دولي

البرغوثي ومفاوضات الأسرى بوسيط جديد

القلم الفلسطيني

 

تصريح المحلل العسكري في صحيفة هآرتس العبرية عاموس هرئيل حول بحث إسرائيل عن وسيط جديد خلفاً للدور المصري في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس لم يمر مرور الكرام، بل حمل مؤشرات واضحة تزامنت مع جملة من الأحداث فيما يتعلق بقضية الأسرى.هرئيل الذي تحدث في مقالته بصحيفة هآرتس العبرية بأنه لا يمكن لإسرائيل الاعتماد على الوساطة المصرية فحسب، لأن علاقة القاهرة اليوم بحركة حماس في أسوأ حالاتها وذلك بعد وضع النظام الجديد مهمة القضاء على جماعة الإخوان المسلمين نصب أعينه حيث يرى في حماس امتداد للجماعة.هذا التصريح الذي يلمح لبحث إسرائيل عن وسيط جديد للمفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس تلاه ردود فعل من الأخيرة لا أجزم بأنها مقصودة إلا أن الدلالات تشير إلى أنها موجهة ومدفوعة.فتصريح أحد أيقونات المقاومة داخل سجون الاحتلال القائد الكبير في كتائب القسام عبد الله البرغوثي وتوجيهه لقيادة حركة حماس وكتائب القسام بالتمهل في صفقة التبادل بشكل علني لها مدلولات كبيرة، فالرجل كان بإمكانه إصدار هذا التوجيه دون أن يخرج للعلن طالما لديه وسيلة تواصل مع قيادته، وهذا ما يفسر أن هذا الأمر موجه.لو أن أي أسير آخر هو من أجرى الاتصال وأرسل مثل هذه الرسائل القوية التي قال فيها البرغوثي "أوجه رسالة لحركة حماس وجناحها العسكري بعدم التسرع، فنحن صابرون صامدون كما عهدتمونا" لما كانت ردة الفعل الإسرائيلية عليه بهذا الشكل لأن هذا الأسير مازالت ترى القيادة الأمنية الإسرائيلية أنه يجب أن يبقى في العزل الانفرادي لأن لديه قدرات على التجنيد والتوجيه وهو داخل زنزانته.من اللافت ذكره أن البرغوثي هو لاعب سابق في صفقة وفاء الأحرار في العام 2011 حسبما كشفت محامية مؤسسة مانديلا بثينة دقماق التي التقته في محبسه بتاريخ 7-9-2011، في عزل ريمون حيث كشف لها عن مجريات المفاوضات التي أجراها داخل السجون مع مسئول ملف شاليط في حكومة الاحتلال.حديث البرغوثي خلال مقابلته السابقة مع دقماق كان يدل على ارتباطه بقيادة كتائب القسام عندما أخبرها أنه أبلغ المفاوض الاسرائيلي بشكل واضح بأنه إما أن تقبل (إسرائيل) أو ترفض وإن القرار والكلمة الفصل بهذا الخصوص تعود لقيادة الحركة العسكرية وحدها فقط، وإنه يتحمل كامل المسؤولية عن هذا الكلام ولا يسمح لأحد بالتراجع أو الخروج عنه.كلام البرغوثي السابق يفسر مسارعة الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة للرد على حديث البرغوثي بتغريدة على موقع التواصل الاجتماعي التي قال فيها "عبد الله البرغوثي. حريتكم واجب والتزام، وسجّانكم إلى زوال"، فهذا الرد يشير لتجاوب قيادة القسام مع هذه الرسالة العلنية كأن تناغماً جرى في هذه القضية.حديث المفاوض الفلسطيني وتجاوب القسام معه أثار جنون الجهات الأمنية والسياسية في إسرائيل والتي فهمت معنى مثل هذه الرسالة التي ستستخدمها حماس في مفاوضات قريبة كورقة جديدة على أنها ليست على عجل في أمرها من الصفقة.قرب المفاوضات يستدل عليه من أمرين هما حديث هرئيل الذي ألمح إلى أن إسرائيل لا يمكنها تحمل تخلي مصر عن دورها في الوساطة والأمر الثاني في وصول وفد ألماني رفيع المستوى لإسرائيل ولقطاع غزة أمس واليوم.

وبحسب موقع واللا العبري فإن وزير خارجية ألمانيا سيقوم بزيارة غزة اليوم الاثنين لعدة ساعات وبشكل مفاجأ، حيث يعتقد أن هذه الزيارة لها علاقة بقضايا تخص بالمفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، خاصة أن للوسيط الألماني دور سابق في صفقة وفاء الأحرار التي جرت في العام 2011.حماس هي من يدير غزة ولا يمكن لأي زائر أن يأتي إلا بعلمها وتنسيقها، والتزامن مع رسالة البرغوثي وزيارة وزير الخارجية الألماني يبدو أنه ليس مصادفة.اذاً المفاوضات انطلقت بقوة بشكلها غير المباشر وبوسيط جديد فيما لن تستبعد إسرائيل دور عبد الله البرغوثي فيها أيضاً لتحمل مؤشرات مبشرة للأسرى ولقطاع غزة، فالطبخة تتقلب على نار هادئة وقريباً ستنضج.


 

أيمن الرفاتي


من نفس القسم دولي