دولي

مصر وغزة

القلم الفلسطيني

 

 

تثار مجدداً العلاقة الشائكة بين مصر وغزة، وخاصة بعد الخطوات التي حدثت خلال الأيام الأخيرة، وبينها خطوة فتح معبر رفح، ولو كانت استثنائية، وكذلك خطوة إدخال جزء قليل من كميات الاسمنت المصري، في إطار تسهيل إعادة إعمار قطاع غزة، بعد مرور عام على العدوان الإسرائيلي الذي تسبب في هدم 10.000 منزل هدما كليا، وتضرر 20.000 منزل. تأتي هذه الخطوات الإيجابية في وقت مهم، ويحمل رسائل إيجابية نحو ضرورة القيام بخطوات أكثر إيجابية، يتقدمها إعادة فتح معبر رفح بشكل دائم نحو إنهاء معاناة المواطنين، وخاصة أنه ثبت بالدليل أن عمل معبر رفح لا يتسبب بأي قلق أمني لمصر. القرارات الأخيرة لمصر تجاه غزة وحركة حماس، تدعو لضرورة ترتيب العلاقة بين الجانبين في إطار تسوية تمنع التصعيد الإعلامي والتحريض تجاه غزة، والقيام بخطوات إيجابية تساهم في تطوير تلك العلاقة وإعادتها لسابق عهدها، وفي أدناها السير على العلاقات التي كانت قائمة في ظل حكم المجلس العسكري أو نظام مبارك السابق. على الرغم من أن الفلسطينيين يرغبون بأكثر من ذلك، لكنهم في ظل الأوضاع الحالية يطلبون الأدنى، من باب تصحيح العلاقة وإزالة ما سادها من حملات تحريض غير مبررة، ساهم فيها بعض وسائل الإعلام المصرية، وبعض الشخصيات التي تدخل في عداء مع جماعة الإخوان في مصر، وتصدير الأزمة الداخلية نحو الخارج. جهاز المخابرات المصرية المخول بالتواصل مع الجهات المعنية في غزة، أصبح لديه قناعة بأن استمرار الضغط على قطاع غزة يقود نحو انفجار يعيد التوتر للمنطقة، وهو ما لا ترغب به في هذه المرحلة، وأن سياسة إقصاء حركة حماس عن الساحة الفلسطينية سياسة فاشلة لا تؤتي نتائج، وخاصة أن الاحتلال شن ثلاثة حروب كانت نتيجتها الفشل والعجز، وهذا ما يعبر عنه نظراؤها في قيادة الاحتلال الإسرائيلي. ترى السلطات المصرية أن بديلها عن حماس، لم يعد ذا صلة، والمعني هنا محمود عباس، وأن حقبة عباس قد انتهت وهناك حاجة لإيجاد بديل فلسطيني، وتدرك أن الأمر لا يمكن أن يتم بدون رأي حمساوي وموافقة تضمن وجود خليفة قوي، يقوم بدوره ويواجه الفشل والعجز اللذين تسبب بهما وجود محمود عباس في رئاسة السلطة. حماس يبدو أنها تتعاطى بإيجابية مع الخطوات المصرية من خلال القيادي المشهور بدبلوماسيته موسى أبو مرزوق، مما يمهد لخطوات تنعكس إيجاباً على علاقة مصر مع غزة، وتحقق أكثر من هدف لطرفي المعادلة، بحيث تعيد مصر دورها في القضية الفلسطينية، ولا تكون في موضع عداء مع أحد الأطراف المهمة فلسطينياً، وفي نفس الوقت مساعدة حركة حماس على ترتيب إدارة قطاع غزة، في ظل غياب حكومة التوافق، التي أصبح بحكم المؤكد أنها لا تتقدم خطوة تجاه القيام بدورها في غزة.


إياد القرا

من نفس القسم دولي