دولي
"شهداؤنا" على مقصلة الإعدام!
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 ماي 2015
لولا أنَّ المحكمة المصرية تمثل جهة رسمية في الدولة المصرية، لتوقعت أن يكون ما حدث من محاكمة لشهداء وأسرى فلسطينيين، كاميرا خفية أنتجها مخرج مصري ضليع -مثل قاضي المحكمة تماماً- في صناعة المقاطع الهزلية، "والمقالب المضحكة"، ولكنه ضحك كالبكا! هذا المقال ليس تدخلاً في الشأن المصري، وليس مرافعةً أمام محكمة تفتقر إلى أدنى درجات الموضوعية والعدالة. كيف أرافع عن قامات فلسطينية كبيرة، جاهدت في الله حق جهاده، فدوّخت العدو، وزلزلت أركانه ببطولات قادها في تسعينيات القرن الماضي الفدائي البطل، قائد عمليات الثأر المقدس، حسن سلامة صاحب أطول حكم وأطول عزل انفرادي في سجون العدو الصهيوني، المحكوم بــ 48 مؤبداً وعشرين سنة، قضى منها تسع عشرة سنة فقط، ولا يزال قيد الاعتقال، وهو ذاته "المتهم" الذي أصدرت محكمة مصرية بحقه حكم الإعدام، في ذكرى اعتقاله التي كانت في 17/5/1996. عندما بدأت محاكمة القائد الأسير حسن سلامة قبل شهور قال: "إنَّ السجن (يقصد السجن الصهيوني) تحوَّل إلى حالة من النكات والتندر بين المعتقلين بعد سماعهم لهذا الخبر". ما أبلغ ردك أيها الجبل الشامخ. حسن سلامة المتهم بقتل العشرات من الصهاينة، وإصابة المئات، عندما حاكمه العدو على ما قام به من سلسلة عمليات حملت اسم "الثأر المقدس"، رداً على اغتيال الشهيد يحيى عياش، لم يحكم عليه بالإعدام مما يجعل إمكانية الإفراج عنه محتملة في عملية التبادل القادمة، تماماً كما حدث مع 1047 أسيراً وأسيرة حررتهم المقاومة. أما القضاء المصري، فقد لفّق للأسير القائد تهمةً باطلة، ثم حكم عليه بالإعدام! أهذا هو الدور الذي تبذله العواصم العربية لتخليص أسرانا من سجون العدو الصهيوني، أم هذه هي أوسمة البطولة والشرف التي يضعونها على صدور الأبطال، الذين ينوبون عن الأمة كلها في الجهاد ضد العدو الصهيوني. المتهمون الآخرون، أحياء عند ربهم يرزقون، على رأسهم القائد الشهيد رائد العطار، وهو غنيٌّ عن التعريف، لكنني هنا أدعو القاضي الذي نطق بالحكم المهزلة أن يقرأ ما قاله وكتبه الصهاينة عن هذا الفارس الشهم الذي ترجل في معركة العصف المأكول عام 2014م، اقرؤوا إن كنتم تعقلون، وحينها فلتخبروا شعبنا، بل أمتنا، على ماذا حاكمتم شهداءنا العظماء؟ هل حوكموا على جهادهم واستبسالهم وشهادتهم؟
كيف يتقبل القضاء المصري أن يصدر حكماً بالإعدام على فرسان أعدمهم العدو، حين نفذت طائراته الغاشمة الحكم بحقهم؟ هل علينا أن نسلمهم جثامين الشهداء الأبرار، كي يقوم القضاء المصري بعملية إعدامهم مجدداً؟ أم علينا أن نسلمهم القائد الأسير حسن سلامة بعد تحريره مباشرةً، كي يقوموا بإعدامه؟! إن مصر بهذا الحكم المهزلة، لا تحاكم شهداءنا وأسرانا فحسب، ولكنّها تحاكم غيابياً كل من يحمل البندقية، ويتبنى المقاومة فكرة وسلوكاً لتحرير الأرض والإنسان. فهنيئاً للاحتلال الصهيوني بهذا القضاء الشامخ، وبتلك الأحكام الظالمة.
"إنني لا أعلم الغيب
ولكن، صدقوني:
ذلك الطربوش من ذاك "النظام"!
مع الاعتذار للشاعر أحمد مطر.