دولي

المحكمة العليا الأمريكيّة تُوجّه صفعةً مجلجلةً لتل أبيب لعدم اعترافها بسيادة إسرائيل على القدس

رفضت قرار الكونغرس والتأكيد على صلاحية الرئيس الحصريّة

 

 

تلقّت إسرائيل صفعة مجلجلة من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، بعد أنْ قررت المحكمة العليا في واشنطن أوّل من أمس، الاثنين، لرئيس الولايات المتحدة، وليس الكونغرس، السلطة الحصرية للاعتراف بسيادة أجنبية، ما يعني أنّ قرار تحديد وضع القدس على جواز سفر ما يعود إليه، أيْ للرئيس.والصفعة مُدّويّة لأنّها تؤكّد للإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، أنّ المساعي الإسرائيليّة لسنّ قوانين في الكونغرس الأمريكيّ بهدف تقليص صلاحيات الرئيس الأمريكيّ باءت بالفشل، علاوة على ذلك، فإنّ رفض المحكمة تسجيل الإسرائيليّ بأنّه مولود في القدس هي الجزء الثاني من الضربة، وتحديدًا جاءت بمثابةٍ رسالة أمريكيّة حادّة كالموس بعدم اعتراف الإدارة الأمريكيّة بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما يتشدّق ليلاً نهارًا أركان الدولة الإسرائيليّة. وهكذا، بعد مرور نحو ثمانية أشهر من المداولات حسمت المحكمة العليا في نهاية المطاف هذا الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية حول قضية أمريكيّ ولد في القدس في العام 2002 لوالدين أمريكيين، وأراد أنْ يذكر القدس، إسرائيل في جواز سفره، وهو ما كان الكونغرس سمح به، خلافًا لرأي وزارة الخارجية والرئيس السابق جورج بوش. وبحسب موقع (تايمز أوف أزرائيل) فإنّ القرار كان متوقعًا جدًا ولاسيما أنّ الجلسة جرت في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) 2014. وقد أيد ستة من القضاة التسعة في المحكمة العليا صلاحية الرئيس في هذه المسألة باعتبار أنّ قانونًا فدراليًا صادرا في العام 2002 يتطاول على القرار الدائم للسلطة التنفيذية لرفض الاعتراف بسيادة في موضوع القدس. ونصّ القرار الذي تلاه القاضي انطوني كينيدي على أنّ هذا الإجراء يُرغم الرئيس عبر وزير خارجيته على تعريف مواطنين مولودين في القدس بناء على طلبهم بأنهم مولودون في إسرائيل، في حين أنّه على صعيد السياسة الخارجية للولايات المتحدة لا يعترف بسيادة إسرائيل ولا أي دولة أخرى على القدس. وقد صوت القضاة الثلاثة من الطائفة اليهودية مع القرار. في المقابل، صوت رئيس المحكمة العليا جون روبرتز ضدّ القرار رغم أنّ الرئيس جورج بوش هو الذي عينه، معتبرا أنّ هذا القرار سابقة: فالمحكمة لم تقبل مطلقًا تحديًا مباشرًا من رئيس لقرار صادر عن الكونغرس في مجال السياسة الخارجية. ويجيز القانون الفدرالي الذي وقعه الرئيس السابق في 2002 لأيّ مواطن أمريكيّ مولود في القدس بذكر إسرائيل على جواز سفره. لكن الرئيس بوش أرفق توقيعه بإعلان يدين تحديدًا هذا المرور المفروض عبر الكونغرس، الذي يشير إلى أنّ المدينة المقدسة عاصمة الدولة العبرية، معتبرا إياه تدخلاً غير مقبول في صلاحية الرئيس الدستورية لإدارة السياسة الخارجية للبلاد. ورحب المتحدث باسم الخارجية الأمريكيّة، جيفري راتكي، بقرار المحكمة العليا، معتبرًا أنّه يؤكد سلطة الرئيس الراسخة منذ وقت طويل في قيادة الدبلوماسية والسياسة الخارجية. بدوره، أشاد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة معن رشيد عريقات بقرار المحكمة، واصفًا إيّاه بأنّه خبر مشجع ودفع إضافي للجهود الدولية لوضع حد للنزاع الإسرائيليّ الفلسطينيّ. في المقابل، قال وزير شؤون الاستيعاب في الحكومة الإسرائيلية زئيف الكين ردًا على القرار إنّ القدس عاصمة إسرائيل وستبقى كذلك إلى الأبد، على حدّ تعبيره. ودعا الوزير الإسرائيليّ الإدارة الأمريكيّة إلى قبول ما أسماها بالحقيقة البسيطة وهي قاعدة أساسية للتراث اليهودي، وبالمناسبة للتراث المسيحي كذلك، أنّ القدس في قلب ارض إسرائيل والعاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، حسبما قال للموقع الإسرائيليّ. جدير بالذكر أنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة تتبع سياسة ثابتة، عمرها أكثر من ستين عامًا، فيما يتعلق بالقدس، إذ تعتبرها واشنطن منطقة محايدة لا تتبع لأي من السلطتين الفلسطينية أو الإسرائيلية، برغم محاولات الأخيرة المستمرة لثني الإدارات الأمريكية المتعاقبة عن السياسة المتبعة بهذا الشأن.


من نفس القسم دولي