دولي

روايات "مفاوضات حماس وإسرائيل"... عنوان حملة جديدة قديمة

رغبة لدى عباس باحتكار المفاوضات مع الاحتلال

 

 

تواصل السلطة الفلسطينية ومعها حركة "فتح" وبعض فصائل منظمة التحرير تحريك ما يُحكى عن مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" في إطار الصراع الفصائلي الفلسطيني، على الرغم من نفي "حماس" وجود مثل هذه المفاوضات. وصار الحديث الفتحاوي ومن بعض اليسار الفلسطيني عن مفاوضات "حماس" وإسرائيل، بوتيرة شبه يومية بهدف "الإساءة للحركة" كما تقول مصادر "حماس". ونقلت وسائل إعلام فلسطينية، عن الرئيس، عباس، قوله في العاصمة الأردنية عمان، قبل يومين، إنه يحمل في سيارته ملفاً يحتوي محضراً متكاملاً عما سماه "الاتصالات السرية بين الإسرائيليين وحركة حماس"، مشيراً إلى أنّ الاتصالات "تحصل بالعتمة وبعيداً عن الأضواء" مع أنّ حماس تستمر فيما سماه "المزاودة على السلطة".أعاد عباس إحياء نظريته عن مفاوضات الحركة مع إسرائيل من بوابة جثة جندي للاحتلال وذكر عباس، بأنّ "مدخل الاتصالات السرية بين حماس وإسرائيل، هو رفات جندي إسرائيلي من أصل أثيوبي موجود في غزة وعبر قناة يهودية أثيوبية، وهي اتصالات تتطور وتناقش إطاراً سياسياً" على حد تعبيره. ويقول القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان لـ"العربي الجديد"، إنه ليس هناك أي مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، وإنّ "حماس" لا تفاوض المحتل إلا من خلال البندقية، متهماً السلطة وحركة "فتح" بإشاعة هذه الأخبار للقول بأننا جميعاً نفاوض الاحتلال. ويشير رضوان إلى أنّ السلطة تريد القول، إننا "في الأمر (المفاوضات) سواء" وإنّ هناك مفاوضات مع الطرفين، لكن المقصود مما تريده هو الإساءة إلى "حماس" والمقاومة، مؤكداً، أنّ حركته لن "تجرب ما جربته السلطة الفلسطينية ولم يحقق شيئاً للشعب الفلسطيني". ويؤكد القيادي في "حماس" أنّ منظومة السلطة الفلسطينية بمكوناتها التابعة لها، وبعض الفصائل في المنظمة هي التي تروج مثل هذه الأخبار، لضرب شعبية حركته في ظل الحاضنة الشعبية الكبيرة لها. وهم يعلمون أنّ هذه الادعاءات محض افتراءات وأكاذيب، ولكن يصرون على ترويجها ظناً أن يؤثر ذلك على شعبية الحركة ومواقفها. في هذه الأثناء، يشير مدير مركز "أبحاث المستقبل" في غزة، المحلل السياسي، إبراهيم المدهون، إلى خوف وقلق يعتريان السلطة الفلسطينية من أنّ تجري فعلاً مفاوضات بين "حماس" وإسرائيل، فالسلطة معنية أنّ تحتكر هذا الأسلوب وتحرم "حماس" هذه الورقة على حد تعبيره. ويقول المدهون إنّ الواقع السياسي المعقد والتغيرات العربية المتسارعة كلها تصب في اتجاه، أنّ تكون هناك تفاهمات ومفاوضات مع الاحتلال، والرئيس عباس خصوصاً يريد أن يُبقي على احتكار ملف المفاوضات، واحتكار تمثيل الشعب الفلسطيني. ويشير الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إلى أنّ "حماس" تعتقد أنها تمتلك بعض الخيارات غير المفاوضات، وهي التي يمكن أنّ تؤتي ثماراً للمفاوضات، لأن التجربة أثبتت أنّ الاحتلال استغل اعتماد السلطة الفلسطينية والمنظمة على المفاوضات كخيار وحيد دون خيار مساند. ويقول إنّ هناك أطرافا اقليمية وعربية تسعى لدفع "حماس" للدخول في المعترك السياسي بقوة، وأنّ "حماس" حتى اللحظة لم تستجب لهذه الضغوط وتسير في هذا الأمر بشكل حذر جداً، وخصوصاً لأنها لا تريد أنّ تكرر التجربة الفاشلة التي خاضتها منظمة التحرير خلال أكثر من عشرين عاماً. ويلفت المدهون إلى أنّ هناك تفهماً من أصدقاء "حماس" الإقليميين والعرب من تخوفاتها ومن بعض اشتراطاتها، خصوصاً أنهم يدركون أنّ الاحتلال ليس لديه نية في تقديم تنازلات حقيقية للفلسطينيين الآن. ويعتقد المدهون أنّ قواعد "حماس" غير مهيأة بالكامل لمفاوضات مباشرة مع إسرائيل، لكن باتت هناك شريحة من النخبة الحمساوية على قناعة أنّه لا بد من خوض هذه التجربة، لكن بشكل مختلف عن منظمة التحرير وحركة "فتح".


من نفس القسم دولي