دولي
أوباما يدعو نتنياهو لزيارة واشنطن وتل أبيب تعتبر الخطوة فرصة ذهبيّة لترميم العلاقات
مُطالبة أمريكا بتزويد إسرائيل بأسلحةٍ لضمان تفوقها النوعيّ والكميّ على جميع الدول العربيّة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 جوان 2015
في خطوةٍ لافتةٍ للغاية، كُسف النقاب في تل أبيب صباح أمس الثلاثاء عن أنّ الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، وجّه دعوةً رسميّةً لرئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، لزيارة الولايات المُتحدّة الأمريكيّة والاجتماع معه. وبحسب مُراسل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، الذي أورد النبأ الحصريّ، فإنّه من المتوقّع أنْ تتّم الزيارة في أواسط شهر جويلية القادم، في الخامس عشر أو السادس عشر، أيْ بعد التوقيع على الاتفاق النهائيّ بين مجموعة دول (5+1) وبين الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. ونقلت الصحيفة الإسرائيليّة عن مسؤولين كبار في المستوى السياسيّ في تل أبيب قولهم إنّهم يتوقّعون أنْ يكون الاجتماع بين أوباما ونتنياهو صعبًا للغاية ومتوتًرَا، وذلك على خلفية الاتفاق النوويّ مع إيران، الذي كان أعلن نتنياهو أنّه سيعمل كلّ ما في وسعه من أجل إحباطه وعدم إخراجه إلى حيّز التنفيذ، الأمر الذي أدّى إلى شبه قطيعة بين الرجلين. ولفتت المصادر إلى أنّ الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى واشنطن، كانت في شهر (مارس) المُنصرم، وذلك قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات العامّة في إسرائيل، ولكنّه لم يجتمع إلى الرئيس أوباما، لأنّ الأخير أعلن عن دعم نيتّه دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض للاجتماع، كي لا يُفسّر الأمر على أنّه تدّخلاً أمريكيًا في الانتخابات الإسرائيليّة. علاوة على ذلك، أشارت المصادر في تل أبيب إلى أنّ البيت الأبيض كان قد أعلن عشية الانتخابات الإسرائيليّة عن نيّة الرئيس أوباما دعوة رئيس الوزراء المُنتخب إلى واشنطن لاجتماع عملٍ. ولفتت المصادر الإسرائيليّة أيضًا أنّ توقيت الدعوة التي وُجهت من أوباما لنتنياهو تؤكّد على أنّ الأمريكيين باتوا على قناعةٍ تامّةٍ بأنّ الاتفاق حول الملّف النوويّ الإيرانيّ، سيُوقّع في موعده المُحدد، أيْ نهاية شهر جوان الجاري، وذلك على الرغم من التسريبات حول صعوبات في المفاوضات وتسريبات عن إمكانية تأجيل موعد التوقيع على الاتفاق النوويّ، ومع ذلك، شدّدّت المصادر، على أنّ الزيارة ستتّم قبل أنْ يقوم الكونغرس الأمريكيّ بالمُصادقة على الاتفاق النوويّ مع إيران، وبالتالي، أضافت المصادر إنّ وجهة النظر السلبيّة لنتنياهو حول الاتفاق ستؤدّي إلى تصعيب مهمة إقرار الاتفاق في الكونغرس، حسبما ذكرت المصادر عينها، التي زادت قائلةً إنّ أوباما معنيٌ جدًا باللقاء مع نتنياهو، ومعنيٌ أكثر بإصدار بيانٍ مشتركٍ مع نتنياهو بعد انتهاء الاجتماع أمام كاميرات وسائل الإعلام. وتابعت المصادر الإسرائيليّة قائلةً إنّ زيارة نتنياهو لواشنطن تُعتبر فرصةً ذهبيّةً للدولة العبريّة لكي تقوم بترميم العلاقات مع الإدارة الأمريكيّة، مُشدّدّةً على أنّ التوتّر في العلاقات الثنائيّة أدّى إلى تآكل قوّة الردع الإسرائيليّة، بسبب الانطباع السائد اليوم أنّ واشنطن وتل أبيب لا تقومان بالتنسيق بينهما فيما يتعلّق بالتطورات السياسيّة. علاوة على ذلك، لفتت المصادر إلى أنّ الزيارة تُشكّل فرصة لترتيب الأوراق السياسيّة بين الدولتين الحليفتين، وبالتالي لم يستعبد كبار المسؤولين السياسيين في تل أبيب، كما أشارت الصحيفة، أنْ يتّم الإعلان عن مبادرة لتحريك ما يُسّمى بالعملية السلميّة بين الإسرائيليين والأمريكيين، بالإضافة إلى التنسيق حول صدّ الهجوم ضدّ إسرائيل في المحافل الدوليّة، على ضوء تنامي المُقاطعة لدولة الاحتلال. وكشفت الصحيفة أيضًا، نقلاً عن المصادر نفسها، كشفت النقاب عن أنّه بعد مرور عدّة أسابيع على زيارة نتنياهو إلى واشنطن، سيقوم وزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه يعلون، بزيارة إلى وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون)، حيث سيحّل ضيفًا على وزير الدفاع الأمريكيّ أشتون كارتر. وقال المراسل فيشمان إنّه في حال تمّت الزيارتين الاثنتين لنتنياهو ويعلون بعد توقيع الاتفاق النوويّ مع إيران، والذي بموجبه ستُلغى العقوبات المفروضة على إيران، وستُوقّع اتفاقيات أمريكيّة خليجيّة، وتحديدًا سعوديّة، لتزويد هذه الدول بالأسلحة، فإنّ المسؤولين الإسرائيليين سيُطالبان برزمة تعويضات عسكريّة وأمنيّة، والتي تهدف إلى توسيع النوعيّ والكميّ لإسرائيل على كلّ الدول العربيّة مجتمعةً. وأشارت الصحيفة إلى أنّ تداعيات الاتفاق النوويّ مع إيران على الأمن القوميّ الإسرائيليّ تمّ النقاش فيها خلال زيارة مدير جهاز الاستخبارات المركزيّة الأمريكيّة (CIA)، جون برينن إلى إسرائيل قبل أسبوعين، ولفتت الصحيفة إلى أنّ الموضوع الرئيسيّ الذي دار في المحادثات التي أجراها في تل أبيب كان الملّف النوويّ الإيرانيّ، والاتفاق المتبلور بين الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وبين مجموعة دول (5+1)، علاوة على ذلك، قال مُوظفان رفيعان في الخارجيّة الإسرائيليّة، إنّ برينن ناقش مع نظرائه في تل أبيب ما أسمته المصادر بتل أبيب التورّط الإيراني في العمليات الـ”أرهابيّة” وسعيها غير المُتوقّف لزعزعة الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
ع. ع