دولي

في الذكرى 67 للنكبة

القلم الفلسطيني:

 

أكثر من ثمانية ملايين لاجئ فلسطيني تلفهم الغُربة والتشريد والعوز والإهانة، وأرضهم على مرمى حجر تنهبها دولة الاحتلال الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم، ؛ استغلت بحارهم، وزرعت أرضهم، واستثمرت تاريخهم وآثارهم، واستنزفت ثرواتهم من رمل وحجر وغاز وأملاح ومياه، وغيرها على مدار سبع وستين سنة، ويجب أن تدفع الثمن. اليوم تبني غزة قاعدة ارتكازية للمقاومة، كما لم يكن في أي يوم مضى. وثلاث حروب شنها العدو على القطاع أثبتت هشاشة هذا الكيان، وقدرة المقاومة على تعطيل قدرته على جلب المهاجرين، بل وتنامي الهجرة العكسية. نحن اليوم أقرب إلى العودة من أي وقت مضى. ولكن ماذا ينقصنا لتحقيق العودة وتحرير أرضنا لقد علَّمنا قدوتُنا ورسولنا محمد كيف يعود اللاجئون، فقد بدأ ببناء المسجد؛ تعبيراً عن ضرورة بناء العقيدة الإسلامية القوية كأساس للتحرير والعودة. ثم آخى بين المهاجرين والأنصار، تعبيراً عن ضرورة الوحدة الوطنية على أسس سليمة. ثم جرّد السرايا والغزوات وخص بها المهاجرين، تعبيراً عن ضرورة المقاومة المسلحة، وضرورة انخراط اللاجئين فيها على وجه التحديد.إن واجب جميع قوى الشعب الفلسطيني أن تقتدي برسولنا محمد وهي تعمل على بناء مشروع وطني فلسطيني يحقق العودة للاجئين ويحرر أرض فلسطين، يقوم على العقيدة الإسلامية السليمة والوحدة الوطنية والمقاومة المسلحة. اليوم أحيت حركة حماس ذكرى النكبة في موقع عسكري حدودي لتقول: هذه طريق العودة، وأننا بتنا أقرب لمعركة التحرير، وعلى الجميع أن يسارع إلى هذه الطريق دون مضيعة للوقت. ومن هنا أوجِّه عدة رسائل: أدعو أهالي القرى والبلدات والمدن المحتلة أن يرسلوا أبناءهم لينخرطوا في وحدات النخبة لدى فصائل المقاومة، ليكونوا طليعة التحرير لقراهم وبلداتهم ومدنهم، بدلاً من انتظار جيوش التحرير من هنا أو هناك. خطوة مميزة وضرورية أن تعلن دائرة شئون اللاجئين في حركة حماس عن تدشين سجل أسود تُدوَّن فيه أسماء وأفعال كل الذين يمسون حق العودة، بدءاً من هذا اليوم. كما أعلنت عن تدشين سجل للشرف تُدوَّن فيه أسماء وأفعال الذين يقدِّمون خدمات جليلة لحق العودة. وليحذوا الذين تراودهم أنفسهم أن يتنازلوا ولو قليلا عن حق العودة. إخواننا في سوريا، لكم الله، لا تنتظروا حلاً من أحد، الحل في أيديكم؛ فما عليكم إلا التوجّه بعائلاتكم إلى أرضكم المحتلة لا إلى غيرها. وأدعو الأخوة في منظمة التحرير الفلسطينية وقوى الشعب الفلسطيني كافة لأن يضعوا معاً خطة لعودة فلسطينيي سوريا إلى أراضيهم المحتلة التي أُخرجوا منها من فلسطين، وإننا بعون الله قادرون. وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - الأونروا: لم يعد شعبنا مقتنعاً بأسباب التقليصات وبطء الإغاثة في سوريا وغزة ولبنان وغيرها، وينظر إليها كجزء من المؤامرة على حقوق شعبنا. قريباً سينفجر شعبنا، ولات حين مندم، وعندها لا تلوموا شعبنا بل الذين أخطأوا في حساباتهم، لأن شعبنا كريم أبيّ، ولا ينسى حقوقه مهما طال الزمن. إخواننا فلسطينيي أوروبا: نشد على أيديكم، ونبارك جهودكم في التمسك بحق العودة. وندعوكم لأن تضربوا المثل في ممارسة الديمقراطية في بلاد تؤمن بها، فاختاروا ممثليكم على مستوى أوروبا، عسى أن تقتدي بكم بقية الساحات الفلسطينية الخارجية. كما يجب ملاحقة بريطانيا على تسببها في نكبة الشعب الفلسطيني، بكل الوسائل المتاحة.

د.عصام عدوان


من نفس القسم دولي