دولي
غزة.. إحصائيات صادمة تنذر بـ"انفجار" قريب
حياة قاتمة لقرابة مليوني مواطن
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 جوان 2015
لم تكن الأرقام والإحصائيات الصادرة عن مؤسسات أمميّة، ودولية بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة صادمة كما هو الحال هذه الأيام، حيث تكشف عن حياة قاتمة لقرابة مليوني مواطن، قد تدفع إلى ما وصفه مراقبون فلسطينيون بـ"الانفجار" في وجه كل شيء.
عبد الستار قاسم، الكاتب الفلسطيني، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت برام الله في الضفة الغربية، قال لمراسلة الأناضول إن "الوضع الإنساني في قطاع غزة، وصل إلى مرحلة غير مسبوقة من التدهور". وتابع "هناك أرقام مخيفة تحذر من ارتفاع معدلات البطالة، والفقر، بالتزامن مع انعدام أي حلول سياسية، وتأخر إعمار ما خلفته الحرب الإسرائيلية، نحن نتحدث عن قنبلة موقوتة من الغضب والإحباط قد تنفجر في أي لحظة"، مضيفا أن "ما تصدره المؤسسات الدولية من أرقام عبارة عن رسائل تحذير، يجب أن تلتقطها كافة الأطراف لمنع تدهور الأوضاع والوصول إلى انفجار قريب في قطاع غزة".
الانفجار
وحذر قاسم: "في غزة يتولد شعور يومي لدى السكان، بأنه ليس هناك ثمة ما يخسرونه، وهو ما قد يدفعهم للانفجار في اتجاه الحدود مع مصر، أو إسرائيل، أو يثورون على من يحكمهم من مختلف الفصائل".وفي زيارته إلى غزة الاثنين الماضي، وصف وزير الخارجية الألماني فرنك ولتر شتاينماير الأوضاع داخل القطاع بـ"برميل بارود"، قائلاً خلال مؤتمر صحفي عقده في ميناء غزة "الوضع بغزة قاسٍ جدا، ولا يجوز أن يستمر أبدا، القطاع برميل بارود، ولا يجوز أن ينفجر، أو السماح بذلك". وأضاف وزير الخارجية الألماني، إنه يعمل مع مسؤولين فلسطينيين و"إسرائيليين" على تغيير الواقع المأساوي في قطاع غزة، ومنع تكرار حرب أخرى مع "إسرائيل"، على حد قوله.
تحذير أممي
بدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من تداعيات استمرار الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، وقال في كلمة له الأربعاء في نيويورك بمناسبة ذكرى مرور 65 عاماً على تأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "غزة على فوهة بارود،علينا ببساطة بذل المزيد من الجهد لمواجهة هذا التحدي". وفي 22 ماي الماضي، أصدر البنك الدولي، بيانا قال فيه إنّ "نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت إلى 43 %، وهي الأعلى في العالم، في حين ارتفعت البطالة في صفوف الشباب إلى ما يزيد عن 60% بحلول نهاية عام 2014، وهو أمر يدعو للقلق".
ستين لو يورجينسون المدير الإقليمي للبنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفت كذلك إلى أن "تعتبر أرقام البطالة والفقر في قطاع غزة مقلقة جداً والتوقعات الاقتصادية مزعجة نظراً لعدم قدرة الأسواق القائمة في القطاع على توفير فرص عمل، مما ترك شريحة واسعة من السكان ولا سيما الشباب في حالة من اليأس".وأضاف "تسبب الحصار المستمر وحرب عام 2014 بآثار مدمرة على الاقتصاد في قطاع غزة وعلى معيشة الناس".
وضع كارثي
ماهر الطباع، مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية بغزة، أشار بدوره إلى أن وضع القطاع "كارثي، ووصل إلى حافة الانهيار التام".وأضاف الطباع في تصريحات للأناضول، إن "سكان قطاع غزة يعيشون أوضاعا أسوء مما يتخيلها بشر"، مردفاً "قطاع غزة يدخل مرحلة ما بعد الموت السريري حيث أن القطاع بات نموذجا لأكبر سجن بالعالم، بلا إعمار، بلا معابر، بلا ماء، بلا كهرباء، بلا عمل، بلا دواء، بلا حياة، بلا تنمية".وتابع "هذه المؤشرات وتضييق الخناق على قطاع غزة، تنذر بأن الانفجار قادم، في حال لم يتم الضغط على إسرائيل لإنهاء حصارها والبدء في إعمار ما خلفته الحرب الأخيرة".ومنذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في جانفي 2006، تفرض "إسرائيل" حصارًا بريا وبحريا على غزة.وقد أدت الحرب "الإسرائيلية" على غزة صيف عام 2014 إلى انخفاض ناتج النمو المحلي الإجمالي لقطاع غزة بنحو 460 مليون دولار، وكانت قطاعات الإنشاءات والزراعة والصناعة والكهرباء الأكثر تأثراً، مع انخفاض الناتج بنسبة 83 % في قطاع الإنشاءات في النصف الثاني من عام 2014، وبنسبة 50 % تقريباً في بقية القطاعات، وفق إحصائيات للبنك الدولي.وترصد بيانات البنك الدولي أن "سكان غزة يعانون من سوء الخدمات العامة الأساسية وتدني جودتها، مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي، ويحصل نحو 80 % من سكان القطاع على شكل من أشكال الإعانة الاجتماعية، ولا يزال 40 % منهم يقبعون تحت خط الفقر"معين رجب أستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة الأزهر بغزة، ذكر أن "التقارير والمؤشرات الاقتصادية الصادرة من مؤسسات دولية ومحلية صادمة، وتنذر بخطورة شديدة في القطاع،خاصة مع غياب الإصلاح والتنمية والإعمار، ما قد يدفع السكان نحو مزيد من الإحباط، واليأس، وهو ما يجعل الوضع قابلا للانفجار".واستدرك بالقول إن "إنعاش الوضع الإنساني في غزة، كفيل بمنع أي تدهور ميداني، ويمنع تجدد الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
ع.ع