دولي

إسرائيل: التصويت في الفيفا بمثابة حربٍ عالميّة

نتنياهو يؤكّد أنّ اتخاذ القرار يعني نهاية الاتحاد

 

 

يقول المثل العربيّ العاميّ إنّ الصراخ على قد الوجع، وهذا المثل ينسحب على إسرائيل الرسميّة، التي دخلت إلى حالةٍ من الهستيريا، على ضوء المطلب الفلسطينيّ بتعليق عضويتها في الاتحاد العالميّ لكرة القدم (FIFA)، والذي من المُقرر أنْ يجري التصويت عليه الجمعة، وفي هذا السياق، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) في عنوانها الرئيسيّ صباح الجمعة هل نحن أمام تسونامي سياسيّ ودبلوماسيّ ضدّ إسرائيل يبدأ من ملعب كرة القدم، في حين وصف رئيس الاتحاد العام لكرّة القدم في إسرائيل، عوفر عيني، ما يجري في سويسرا بأنّه بمثابة حربٍ عالميّةٍ. وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّه بحسب المعلومات التي حصلت عليها فإنّ الفلسطينيين لم يتمكّنوا من الحصول على أغلبية لتمرير مشروع قرارهم بتعليق عضوية إسرائيل، وأوضحت الصحيفة أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، صرّح بأنّه في حال تعليق عضوية إسرائيل، فإنّ منظمة الفيفا ستتحطّم، على حدّ وصفه. علاوة على ذلك، تقوم الدولة العبريّة بتعزيز الاستعدادات قُبيل التصويت الفلسطيني في مؤتمر الفيفا على تعليق مشاركتها في الاتحاد، وتُحاول تحويل الانتقادات إلى قطر. علاوة على ذلك، يسعى الإعلام الإسرائيليّ، المًتطوّع لصالح ما يُسّمى بالإجماع القوميّ الصهيونيّ، إلى استغلال قضية الفساد التي اعتُقل خلالها قبل يومين ستة من كبار مسؤولي الفيفا في سلسلة من الشبهات، ومن بينها تلقي رشاوي مقابل استضافة كأس العالم في روسيا وقطر، الأمر الذي دفع الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتن، إلى مهاجمة الولايات المُتحدّة الأمريكيّة بألفاظٍ قاسيةٍ جدًا. وظهر في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأكبر والأقدم هذا العنوان: إسرائيل تجنّد لمكافحة قضية الفساد التي عصفت بالفيفا أمس ومسؤولون سياسيون يتّهمون: قطر تشتري الأصوات للتصويت ضدّنا كما أنّها اشترت وفقًا للاشتباه أصوات في التصويت على استضافة كأس العالم. وقد أكّدت الصحيفة أيضًا على أنّ تلك الأحداث قد بادر إليها رئيس الاتحاد الفلسطيني، جبريل الرجوب، تكريمًا للشهيدة الفلسطينيّة دلال المغربي، التي شاركت في قتل 35 إسرائيليًا من بينهم 12 طفلا عام 1978. بالإضافة إلى ذلك، نشر عضو الكنيست يائير لبيد، رئيس حزب “هناك مستقبل” ووزير المالية سابقًا، في حسابه على الفيس بوك هذا المنشور، الذي يشير إلى انعدام العدالة في مقاطعة إسرائيل: من الذي لا يُهدّده اتحاد الفيفا لمقاطعته؟ القتل في سوريّة: ربع مليون قتيل، 4 ملايين لاجئ، استخدام الغاز السام ضدّ السكان المدنيّين، قتل الأطفال الجماعي. إيران: قمع وحشي للأقلية السنية، إعدامات، تمويل للإرهاب في جميع أنحاء العالم، قمع عنيف للنساء، القضاء على المثليين، العضو الوحيد في الأمم المتحدة الذي يهدّد علنًا بإبادة عضو آخر. السعودية: عشرات الإعدامات كل شهر. إريتريا: الآلاف من سجناء الرأي والسجناء السياسيين تم اعتقالهم دون محاكمة ويمرّون بتعذيب مروّع في السجون.‎‎السودان: آلاف القتلى، تشريد مليوني شخص من منازلهم. ولكن الفيفا، أضاف وزير الماليّة الإسرائيليّ السابق، ستجري اليوم نقاشًا حول إمكانية مقاطعة إسرائيل تحديدًا، الدولة الوحيدة في العالم التي اعتاد جيشها على تحذير أعدائه قبل القصف، والتي تُحافظ على القانون الدولي، والتي أطلق تنظيم إرهابي السنة الماضية باتجاهها الصواريخ عشوائيًا، والتي تجلس أقليّاتها في البرلمان وهي متساوية الحقوق. وخلُص الوزير الإسرائيليّ السابق إلى القول: هذا ليس نفاقا فحسب، إنّه جنون، على حدّ تعبيره. وأشارت المصادر الإسرائيليّة إلى أنّ الاتحاد الأوروبيّ (UEFA)، الذي يضم 53 دولة، قد أعلن تأييده لإسرائيل ورفض المشروع الفلسطينيّ. وعبّر المسؤولون الإسرائيليّون أيضًا عن خشيتهم العميقة من أنّ الكشف عن دفع رشاوي في الفيفا لاستضافة المونديال في جنوب إفريقيا، روسيا وقطر، قد لا يمنع الدول، وفي مُقدّمتهن، قطر، من استغلال الأمر ودفع الرشاوى للدول لكي يُصوتوا إلى جانب القرار الفلسطينيّ، خصوصًا وأن الإشاعات تؤكّد على أنّ هذه الدولة الخليجيّة قامت بدفع الأموال الباهظة من أجل استضافة المونديال في قطر بحلول العام 2020. وكشفت المحافل في تل أبيب النقاب عن أنّ إسرائيل قامت بتجنيد جميع السفراء والقناصل والممثلين في جميع دول العالم للمُشاركة في الحملة الإسرائيليّة لمنع تعليق عضويتها في الفيفا. علاوة على ذلك، قالت الصحيفة إنّ نائب رئيس الوزراء الإسرائيليّ، سيلفان شالوم، ناقش الأمر مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبيّ، فيديريكا موغرييني، وقال لها إنّه من الممنوع على أوروبا السماح بتمرير المشروع الفلسطينيّ، لأنّ الخطوات الأحادية الجانب تُبعد السلام مع الفلسطينيين، على حدّ تعبيره.

ع.ع

من نفس القسم دولي