دولي

مناقصة لنقل ملكية مواقع فلسطينية في القدس القديمة للمستوطنين

الاحتلال يسعى إلى طمس المعالم العربية والإسلامية بالمدينة بشتى الوسائل

 

 

أعلنت شركة ما يسمى بـ"ترميم وتطوير حارة اليهود" في البلدة القديمة بالقدس المحتلة عن مناقصة لاستدراج عروض لتنفيذ عملية تخمين لعدد من المناطق في البلدة، إيذانًا ببدء نقل ملكية "9" أحياء فلسطينية تم الاستيلاء عليها وتدمير أجزاء منها وإعادة بنائها من جديد وضمها لنفس الحارة.

وقال خبير الاستيطان والأراضي في جمعية الدارسات العربية خليل التفكجي في تصريح صحفي، اليوم السبت، إن المناطق المستهدفة في البلدة القديمة معظمها أملاك ووقف ذري لعائلات مقدسية صادرها الحاكم العسكري الصهيوني للقدس في العام 1928، بحجة الاستخدام للمنفعة العامة وتم طرد وتهجير أصحابها من تلك المنطقة في جنوب البلدة القديمة وفي محيط باب المغاربة. وأوضح أن هذا الإعلان يشكل خطورة كبيرة تكمن في أن هذا العرض يعني نقل ملكية تلك الحارات الفلسطينية من أسماء أصحابها بعد مصادرتها، إلى ملكية عائلات استيطانية يهودية تسكنها. وذكر التفكجي، أن العمل بهذه الخطوة لم يعد تلويحا وتهديدا، بل أصبح هناك مناقصات للشروع بالعمل لوضع التخمين ورفع الخرائط والمساحات وتسجيل العقارات بأسماء المستوطنين. ولفت إلى أن حكومة الاحتلال لا تقوم بذاتها بتسجيل العقارات والمباني؛ بل توكل ذلك لشركات متخصصة فنياً وهندسياً تمسح الأرض وما عليها من عقارات ومنازل؛ تمهيداً للقيام بتسجيلها بأسماء المستوطنين الذين يعيشون فيها وذلك بالإنابة عن المؤسسات الرسمية الحكومية التي تصادق وتسجل ذلك في السجلات الرسمية بدائرة الأراضي والأملاك. ونوه بأن سلطات الاحتلال قبل نحو ثلاث سنوات، أعلنت عن نيتها إعادة تسجيل العقارات في البلدة القديمة من القدس واستبدال أسماء أصحابها الأصليين الفلسطينيين بأسماء المستوطنين الذين يسكنون فيها الآن. وقال التفكجي إن ما يطلق عليه اليوم اسم "حارة اليهود" هي مجموعة من الحارات الفلسطينية المقدسية تمت مصادرتها في العام 1927 ضمن الأمر العسكري الذي صادر 112 دونماً بحجة خدمة المصلحة العامة. وأكد التفكجي أنه كان هناك حارة لليهود لا تتعدى مساحتها "٥" دونمات فقط، وبعد احتلال القدس عام 1927-1928، أصبحت هذه الحارة تزيد مساحتها على "130 " دونماً. وأوضح التفكجي أن معظم تلك الأحياء والأراضي والعقارات، عبارة عن أملاك وقفية ذرية لعائلات مثل النمري والجاعوني والبشيتي وغنيم والعلم وغيرها، ليتم في ذكرى النكبة تحويلها في السجلات الرسمية بأسماء العائلات الاستيطانية من خلال طرح مناقصات. وكشف التفكجي النقاب أيضاً، عن المصادقة على الخريطة التفصيلية لترميم وإعادة بناء "كنيس جوهرة إسرائيل" في البلدة القديمة. وقال إن حجم الكنيس 1400 متر مربع بارتفاع 23 مترا.

وأضاف إن هذا الكنيس خاص باليهود الشرقيين، بعد أن قامت ما يسمى بوزارة الأديان ببناء "كنيس الخراب" لليهود الغربيين على مسافة لا تبعد عن موقع بناء هذا الكنيس أكثر من 30 مترًا فقط. ولفت التفكجي إلى أن البناء في هذا الكنيس، سيكون ضخما بارتفاع "4" طوابق.


من نفس القسم دولي