار؛ ولا يريدون تصاريح من الاحتلال لحرية العبادة التي كفلتها جميع الشرائع والقوانين الدولية. قرابة مليونين من الفلسطينيين في قطاع غزة ممنوعون من الصلاة في الأقصى؛ والاحتلال لا يسمح إلالعشرات أو مئات ومن كبار السن من الوصول للقدس ضمن سياسة القطارة التي درج عليه الاحتلال منذ عام 67. يحلم كل مسلم وفلسطيني أن تفتح القدس؛ وتصبح بدون حواجز أو عوائق أو تفصيلات وممنوعات وتقسيمات للأعمار فوق أل 40 وتحت الـ 40؛ في تحدي لمشاعر لأمة الإسلام جمعاء. النفحات الإيمانية في باحات المسجد الأقصى؛ باتت بحاجة لتصريح لها؛ والصلاة في المسجد الأقصى يجب أن يحصل الفلسطيني على تصريح لها، وكذلك الفلسطيني في الضفة الغربية صار بحاجة لتصريح في كل شيء، حتى لتسيير أمور حياته اليومية، ولحاجاته الإنسانية العادية؛ وقد يصل الأمر في حالة مواصلة الاستخفاف والاستهتار بوجوب الحصول على تصريح للعلاقة الزوجية بنوم الزوج مع زوجته. تحزن القدس وتدمع كل ساعة في شهر رمضان؛ فالمستوطنون يستبيحونها؛ وسط صمت القبور للعرب والمسلمين؛ وصمت مطبق من المجتمع الدولي المنافق؛ ودون أن تخرج ولو مظاهرة واحدة من ملايين المدن والقرى الإسلامية منددة بهذا التدنيس، والمس بأكثر الأماكن قدسية وطهارة لدى الأمة الإسلامية جمعاء. لا يعقل أن يقوم ملياردير يهودي واحد بدعم الاستيطان في القدس بالملايين؛ بينما لا تدعم أمة المليار ونصف، القدس إلا بالخاطبات والتصريحات ما يثلج الصدر؛ ويشكل بصيص نور وسط الظلمات؛ هو منظر عشرات آلاف المصلين من القدس وال 48 والضفة ممن سمح لهم الاحتلال بدخول القدس؛ يملئون باحات المسجد الأقصى، ويصطفون بسلاسة ورتابة ونظام دقيق؛ خلال صلوات التراويح وصلاة الجمعة من شهر رمضان؛ برغم إحاطة مئات الجنود بهم على أسوار القدس والمسجد الأقصى؛ وسط دهشتهم وتمنيهم أن تبتلعهم الأرض. وجب على كل فلسطيني وعربي ومسلم أن يزيد من أجر الصيام بدعم القدس وأهلها، بالأفعالوالأقوال؛ الذين يستصرخون الأمة الإسلامية صباح مساء، فهل من مغيث ومجيب لأهالي القدس المحتلة هذه المرة؟


 

خالد معالي


من نفس القسم دولي