دولي

غزّاويون يحيون ذكرى "النكبة" من موقع للمقاومة على الحدود

نظموا فاعلية أطلق عليها "عائدون"

 

 

جلس الحاج أحمد ربيع (78 عاماً)، يكحل عينيه بالنظر إلى بلدته الأصلية سمسم، التي هجر منها في عام 1948، من خلف منظار عسكري في موقع فلسطين التابع لكتائب "الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "المقاومة الفلسطينية" (حماس)، وهو يُمني النفس بأن يعود إليها، في وقت قريب، على الرغم من تقدمه في السن.

وقال ربيع على هامش فعالية (عائدون) التي نظمتها دائرة شؤون اللاجئين في "حماس"، في موقع فلسطين، الذي يبعد عن الأراضي المحتلة شمال قطاع غزة بضعة أمتار فقط، إنه "على الرغم من تقدمه في السن إلا أنه حضر، اليوم، كي يشاهد أرضه وأرض أجداده التي هجروا منها قسراً"، مؤكّداً أنه "يُمني نفسه بأن يلحق بركب العائدين إلى بلاده يوماً". ويتابع: "تحملت عناء التعب للوصول إلى هذا الموقع المتقدم، والذي يبعد عشرات الكيلو مترات عن أرضي المحتلة، كي أشاهدها، علماً أني لم أنس، يوماً، كرومها وذكريات الطفولة فيها على الرغم من صغر سني حين هجّرنا الاحتلال الإسرائيلي منها". ويدعو السبعيني المُهجر المقاومة الفلسطينية إلى الاستمرار في الإعداد والاستعداد لمواجهة مقبلة ضد الاحتلال، لتحرير الأراضي الفلسطينية بعد مرور نحو 67 عاماً على ذكرى النكبة الفلسطينية.احتشد مئات الفلسطينيين داخل الموقع العسكري لمشاهدة أراضيهم المحتلة القريبة من الحدود الشمالية لقطاع غزةأمّا الحاجة سعدة سرحان، فمنذ لحظة وصولها الموقع لم تتوقف عن النظر تجاه بلدتها "هربيا" التي هجرت منها قصراً على يد الاحتلال الإسرائيلي عام 1948. قالت سرحان إنها" تحمد الله كثيراً لحصولها على هذه الفرصة بالنظر إلى بلدتها، وهي تبعد عنها بضعة كيلو مترات فقط، وتدعو الله أن يوفق المقاومة الفلسطينية ويحقق لها النصر على الاحتلال وتطردهم من كل فلسطين".وأشارت إلى أنها على الرغم من مرور نحو سبعة عقود على النكبة الفلسطينية، إلا أنها لم تنس ملامح قريتها ومنازلها القديمة، مشددةً على أن الشعب الفلسطيني سيبقى وراء المقاومة حتى العودة إلى كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.وعلى أحد مرتفعات الموقع العسكري، وقفت الطفلة لنا عبدالله برفقة أبيها وأمها، وهما يشيران إلى بلدتها المحتلة التي هجر منها أجدادها قصراً على يد الاحتلال. وقالت "حضرت، اليوم، مع أبي وأمي كي أشاهد أراضينا التي طرد منها أجدادنا على يد الاحتلال الإسرائيلي قبل سنوات طويلة".وتبين أنها تعلمت الكثير عن بلدتها حمامة من والدها وأمها اللذين قدما لها معلومات مسبقة قبل حضور الفعالية، وعن أهم ما تشتهر به هذه البلدة من عادات وتقاليد ومهن كان أجدادها يمارسونها قبل النكبة الفلسطينية.واحتشد مئات الفلسطينيين داخل الموقع العسكري لمشاهدة أراضيهم المحتلة القريبة من الحدود الشمالية لقطاع غزة، والتي لا تبعد عنهم سوى كيلومترات عدة قليلة.بدوره أكّد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، أحمد بحر، في كلمته، أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لديها أكثر من 100 ألف مقاتل بوصلتهم تحرير المسجد الأقصى. وقال بحر: "نقف، اليوم، على بعد أقل من كيلو عن أراضينا المغتصبة"، مطالباً قادة الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم بـ"التوجه لتحرير فلسطين". وطالب بحر، المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة بتوجيه سلاحها نحو الاحتلال الإسرائيلي وأن تكون بوصلتها نحو القدس، وعدم الالتفات إلى الفرعيات لأن مقاومة الاحتلال مقدسة.وأضاف "نحن شعب لن يتخلى عن أرضه وعلى إسرائيل أن ترحل، فالقدس والأرض لنا وسنبقى الأوفياء لقدسنا وأسرانا وجرحانا وأمتنا حتى كنس آخر جندي إسرائيلي عن أرض فلسطين".

ع.ع

من نفس القسم دولي